موسكو تعارض العقوبات قبل laquo;نفاد الدبلوماسيةraquo; .. ولندن تؤكد بدء العمل عليها الأسبوع المقبل


لندن - مينا العريبي، نيويورك - صلاح عواد


أفادت مصادر دبلوماسية عدة انه من المتوقع ان يجتمع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية وألمانيا في لندن اليوم لبحث الملف النووي الايراني، الا ان لندن لم تؤكد عقد هذا الاجتماع حتى مساء أمس. وبينما اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه ينوي التوجه الى العاصمة البريطانية من اجل حضور الاجتماع المزمع، اكد مصدر دبلوماسي صيني في لندن لـlaquo;الشرق الاوسطraquo; امس ان وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ لن يحضر أي اجتماع في لندن اليوم. ويذكر ان وزراء الخارجية الست اجتمعوا 4 مرات هذا العام لمناقشة الملف النووي الايراني. وبعدما اكدت ايران رفضها تجميد تخصيب اليورانيوم، بدأت دوائر دبلوماسية اوروبية واميركية تؤكد على ان الوقت قد حان لبحث فرض عقوبات على طهران وانه من المرتقب ان يناقش مشروع قرار جديد ضد ايران في نيويورك الاسبوع المقبل. الا ان الصين التزمت الصمت ازاء العقوبات المحتملة، واكتفى مندوبها في مجلس الامن بالقول: laquo;الحل الدبلوماسي هو الافضلraquo;.

وعلى الرغم من تكتم وزارة الخارجية البريطانية حول الاجتماع المزمع عقده ورفضها تأكيد عقده، أكدت مصادر دبلوماسية ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستزور لندن اليوم، وlaquo;في حال عقد الاجتماع، ستحرص على حضورهraquo;. وأضافت المصادر انه حتى مساء امس كان من المقرر ان تأتي رايس الى لندن laquo;ولكن هذه الامور قابلة للتغير دوماًraquo;.

الا ان تأكيد المصادر الصينية عدم حضور الوزير الصيني الى لندن قد يعني تأجيل الاجتماع حتى تظهر انقسامات علنية بين الدول الست التي تدير المحادثات الدولية حول الملف النووي الايراني. وبينما تدفع الولايات المتحدة والترويكا الاوروبية (فرنسا وبريطانيا والمانيا) بفرض العقوبات على ايران لدفعها لوقف التخصيب، تعارض روسيا والصين، اللتان تتمتعان بعلاقات تجارية مع ايران، هذا الاجراء. وكانت ايران اعلنت أول من أمس رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، مما دفع مسؤولين اوروبيين واميركيين بالحديث عن فتح الباب امام عقوبات دولية ضدها. الا انه لم يحسم الموقف الصيني وروسي من العقوبات بعد، اذ تعتبر الدولتان انه ما زال هناك مجال لحل الازمة النووية سلمياً.

ومن وارسو، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأن بلاده معارضة لفرض عقوبات على ايران بشأن برنامجها النووي laquo;قبل استنفاذ السبل الدبلوماسيةraquo;. وقال لافروف في مؤتمر صحافي أمس: laquo;أعتقد أن فرض عقوبات قبل استنفاد السبل الدبلوماسية سيكون تشدداًraquo;. وأضاف: laquo;يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لاقناع ايران ببدء المفاوضات ويجب حل هذه القضية دبلوماسياًraquo;. وكان الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل خامينين صرح صباح أمس بأن وزراء خارجية الدول الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) سيجتمعون اليوم في لندن لبحث الملف النووي الايراني.

ومن جهته، اعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا أمس عن امله في مواصلة الحوار مع ايران حول ملفها النووي، مشيرا في الوقت نفسه الى ان زمن التفاوض ليست laquo;بلا نهايةraquo;. وقال في ختام لقائه مع وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما: laquo;ان فترة المفاوضات ليست الى ما لانهاية، (لكن) علينا ان نبقي الباب مفتوحا لمواصلة الحوارraquo;.

ومن جهته، دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاوروبيين أمس الى مواصلة المفاوضات بشان البرنامج النووي الايراني، مكررا في الوقت نفسه رفض بلاده الاستسلام للضغوط عليها للتخلي عن برنامجها النووي.

وقال الرئيس الايراني في خطاب عام في مدينة فيروزكوه شرق طهران نقله التلفزيون ان laquo;الأمة الايرانية لن تخضع مطلقاً امام الضغوط. نريد الحوار والمناقشة ولكن في اطار القانون والقواعدraquo; الدولية. واعتبر ان مواصلة المفاوضات تشكل laquo;فرصةraquo; للدول الاوروبية لان تنأى بنفسها عن السياسة الاميركية.

وقال احمدي نجاد laquo;لحسن الحظ اعربت بعض الدول الاوروبية عن تأييدها للمفاوضات ونأمل في ان تقدر تلك الدول الفرصة التي منحتها لها الامة الايرانية لتغير السياسة التي انتهجتها خلال السنوات الـ27 الاخيرةraquo;، في اشارة الى الفترة التي مضت منذ قيام الثورة الاسلامية في 1979. ولكنه اردف قائلاً: laquo;لكن هناك بعض القوى التي لا يحدونا تفاؤل بأنها ستعود الى الطريق الصحيح، هذه القوى تسببت في اراقة الدماء في العراق وفلسطين ومناطق أخرى من العالمraquo;، في اشارة الى الولايات المتحدة. وفي نيويورك، توقعت مصادر دبلوماسية عودة للملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل إثر فشل المفاوضات بين طهران والاتحاد الأوروبي وإصرار إيران على مواصلة برنامج تخصيب اليورانيوم. واعلن السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ان مجلس الامن سيبدأ مناقشة مشروع قرار دولي لفرض العقوبات على ايران الاسبوع المقبل. وأضاف ان بريطانيا laquo;ستناقش مع شركائها واعضاء مجلس الامن الاجراءات التي يمكن اتخاذها تحت البند 41 من ميثاق الامم المتحدةraquo; التي تجيز بفرض العقوبات.

واعتبر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي شيركن ان فشل محادثات سولانا مع كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني علي لاريجاني laquo;لحظة حزينةraquo;. وأضاف: laquo;بالطبع أن أملنا بأن تنجح هذه الجهود وأن تحل المسألة دبلوماسيا ولا نحتاج إلى مزيد من العمل في مجلس الأمن المزدحم أصلاًraquo;. وقاسمه الرأي سفير الصين وانغ غوانغيا وقال: laquo;نحن ندعم الدبلوماسية وأنها أفضل وسيلة للوصول إلى حلraquo;.