عابد خزندار

يتهم جيمي كارتر الرئيس السابق للولايات المتحدة والحائز على جائزة نوبل للسلام لدوره في الوساطة بين مصر واسرائيل التي أفضت إلى معاهدة كامب ديفيد في كتابه الجديد quot;فلسطين : سلام وليس ابارثيد quot; اسرائيل بممارسة سياسة ابارثيد أو عنصرية ضد الفلسطينيين في الأرض المحتلة، والابارثيد هي السياسة التي كان يمارسها الأفريكان البيض في جنوب أفريقيا والتي حولتها إلى بلدين أحدهما من البيض والآخر من السود المسحوقين، بل إنه يقرر أن العنصرية الاسرائيلية أسوأ من عنصرية البيض في جنوب أفريقيا، وهو يعرف العنصرية بأنها quot;الفصل بالقوة بين شعبين يعيشان في نفس الأرض ويخضع أحدهما الآخر لسطوتهquot; وهو يسوق عدة أمثلة على ذلك أهمها الجدار الذي تقيمه اسرائيل حول أراضيها والذي يقتطع أيضا مساحات كبيرة من الأراضي المحتلة، والذي يكتم أي صوت يرتفع من الفلسطينيين الذين أصبحت أراضيهم داخل الجدار هذا فضلا عن تصاريح المرور التي يتعين على الفلسطينيين إبرازها عند التنقل من مكان إلى آخر ناهيك عن سياسة الاستيطان التي لا تسمح لأي فلسطيني بدخولها، وهو يتهم في نفس الوقت اللوبي الصهيوني بممارسة ضغط رهيب على أعضاء الكونغرس من الحزبين لمنعهم من التعرض لانتقاد ممارسات اسرائبل العنصرية في الأراضي المحتلة ولمنعهم أيضا من زيارة المدن المحتلة والتعرف على الواقع المرير لأهلها وهو ضغط يمتد ليشمل صفحات الرأي في الصحف الأمريكية التي لا تجرؤ على التعرض لاسرائيل بالنقد والذي أدى إلى كتم أنفاس أي كلمة عطف قد تتصاعد من المواطنين الأمريكيين، وبالطبع كان لا بد أن يثير الكتاب رد فعل عدائي ضد كارتر، وقد سارعت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الجديد بالقول بأن الكتاب لا يمثل وجهة نظر الديموقراطيين، أما الجماعات اليهودية فقد أثارت زوبعة هجومية ضد كارتر واتهمته بالعنصرية والعداء للسامية، ورغم كل ذلك فقد حظي الكتاب بانتشار واسع وباع 68ألف نسخة، واحتل المركز السابع في قائمة صحيفة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعا، أما كارتر نفسه فقد تشبث بعنوان الكتاب قائلا إنه لن يتراجع عنه أو عن أي جزء من محتواه، على انه يمكن ان يقال بعامة إن الكتاب لقي ترحيبا واسعا من أوساط مثقفة في الولايات المتحدة، كما أن الجمهور لم يستقبل كارتر بعداء في المكتبات التي زارها للتوقيع على النسخ المباعة من الكتاب، فهل يكتب لهذا الصوت الذي يرتفع رغم عنفوان الجماعات اليهودية والذي ارتعدت منه فرائص صحيفة معاريف في تعليقها عليه أن يؤثر في الرأي العام الأمريكي؟ هذا ما ستثبته الأيام.