أحمد الربعي
تتسابق حركتا فتح وحماس في إصدار شهادات laquo;حسن سيرة وسلوكraquo; للإسرائيليين. فقد قتل ثلاثة أطفال أبرياء فقامت حركة فتح باتهام حركة حماس، وتم قتل القاضي في غزة فقامت حماس باتهام فتح، وأطلق النار على رئيس الوزراء الفلسطيني فاتهمت حماس حركة فتح.
المهم أن الاتهامات بالقتل تمت خلال اقل من ساعة من الحادث دون أن يكلف احد من الطرفين نفسه بالتساؤل عن المستفيد من الحدث، ودون أن يملك أي طرف دليلا ولو صغيرا يؤكد اتهامات بهذه الخطورة، والأهم من ذلك كله أن الفلسطينيين يريدون إقناعنا أن الإسرائيليين أبرياء من دماء الفلسطينيين، وان الفلسطينيين مصممون على السير في طريق الحرب الأهلية بكل اقتدار بل وبكل فخر، وكانت تصريحات محمد دحلان ردا على اتهامه المتسرع بالتورط في محاولة اغتيال هنية هو قوله laquo;إن هذا شرف لا أدعيهraquo; قمة الاستهتار بالدم الفلسطيني، وقمة غياب المسؤولية لرجال دولة يفترض أن تكون مصالح شعبهم فوق كل المصالح الحزبية.
تصريحات جماعة حماس وسلوك هذه الحركة لا يقل عن تصريحات دحلان سوءا، ويكفي أن تصل المراهقة السياسية لدى حماس إلى درجة وصول رئيس الوزراء حاملا شنطا مليئة بالدولارات احضرها معه من laquo;عمقه الاستراتيجيraquo; في طهران، وكأنه يدير سوق خضار وليس رئيس وزراء لأمة تواجه مأساة حقيقية لن تحلها دولارات يحملها في شنطته، بل موقف سياسي مسئول تجاه كارثة كبرى يواجهها الفلسطينيون!! هل يمكن لعاقل ان يقبل قول حماس بان محمود عباس أعلن laquo;الحرب على اللهraquo; وهل يمكن ان يقبل هذا الكلام من منظمة يفترض أن تكون منظمة إسلامية ترفض مثل هذا الطرح البائس.
هل مطلوب إقناعنا بان إسرائيل حمامة سلام لا علاقة لها بدماء الفلسطينيين؟ هل مطلوب إسقاط ما تبقى من التعاطف العربي والدولي مع الفلسطينيين وقضيتهم ؟ هل هناك احد يمكن اليوم أن يتحدث عن مساعدات ودعم سياسي لقيادات تمارس البلطجة وسوء السلوك بكفاءة نادرة ، ولا تنظر ابعد من انفها ومصالحها الحزبية ؟ وهل هناك من ينتحر بكامل وعيه ثم يطلب من الآخرين إنقاذه من نفسه ومن سوء سلوكه..!
اللهم لا شماتة..!
التعليقات