في ضوء ما جرى في بوليفيا:
كتبت : إيمان أبو العطا
يعكس فوز إيفوموراليس من السكان الأصليينrlm;(rlm; الهنود الحمرrlm;),rlm; برئاسة بوليفيا في الانتخابات التي جرت أخيراrlm;,rlm; صعودهم إلي تولي المراكز القيادية في دول أمريكا اللاتينية بعد سنوات طويلة من التهميش علي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسيةrlm;,rlm; ومن الحصول علي حصة متواضعة للغاية من الدخل القوميrlm;,rlm; ومن إهمال السلطة المركزية التي سيطر عليها ذوو الأصول الأوروبية للتنمية في المناطق الريفية التي يسكنها غالبية السكان الأصليينrlm;.rlm;
وخلال الفترة القريبة الماضية ونتيجة تلك الأوضاعrlm;,rlm; انتشرت الأفكار الاشتراكية وظهرت الحركات اليسارية والمتمردة ضد الحكومات اليمينية والعسكرية الموالية للولايات المتحدةrlm;,rlm; لكن مع نمو الوعي لدي الجماهير ومقاومة الانقلابيينrlm;,rlm; فضلا عن فشل ما يسمي الليبرالية الجديدة في بعض الدول اللاتينيةrlm;,rlm; فرضت الديمقراطية نفسهاrlm;,rlm; وانحازت الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلي التغيير عبر صناديق الاقتراع بفضل القيادات والكوادر التي تولت عبء نشر الوعي بالحقوق الديمقراطية وممارستها فحدث التغير النوعي في الحياة السياسية علي النحو الذي شهدته بيرو وفنزويلا وبوليفيا أخيراrlm;.rlm;
الموقف الأمريكي من هذا التحول يناقض نفسه ويتسم بالازدواجية في المعايير علي نحو ما نشاهده في قضايا الشرق الأوسطrlm;,rlm; ويقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية ـالذي عمل دبلوماسيا وسفيرا لمصر في عدد من الدول اللاتينية ـ إن التعامل الأمريكي المعلن هو تبني نشر الديمقراطية والحرية والتعددية السياسيةrlm;,rlm; لكنه في الوقت نفسه غير مرتاح لوصول بعض القوي والتيارات السياسية الرافضة للسياسة الأمريكيةrlm;,rlm; باعتبارها ـ من وجهة نظر واشنطن ـ ضد المصالح الأمريكيةrlm;.rlm;
والنموذج المثالي في هذا الصدد هو فنزويلا بسبب اختلاف السياسة الخارجية لها عن السياسة الأمريكيةrlm;,rlm; ورفض الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز رغبة واشنطن فرض سيطرتها ونفوذها علي دول أمريكا اللاتينيةrlm;,rlm; لذا تعتبر الإدارة الأمريكية شافيز يهدد مصالحها القوميةrlm;,rlm; بينما يعتبرها شافيز دولة تريد الهيمنة ولا تحترم استقلال وسيادة الدول الأخريrlm;.rlm; وعلي ذلكrlm;;rlm; فإن التصويت في بوليفيا لمصلحة اليسار بشكل عام هو نوع من رفض الهيمنة الأمريكيةrlm;,rlm; فشعوب أمريكا اللاتينية ـ كما يقول السفير رخا حسن ـ ترفض السياسة الأمريكية وتعبر عن ذلك في الكثير من التظاهراتrlm;,rlm; مثلما كان الرئيس المكسيكي فنسنت فوكس علي رأس تظاهرة ضد الغزو الأمريكي للعراقrlm;,rlm; كما عبرت شعوب وحكومات أمريكا اللاتينية بأشكال متعددة عن رفضها اقتراح الرئيس الأمريكي جورج بوش إنشاء منطقة تجارة حرة في دول الأمريكتينrlm;.rlm; صعود القيادات ذات التوجهات اليسارية ومن السكان الأصليين إذن هو نوع من التعبير عن رفض الهيمنة الأمريكية التي تعد الآن في أعتي صورهاrlm;,rlm; وتعود أهمية ما يحدث في أمريكا اللاتينية إلي أن شعوب هذه الدول هم جيران الولايات المتحدةrlm;,rlm; لكنهم لا يشعرون بالخوف أمام ترسانات القوة الأمريكيةrlm;.rlm;
التعليقات