ريم الميع و سليمان السعيدي


هيمنت التطورات المتأزمة المتصلة بالملف النووي الإيراني والوضع العراقي وتدهور عملية السلام والأزمة اللبنانية وقضايا الإرهاب على المؤتمر الدولي لحلف الناتو ودول الخليج الذي اختتم أعماله في الكويت أمس بعد يوم واحد من العمل المكثف تحت عنوان laquo;مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول للتعاونraquo;.
وفيما توج المؤتمر رسميا بالتوقيع على اتفاقية ثنائية بين الكويت والحلف للحفاظ على سرية المعلومات المتبادلة بين الطرفين، كشف رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ أحمد الفهد مساء عن laquo;توقيع اتفاقية أمنية أخرى بين الكويت ودول الحلف قريباraquo;.

وعلى هامش المؤتمر الدول الذي وصفه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بانه laquo;اجتماع تاريخيraquo;، دعا مجلس التعاون لدول الخليج العربية على لسان أمينه العام عبد الرحمن العطية المجتمع الدولي إلى laquo;فرض عقوبات على اسرائيل التي أعلنت امتلاك ترسانة نووية، وتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عليهاraquo;.
وكان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد افتتح أعمال المؤتمر صباح امس بكلمة أكد ان laquo;الكويت تتطلع الى اجراء حوار مباشر ومثمر بين المسؤولين والباحثين في دول مجلس التعاون وبين المسؤولين في مؤسسات الحلف بحثا عن افضل السبل للتعاون بين الجانبينraquo;.

وشدد على اهمية laquo;تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج باعتبارها بقعة غنية بالمخزون النفطي الذي لا يستغني عنه العالمraquo;، مؤكدا ان laquo;التعاون والتنمية هي اهداف اساسية لدول هذه المنطقة، لذلك فان لصالح حلف الناتو تبادل الخبرات والتجارب مع دول المنطقة من اجل نشر السلام وتجاوز الازماتraquo;.
ومن جهته، اعتبر رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ أحمد الفهد في كلمته خلال المؤتمر ان laquo;ثمة تحديات يتعين على حلف شمال الاطلسي التغلب عليها اذا ما اراد الاضطلاع بدور فاعل بامن الخليج مستقبلا، وتتمثل هذه التحديات بالصورة الذهنية للناتو لدى الرأي العام العربي والخليجي كتحالف عسكري غربي يخدم مصالح اعضائه بالقوة العسكرية ويمارس التدخل في شؤون دول المنطقة من دون النظر الى مصالح شعوبهاraquo;، داعيا الحلف الى laquo;العمل على بناء الثقة مع شعوب دول منطقة الخليج لتبديد هذه الصورة الذهنية وابداء تفهم لدوره واهدافه الحقيقيةraquo;.
من جهته، قال السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر في كلمته ان laquo;مشاركة وفد الحلف في المؤتمر الدولي للناتو ودول الخليج تؤكد اهمية وجود تعاون بين الجانبين لاسيما في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها ظاهرة ازدياد الارهاب وانتشار الاسلحة النوويةraquo;.

واضاف دي هوب شيفر ان laquo;الناتو يدرك ان التوافق الاقليمي على الامن يعتبر حجز الزاوية في مواجهة التحديات العالمية وانه يتعين على دول المنطقة التعاون في ما بينها لمقابلة هذه التحدياتraquo;.
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله ان laquo;قبول الكويت لمبادرة اسطنبول للتعاون جاء وفق قناعتها بأن مصالحها وامنها الوطني يقتضيان الدخول في تعاون مع حلف الناتوraquo;.

واوضح ان laquo;الغزو العراقي للكويت عام 1990 وتداعياته احدث تغييرا نوعيا في العقيدة الدفاعية للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي بعدما ادركت ان البناء الامني الذي كان سائدا حينها في المنطقة لم يعد فعالا ولا يمكن الركون اليهraquo;، مؤكدا ان laquo;النظرة السائدة حيال التحفظ من الاحلاف والقواعد العسكرية الاجنبية لم يعد لها وجودraquo;.
وفي مؤتمر صحافي مسائي مشترك بين الفهد وشيفر، كشف الفهد عن laquo;توقيع اتفاقية أمنية أخرى بين الكويت وحلف الناتو قريباً تتعلق بالعبور، وذلك لايجاد سبيل آمن للأفراد والآلياتraquo;.
ومن جانبه قال السكرتير العام لحلف الناتو ان laquo;الاتفاقية الموقعة بين الكويت والحلف تسهل التعاون بجميع انواعهraquo;، مشيرا إلى ان laquo;اتفاقية اسطنبول تذكر بوضوح التآزر والتضامن (...) إذا تعرضت إحدى الدول الموقعة على اتفاقية التعاون لتهديد ماraquo;.

ومن ناحيته أكد نائب رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي اهمية الاتفاقية الامنية لتبادل المعلومات التي تم توقيعها laquo;لانها ستمكن الكويت من الاطلاع على المعلومات السرية لدى الناتو وكذلك الخطط العسكرية التي يعدها لقواتها في المناطق الخارجيةraquo;.
ومن جهته طالب الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية ردا على أسئلة الصحافيين مساء أمس حول إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت امتلاك الدولة العبرية ترسانة نووية laquo;بإدانة دولية لإسرائيل وتطبيق الفصل السابع عليهاraquo;، رافضا laquo;سياسة ازدواجية المعايير التي تتبعها واشنطن في هذا المجالraquo;.