الأحد:22. 01. 2006
تقريرrlm; ـrlm; غادة الشرقاوي
كان المشهد في مطار شارل ديجول الفرنسي أقرب الي أحد فصول روايات المراهقين الرومانسيةrlm;:rlm; الطائرة القادمة من نيويورك كانت قد أوقفت محركاتها بالكاد فوق ممر الهبوط وفور أن انفتح بابها الأمامي اندفعت منه سيدة جميلة لترتمي في أحضان زوجهاrlm;,rlm; قبل أن يبتعدا في سيارة ليموزين فخمة التفتت السيدة في نظرة وداع سريعة وأخيرة للعاشق كسير القلب الذي بدت ملامحه الحزينة واضحة من خلف نافذة الطائرة التي لم يغادرهاrlm;.rlm;
والذي يثير الدهشة أن الموقف كان واقعيا بدرجة تفوق الوصف فأبطاله هم نيكولا ساركوزي وزير الداخلية الفرنسيrlm;(50rlm; عاماrlm;)rlm; وزوجته سيسيلياrlm;(48rlm; عاماrlm;)rlm; أما العاشق المنبوذ فهو ريتشارد أتياس منسق المناسبات الدولية الهامةrlm;.rlm; وقصة حب سيسيليا وأتياس وهجرها لزوجها ثم عودتها إليه استحوذت علي اهتمام الفرنسيين لعدة أشهرrlm;.rlm; وأخبار عودة سيسيليا الي زوجها بعد قصة حب مع شخص آخر استمرت ثمانية أشهر كان من الممكن ان تمر دون اهتمام الرأي العام الفرنسي الذي اعتاد علي عدم التدخل في حياة السياسيين الخاصةrlm;,rlm; ولكن أحداث القصة كانت تدور علنا وذلك جعل الفرنسيين يتابعون عن قرب الخلافات الزوجية لثاني أهم سياسي في فرنسا بعد الرئيس جاك شيراكrlm;.rlm; وعودة سيسيليا كانت مفاجآة للجميع بما فيهم آن فولداrlm;(47rlm; عاماrlm;)rlm; رئيسة القسم السياسي بصحيفة لوفيجارو والتي حاول الوزير نسيان زوجته باقامة علاقة معها وخاصة انهما كانا قد عادا للتو من عطلة أعياد الميلاد التي قضاها سويا بأحد المنتجعات علي المحيط الهنديrlm;.rlm;
واذا عدنا الي فصول القصة الأولي فان سيسيلياrlm;,rlm; وهي من أم اسبانية وأب روسيrlm;.rlm; لم تكن زوجة عادية بل كانت أهم مساعدة لساركوزيrlm;,rlm; ثم هجرته وانتقلت للعيش مع أتياس الذي تعرفت عليه من خلال التعاون معه في تنظيم حفل تنصيب ساركوزي زعيما لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وهو حزب اليمين الحاكم في فرنساrlm;.rlm; وقد كسر الاعلام الفرنسي القاعدة الذهبية بعدم التعرض لحياة السياسيين الخاصة وكتب عن علاقة سيسيليا لأن وزير الداخلية كان يعتبر زوجته وابنه من أركان حملته الانتخابية لزعامة الحزب وفرضهما علي وسائل الاعلامrlm;.rlm;
وفي الخريف الماضي بينما كانت الضواحي الفرنسية تشتعل بأحداث الشغب شغل ساركوزي نفسه بالضغط علي إحدي دور النشر لوقف كتاب يتناول السيرة الذاتية لزوجته بعنوان سيسيلياrlm;:rlm; بين العقل والقلبrlm;.rlm; واتهمت فاليري دومين مؤلفة الكتاب رئيس الوزراء بممارسة البلطجة ومنع كتابها من النشرrlm;.rlm; والكتاب يحتوي علي مشهد الذروة بالتفصيل حينما حزمت سيسيليا حقائبها في أحد أيام شهر مايو الماضي وأخبرت زوجها بأنها ستتركه لأنها تحولت الي مجرد قطعة أثاث في منزله وبالرغم من مناداته الدائمة بعدم التدخل في حياته الخاصةrlm;,rlm; إلا انه لم يستطع مقاومة إغراء استعراض عودة زوجته علنا أمام الجمهور واصطحبها للعشاء بمطعم يرتاده الصحفيون وهو نفس المطعم الذي قصده اتياس وسيسيليا عندما أرادا الإعلان عن علاقتهماrlm;,rlm; ويقول أحد أصدقاء ساركوزي المقربين انه لايستطيع العيش بدون زوجته وأن السياسي القويrlm;,rlm; والمرجح أن يكون خليفة الرئيس الحالي جاك شيراك في انتخابات الرئاسة المقبلةrlm;,rlm; مرهف العواطف وضعيف للغاية أمام زوجتهrlm;,rlm; وأنه طوال شهور الهجر لم تكن تمر ساعة دون أن يتصل بها أو يرسل لها فاكسا يستعطفها فيه كي تعود إليهrlm;,rlm; وأن علاقته بفولدا كانت مجرد محاولة فاشلة لإثبات أنه يستطيع الاستغناء عن سيسيلياrlm;,rlm; ولم يعلق ساركوزي علي عودة زوجته سوي تعليق واحد وهوrlm;:rlm; أنه سعيد بانتهاء عامrlm;2005rlm; وأن الوحدة مؤلمة وكئيبة للجميع يستوي في ذلك المشاهير والأشخاص العاديونrlm;.rlm;
وكل من رأي ساركوزي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في الأسبوع الماضي ـ وكشف فيه عن الخطوط العريضة لحملته الانتخابية ـ وصفه بأنه كان يبدو مرتاحا وأن عودة زوجته أعادت اليه الحيويةrlm;,rlm; وصرح ساركوزي خلال المؤتمر الصحفيrlm;,rlm; بأنه يعتزم ترك الحكومة في ينايرrlm;2007rlm; ليتفرغ لحملته الانتخابية وان فرنسا في حاجة الي رئيس يقود وليس حاكما فقط وأن حملته الانتخابية لن تقتصر علي مقترحات للاصلاح في المجالات العامة الرئيسية ولكن ستشمل كل تفاصيل الحياة اليومية للفرنسيينrlm;.rlm;
ويبدو أن الارتياح الذي غمر ساركوزي بعد عودة زوجته لم يشمل كل الفرنسيين الذين بدأوا يتساءلونrlm;:rlm; هل كان الرئيس القادم المحتمل مصرا علي عودة زوجته لأنه يحبها أم لاكتمال المظهر الاجتماعي لتظهر معه خلال حملته الرئاسية؟ ويبدو من توجيهات ساركوزي أنه ينوي أن تكون علي غرار الحملات الرئاسية الانتخابية الأمريكية التي تلعب فيها العائلة دورا رئيسيا للتأثير علي الرأي العامrlm;,rlm; وخاصة ان مقترحاته المتعلقة باصلاح النظام الرئاسي الفرنسي وتقليص دور رئيس الوزراء كشفت عن افتتانه بالنموذج الأمريكيrlm;,rlm; ومن ناحية أخري يتساءل الفرنسيون أيضاrlm;:rlm; لماذا عادت سيسيليا بعد العاصفة التي أثارتها؟ هل لأنها اشتاقت الي زوجها أم لأنها لم تستطع أن تقاوم إغراء القيام بدور السيدة الأولي؟ وكل ذلك يقودنا إلي طرح سؤال أكثر أهمية وهوrlm;:rlm; هل تصلح امرأة بمواصفات سيسيليا أن تلعب دور السيدة الأولى علي مسرح السياسة الفرنسية؟
التعليقات