الخميس:26. 01. 2006

من قريب
سلامة أحمد سلامة

لم يكن غريبا ان تنفذ مبيعات كتاب الدولة المارقة للمؤلف الأمريكي ويليام بلوم التي وصلت إلي القمة بعد ساعات من إذاعة الشريط التليفزيوني الذي كرر فيه بن لادن تهديداته بقتل الأمريكيين في بلادهم إذا لم يخرجوا من بلاد المسلمينrlm;.rlm; وكان هذا الكاتب الأمريكي الذي يعارض التدخل الأمريكي في العالمrlm;,rlm; قد ذكر في مقدمة كتابه ـالتي أشار إليها بن لادن في شريطه ـ أنه لو كان رئيسا لأمريكا لأوقف العمليات التي تجري ضد بلادهrlm;,rlm; بإعلان إنهاء التدخل الأمريكي وتقديم اعتذاره لكل الأرامل واليتامي والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيبrlm;.rlm;

وقد كان طبيعيا ان ترفض واشنطن هذه الهدنة وتؤكد إصرارها علي محاربة الإرهابrlm;,rlm; وتري في تهديدات بن لادن الذي ظن الجميع أنه علي فراش الموتrlm;,rlm; محاولة لتخويف الشعب الأمريكي وإرهابهrlm;,rlm; ولكن واشنطن علي الرغم من التهوين من شأن هذه التهديدات التي تصدر في رأيها عن زعيم عصابة إرهابيةrlm;,rlm; ولا يعبر عن الأمة الإسلاميةrlm;,rlm; إلا أنها لم تأخذ هذه التصريحات علي محمل السخريةrlm;,rlm; لأنها تدرك أن سياساتها في محاربة الإرهاب هي المسئولة عن توليده في مناطق عديدة من العالمrlm;.rlm; فقبل أن يطلق بن لادن شريط تهديداته الأخير بساعاتrlm;,rlm; أغارت الطائرات الأمريكية علي قرية باكستانية قتل فيهاrlm;13rlm; شخصا من القرويين والأطفالrlm;.rlm; بدعوي تعقب فلول القاعدةrlm;.rlm;

فإذا أضفنا إلي ذلك ان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسطrlm;,rlm; سواء بدعم الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; والتدخل العلني في لبنان بهدف ضرب حزب الله والفصائل الفلسطينية وخنق النظام السوريrlm;,rlm; وانتهاج سياسة تحريضية عسكرية ضد ايران لتجريدها من التكنولوجيا النوويةrlm;..rlm; كل ذلك لحساب إسرائيل ولغير مصلحة إقرار سلام عادل في الشرق الأوسطrlm;,rlm; فلا يمكن ان يؤدي ذلك بالطبع إلا إلي بث روح العداءrlm;,rlm; وتشجيع العناصر الإرهابيةrlm;.rlm;

وفي الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي تشيني إلي المنطقة وزار خلالها مصر والسعوديةrlm;,rlm; لم تكن النتائج التي تسربت من محادثاته المغلقة غير تأكيد لسياسة المواجهة والاستهانة بشعوب المنطقةrlm;,rlm; فالبيت الأبيض يرفضrlm;,rlm; بضغط اليمين الأمريكيrlm;,rlm; أي وساطات عربية بين سوريا ولبنانrlm;,rlm; حتي ولو أدي الأمر إلي انفجار الموقفrlm;.rlm; أما في العراق فهم يطالبون بمساعدة عربية للخروج من المستنقع بعد تخريب العراق واحتلالهrlm;.rlm; كيف ولماذا وبأي ثمن؟ في الوقت الذي تجاهلت فيه واشنطن كل الاعتبارات التي تحافظ علي البعد العربي في العراق الجديدrlm;.rlm;

ليس من العجيب إذن ان يعود جو الارهاب إلي العالمrlm;,rlm; ويرتفع صوت بن لادن والظواهريrlm;,rlm; وقد انضم الرئيس الفرنسي شيراك الي الجوقةrlm;,rlm; فأعلن استعداد بلاده لاستخدام الأسلحة النووية في الرد علي أي تهديدات تتعرض لها فرنسا وأوروباrlm;.rlm; ولم يكن أحد قد وجه حتي الآن تهديدات لفرنساrlm;,rlm; ولكن تصعيد نغمة التهديدات من الدول الكبري باللجوء إلي القوة في المواجهات السياسيةrlm;,rlm; لابد أن تشيع أجواء تشجع أمثال بن لادن والقاعدة علي الرد بالكلام أولا ثم بالفعل بعد ذلكrlm;!rlm;


[email protected]