quot;الدعوة لاحتلال سوريا أصابتنا بالذهولquot;
واكيم: أين الحكومة من إهانة سترو للبنان؟

قال رئيس حركة الشعب نجاح واكيم في تصريح أدلى به أمس ان مسائل ثلاثاً لا بد من التوقف عندها وهي:
1 المعلومات التي تناقلها البعض عن عمليات تسلح وتدريب تجري في الخارج وفي بعض المناطق اللبنانية، لا بل ان عددا من كبار السياسيين في البلاد أشاروا الى هذا الذي يجري وينذر باندلاع حرب أهلية في لبنان ومنهم العماد ميشال عون، لا بل ان بعضهم تحدث صراحة عن هذا، وأذكر على سبيل المثال الوزير السابق سليمان فرنجية.
الغريب في الأمر ان أحدا من المسؤولين لم يعلق على هذه الاخبار ولا على الاشارات والتصريحات التي صدرت عن جهات مسؤولة، الأمر الذي يزيد من قلق اللبنانيين، خصوصا أن صمت المسؤولين يعزز صدقية هذه الاخبار والتصريحات.
أليس غريبا ان رئيس الحكومة لم يتفوه بكلمة بهذا الشأن وكذلك هو حال وزير الداخلية وسائر المسؤولين الأمنيين؟
إن السلطة السياسية مطالبة بتوضيح الحقيقة للرأي العام، خصوصا أن سكوتها عن الأمر يعزز صدقية الأخبار التي تتحدث عن تواطؤ بين هذه الميليشيات وبعض المسؤولين الأمنيين وكذلك مع بعض المسؤولين في السلطة.
2 لم نفاجأ كثيرا بجولة وزير الخارجية البريطاني على بعض المراجع والمسؤولين في لبنان. ولكننا فوجئنا برده على سؤال حول استثناء رئيس الجمهورية من هذه الجولة، فبصرف النظر عن رأي هذا الفريق أو ذاك برئيس الجمهورية، وهذا حق لأي طرف داخلي، إلا أن كلام سترو يمثل انتهاكا صارخا لسيادة لبنان كدولة مستقلة ويشكل إهانة لكل مواطن في هذا البلد.
وقد أضاف السيد سترو امس الى وقارته هذه ما هو أشد فظاظة عندما دعا اللبنانيين الى الصلاة من أجل شفاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. ولا شك في أن السيد سترو الذي يصلي من أجل شارون يعرف كم من اللبنانيين قد قتلوا على يد هذا السفاح تحت وابل قنابله وتحت جنازير دباباته.
ومرة اخرى نستغرب كيف أن أحدا من المسؤولين في الدولة لم يتخذ موقفا من تصريحات السيد سترو، وكيف ان الحكومة اللبنانية لم تبادر الى الطلب اليه قطع زيارته والعودة الى بلاده، خصوصا ان السلطة القائمة اليوم هي سلطة الحرية والسيادة والاستقلال.
ألم تجد السلطة اللبنانية في تصريحات السيد سترو ما يشكل إهانة للبنان واللبنانيين وانتهاكا للسيادة الوطنية؟ ام ان مفهومهم للسيادة لا ينصرف إلا في مواجهة العروبة وفي مواجهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكذلك في مواجهة اللاجئين الفلسطينيين؟
3 ما كنت أريد أن أتوقف عند الدعوات التي أطلقها بعضهم باتجاه الولايات المتحدة الاميركية لاحتلال سوريا. وكنت أحب أن أعتبرها مجرد زلة لسان لا يمكن تبريرها. غير أن إصرار هؤلاء على تأكيد تصريحاتهم أصابنا بالكثير من الألم والذهول.
لا نناقش رأي هؤلاء وسواهم في هذا النظام العربي أو ذاك ولا في مواقفهم من هذا النظام أو ذاك. ولكن ان يكون هذا الرأي او هذا الموقف مبررا لدعوة الولايات المتحدة الى احتلال بلدان عربية فهذا ما لا يمكن تصديقه ولا القبول به.
من جهتنا لدينا الكثير من المآخذ على النظام الرسمي العربي مع اننا لا نضع الجميع في نفس الخانة، ولكن أفهم أن تكون الدعوة الى تحرير الاقطار العربية ولا أفهم كيف تكون الدعوة الى احتلالها؟
وان تخص سوريا اليوم بطلب الاجتياح الاميركي لها واحتلالها فإن لهذا تفسيرا واحدا وهو انه بصرف النظر عن أخطاء تنسب للنظام بحق وبغير حق وعن مآخذ تؤخذ عليه بحق وبغير حق فإن سوريا هي البلد العربي الوحيد ربما غير المحتل لذلك يطالبون باحتلالها.