غسان تويني
هل أشقاؤنا الأعزاء، جهابذة السياسة الخارجية quot;المولوتوفيةquot; (ومن دون هيبة ستالينٍما في الحكم!) يظنون اننا على هذه الدرجة من الغباوة، فنهرول لقبول مقترحاتهم المعتَّقة بل العفنة في طبعتها الجديدة، فيحاولون تهريبها عبر محادثاتهم اليائسة مع السعودية ومصر، ومن دون جميل الجامعة العربية التي ادركت، هي، ان quot;عقلناquot; (العقل اللبناني) ليس quot;مخرَّباًquot; الى حد تجريب ما جرّبنا مرات، ودفعنا ثمن التجربة من استقلالنا، وسيادتنا على أرضنا، وحقوق الانسان عندنا، وحرياته وكرامته!؟
لا، لا... ايها السادة، لم ننسَ بعد... وكنا نظن انكم انتم كذلك لم تنسوا:
لا انتم يمكن ان تكونوا قد نسيتم 14 آذار!
ولا نحن نسينا الشهداء، وقبل الشهادات، الأسرى والمعتقلين، فضلا عن الفضائح والمهانات والغطرسات و... و... الخ!
***
quot;اتفاق أمنيquot;، قال!
حتى الكلمة صار اللبنانيون يمجونها واجفين.
ولم لا، صراحة، اعادة انشاء quot;هيئة اركان حربquot; التآمر quot;الجاسوسيquot; لتوزيع ادوار الاجرام، صعوداً ونزولاً، من المراتب المخابراتية الدنيا وصولا الى أرفع المراتب الرئاسية، ولا خجل ولا بالطبع وجل!!
والأهم من الاتفاق الامني الذي تحاول دمشق تهريبه، في اطار محادثات تتناول quot;اوضاع الشرق الأوسطquot;، العودة الى التفاهم على السياسة الخارجية، في احرج الازمان... ساعة تمضي ايران في برنامج تخصيبها النووي بينما يتهيأ رئيسها لزيارة دمشق مبشراً بتوقيع اتفاق ستراتيجي معها يصير مساراًً ثلاثياًً... الى اين؟... الى القدس؟ أم الى حرب اقليمية بل دولية تشرّع أبواب quot;الساحةquot; اللبنانية أمام كل الاحتمالات؟؟!
***
لا، لا، كلا، يقول لبنان.
المطلوب، لأن quot;عقلنا ليس مخرَّباًquot;... كي نعيد quot;تجريب المجرّبquot;...
المطلوب سلسلة تدابير عملية فورية هي وحدها quot;تطبّع العلاقاتquot;:
اولاً: تبادل دبلوماسي فوراً.
ثانياً: ترسيم الحدود، بما فيها حدود مزارع شبعا.
ثالثاً: اطلاق المعتقلين اللبنانيين.
وبقية التدابير العملانية التي يمكن اتخاذها بشطحة قلم عربي فصيح، ولا حاجة حتى الآن الى مبادرة من الجامعة العربية ولا ممن يجمعون!
تتخذ الجمهورية العربية السورية هذه التدابير وتعلنها على الملأ، الملأ السوري والملأ اللبناني الشقيقين...
وبعد ذلك، نتوقف لحظة لنرى، ونقتنع و... نرتضي.
ولا مجال لأي أمرٍ آخر. مفهوم؟
التعليقات