د. حسناء القنيعير


إن ما يجري على الساحة اللبنانية هذه الأيام من تصعيد وتدمير يعد إنقلاباً على الشرعية وخصوصاً رئاسة مجلس الوزراء التي يتولاها السنة فحزب الله وأعوانه سلكوا منذ زمن مساراً بعيداً عن حدود الوطن ليمثلوا انزلاقاً كارثياً خطيراً في تدميره تحت شعار المقاومة ومناهضة إسرائيل وأمريكا ومواجهة العدوان، وذلك لحساب جهات خارجية لها مصالح لا تنسجم والمصلحة الوطنية اللبنانية. ويؤيد ما ذهبنا إليه من أن ما يحدث انقلاب على السنة ما قاله مفتي جبل لبنان quot;من أن ما هو قائم حالياً من اعتصام أمام مجلس الوزراء إنما هو لدوافع مذهبية نتجت عن تحريض خارجي لإثارة الفتن الداخلية في لبنان الأمر الذي لن يتحقق سوى بالتركيز على القضية المذهبية والطائفية اللبنانية... وأن حزب الله يقود معركة ضد الدولة والحكومة والسنة الذين تعرضت أحياؤهم للاعتداءquot;.
كما أكد النائب سعد الحريري quot;أن ما يجري في لبنان ليس إلا مشروع انقلاب حقيقي على الشرعية اللبنانية، وهو مخطط سوري ترعاه إيران لوضع اليد مجدداً على الشرعية اللبنانية، عبر تغيير المعادلة السياسية وإسقاط حكومة فؤاد السنيورةquot;!

كما أكد ذلك المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بقوله quot;إن الدعوات المغرضة لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة في الشارع انقلاب على الشرعية الدستورية وإن ذلك عمل غير دستوري ينشر الفوضى في البلادquot;.

أما حركة (المرابطون) فلقد عدت في رسالة مفتوحة وجهتها لحسن نصر الله quot;الدعوة إلى إسقاط الحكومة دعوة إلى حرب أهلية ستنحصر بين ما تمثلون من الشيعة وبين ما نمثل من المسلمين من أهل السنة والجماعة، لأننا لن نسمح بالمس بمقام رئاسة الحكومة وهذا الموقف عبرت عنه رجالاتنا من مفتي الجمهورية إلى آخر مجاهد فيناquot;.

وقد اعتبر رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط أن quot;ما جرى ويجري يأتي ضمن مشروع انقلابي الهدف منه إبقاء لبنان ساحة حرب إلى الأبد ورفض القرار 1701والمحكمة الدولية، وصولاً إلى إسقاط الحكومة بأمر إيراني سوري وتدمير الاقتصاد اللبناني لإتاحة السيطرة لحزب اللهquot;.

إنه لا يخفى على المتابع لما يجري في لبنان الأهداف المعلنة وغير المعلنة للحركة الانقلابية على الشرعية اللبنانية المتمثلة في رئاسة مجلس الوزراء، فمن الأهداف غير المعلنة:


1-إسقاط حكومة فؤاد السنيورة والإتيان برئيس حكومة موالٍ لسوريا وإيران لمواجهة السياسة الأمريكية وهو الأمر الذي صرح به الرئيس السوري في خطابه بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، كما صرح به المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي في خطابه في عيد الفطر عن الحاجة إلى التغيير في لبنان لمواجهة السياسة الأمريكية. وقد أكد على ذلك فيما بعد وتحديداً في 12نوفمبر عندما قال إن لبنان سيكون ساحة لهزيمة أمريكا لهذا دعا إلى إسقاط حكومة السنيورة، ولهذا باشر حلفاء سوريا وإيران تنفيذ الأجندة السورية الإيرانية لمواجهة أمريكا على أرض لبنان فلجأوا إلى الشارع لإسقاط الحكومة كمقدمة حتمية للطموح الإيراني السوري على أرض لبنان غير مدركين أن ما يقومون به سيعرض لبنان لفتنة وربما حرب أهلية كما يحدث في العراق.

2- تأكيد العلاقة العضوية بين ما يهدف إليه حزب الله في الداخل اللبناني والأهداف السورية الإيرانية من إبقاء لبنان موقعاً من مواقع التحالف بينهما.

3- نقل المقاومة إلى الداخل اللبناني بدلاً من إسرائيل لضرب الاقتصاد وتخريب المؤسسات والتآمر على الحريات ووأد الديموقراطية والارتهان مالاً وفكراً وعقيدة وسياسة للوصايتين السورية والإيرانية.

4- اغتصاب السلطة وفرض الأحادية الدكتاتورية وفتح جبهة الجنوب اللبناني لتحرير الجولان.

5- إسقاط المحكمة الدولية وتعطيلها لتبرئة المجرمين.

6- سعي حزب الله إلى ممارسة دور أكبر من لبنان وحجمه في المنطقة، فدور الحزب بحكم نشأته وتحالفه وإمداده بالمال والسلاح كبير على لبنان. وقد صرح أحد مسؤولي الحزب بأن الساحة الدولية يشوبها خلل في التوازن الدولي بسبب سيطرة أمريكا، ولهذا فمن مهام الحزب التدقيق في القرارات الدولية أي أنه سيدقق في نظام المحكمة الدولية وآليات عملها كي يحمي دولاً في المنطقة من ضغوط سياسية تمارس عليها.

7- تثبيت حزب الله نفسه واجهة للحرب مع إسرائيل نيابة عن الآخرين وهذا يدخل لبنان البلد الصغير في أدوار أكبر منه ويعرض أمنه واستقراره للخطر الدائم.

8- الإخلال بالتركيبة السكانية أو الوضع الديموغرافي للبنان لصالح الشيعة، فسعي حزب الله إلى السيطرة على مفاصل الحياة اللبنانية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بالتبعية لقوى خارجية والتجزئة الأهلية والتزوير السياسي والتدهور الاقتصادي سيؤدي إلى هجرة جماعية من لبنان أخذت بوادرها تلوح في الأفق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحزب الله.

9- التدمير المنهجي لفكرة العيش المشترك القائم على المساواة بين المواطنين بإحداث شرخ بينهم وتغذية النزاعات المذهبية.

10- الاستقواء على الدولة بسلطة قوى خارجية وبناء ترسانة من الأسلحة تفوق تسليح الدول وإقامة دولة داخل دولة لها قراراتها المنفصلة عن قرار الدولة كاستفرادها بقرار السلم والحرب.

11- التواطؤ لإسقاط حكومة الوطن حماية لحكومة قوى معادية من السقوط والمحاسبة وفضح مخططاتها.

12- الاستيلاء على السلطة في لبنان لتغيير هوية البلد الديموقراطي العلماني وتحويله إلى دويلة يسيطر فيها حزب الله الديني الثوروي على مفاصل السياسة ومواطن صنع القرار ليصبح لبنان في نهاية المطاف منطلقاً لثورة حزب الله الإسلامية على نمط الثورة الإسلامية الإيرانية.

إن بعض اللبنانيين وقوى الرابع عشر من آذار واعون لهذه الأهداف المعلنة وغير المعلنة، ولهذا أكد وزير الاتصالات مروان حمادة أنه quot;على لبنان الاختيار بين نظامين الديموقراطية أو الاستبداد الديني.... وعليه كذلك اختيار المجتمع الذي يريده، مجتمع ليبرالي تعددي أو مجتمع مرتبط بفتاوى الملالي الإيرانيين.quot;، كما تساءل الكاتب في صحيفة النهار علي حمادة quot;كيف يطلب من الناس أن يقبلوا بالعيش تحت وصاية (حزب ولاية الفقيه) في لبنان الذي يمارس طبقية لم يشهدها لبنان في تاريخه؟ إنها الطبقية المدججة بالسلاح وبالمال (المشودر) وبالإيديولوجية والثقافة الدخيلتين على لبنان والعروبة على حد سواءquot;.

إن الأسئلة التي تطرح هنا كثيرة ومتشابكة وخطيرة في الآن نفسه وكثيراً ما كانت الإجابة أشد صعوبة من الأسئلة نفسها ومنها: ما الذي يمثل أهمية للمعارضة اللبنانية الوطن أم القوى الخارجية التي يأتمرون بأمرها؟و ما الذي يريدونه وطنا قويا متماسكا أم وطنا ضعيفا مدمرا ومتصدعا؟ وإلى متى يغلبون المصالح الحزبية والفئوية الضيقة على المصالح الوطنية الكبرى؟ ولماذا لا يخجلون من وضع وطنهم ورقة لمساومات الآخرين السياسية؟ وإلى متى يجعلون وطنهم ساحة مشتعلة يديرون عليه صراعات الآخرين؟ وهل الارتهان لقوى خارجية عربية وإسلامية يختلف عن الارتهان لجهة مختلفة كإسرائيل مثلاً؟ ولماذا يغيب صوت العقل ويتهاوى أمام بريق الأموال النظيفة؟ بل كيف يجرؤ هؤلاء على المطالبة بتحرير فلسطين وإخراج أمريكا من العراق وهم في ذات الوقت يدفعون بقوى خارجية لاحتلال بلادهم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؟ وكيف يتشدق هؤلاء بالوحدة الوطنية وهم يدينون بالولاء لجهات خارجية على حساب أمن الوطن ووحدته واستقراره؟ وهل تعطيل المحكمة الدولية سينهي مسلسل الاغتيالات في لبنان أم سيغري المجرمين في التمادي فيها؟ وإلى متى يبقى حزب الله مخلبا من مخالب القط الإيراني في المنطقة؟ فلقد كشفت بعض المصادر الاستخباراتية أن حزب الله درب ما يزيد على ألفين من مقاتلي جيش المهدي في العراق - وهو ميليشا إرهابية - بتسهيلات من إيران.

إن ما يحدث في لبنان لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن الثقافة الثورية العربية وما قام به الثوار العرب في أكثر من بلد عربي من جر أوطانهم إلى مغامرات غير محسوبة العواقب، تلك المغامرات التي كان لها نتائج كارثية على مستوى الأوطان والمواطنين، إن كاريزما الزعيم الملهم الأوحد، الزعيم الإلهي تجعله يتفرد بالقرار ويمسك بمفاصل الدولة على جميع الأصعدة دون أن يُساءل أو يُحاسب او حتى يناقش

فيما اختار من قرارات مصيرية كان معظمها كارثياً على كل الأصعدة.

وحسن نصر الله من هؤلاء الشخصيات الثورية، حيث قاد وطنه إلى حرب مدمرة لم يستشر فيها أحداً، وخرج منها مأزوماً وخاسراً، لكن الثقافة العربية التي تأبى هزيمة الزعيم صورت هزيمته نصراً إلهياً، ولا ننسى تلك التنظيرات التي قام بها أنصار حزب الله من القوميين واليساريين للإشادة بالنصر الإلهي، فانقلب على الحكومة التي آزرته إبان الحرب والتي استماتت كي تحميه، الحكومة التي لم تسائله ولم تحاسبه على مغامرته. وبدلاً من أن يعتذر ويساعد الحكومة في إصلاح ما أفسده انقلب عليها وطلب من جمهوره المعبأ منذ شهررمضان النزول إلى الشارع لإسقاطها، لا شك أن حزب الله يعاني من أزمة، وأزمته تكمن في أنه لا يستطيع أن يعيش بوئام وتصالح مع الآخرين لأنه يتغذى على الأزمات، أزمته تكمن في إبعاده عن مركز التماس مع إسرائيل في الجنوب،وعدم قدرته على استخدام ترسانة الأسلحة التي تزوده بها إيران عبر الوسيط السوري. فلقد أفقده القرار (1701) جبهة المواجهة مع إسرائيل كما أفقده حجة المقاومة في الجنوب تلك الحجة التي اتخذها مبررا للخروج على شرعية الدولة وأقام بموجبها دولته فيها، لهذا لم يعد أمامه سوى أن يختار بين ترك سلاحه والانخراط في العمل السياسي، أو أن يحتفظ بسلاحه الذي لن يستطيع بعد اليوم استخدامه ضد إسرائيل،فاختارأن يجمع بين العمل السياسي والاحتفاظ بسلاحه وهو في هذا يتحدى الحكومة كما يتفرد بالسلاح دون باقي الأحزاب التي ليس لديها سلاح ولا ميليشيا مما يجعله حزباً بالغ الخطورة على الوضع الداخلي وعلى المواطنين، وربما اضطر إلى استخدامه في المواجهة مع الحكومة وهذا فيما يبدو وسيكون خياره الأخير بعد أن تعتريه حالة يأس من كل ما قام به من تصعيد وإنزال جمهوره إلى الشارع منذ عدة أسابيع، ذلك الجمهور الذي احتقن بمشاعر الغضب والذي يردد نريد إسقاط الحكومة العميلة لإسرائيل ولأمريكا، وكأن إسقاط الحكومة سيعيد بناء ما تهدم من بيوتهم وسيقضي على البطالة التي أصابتهم الحرب بها، جمهور غاضب يتضح غضبه واحتقانه من كم الشتائم والبذاءات التي يطلقها على الخصوم، جمهور سكن الشارع وأقام في الخيام ولم تستطع كاميرات الفضائيات إخفاء مشهد الأراجيل التي يدخنها فبدا وكأنه ذاهب في رحلة سياحية لا مشارك في تظاهر سياسي! لكن العجب يتلاشى عندما نعلم أن حزب الله يدفع لكل مشارك مبلغ خمسين دولارا يومياً.

يعرف جميع اللبنانيين أن للحزب (الإلهي) قوة تفوق قوة الدولة، فله قوانينه وحساباته الخاصة التي لا تتسع لها قوانين الدولة وحساباتها. إن من يشاهد استعراض القوة الذي يقوم به حزب الله في يوم القدس ذلك اليوم الذي ابتدعته إيران دون غيرها من الدول العربية ذات العلاقة بفلسطين العربية - يأخذه العجب لدقة تنظيم ذلك الجيش الجرار الذي لا تدركه الأبصار، معتقداً أنه بإزاء جيش لدولة كبرى وليس جيش حزب أو ميليشيا سياسية مسلحة.

برز حزب الله كقوة مقاومة لإسرائيل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، واستند إلى قوة عسكرية تتغذى على الدعم الإيراني المادي والمعنوي، وأنشأ في الجنوب اللبناني دولة داخل الدولة اللبنانية لها أطرها الإدارية وقوانينها الخاصة مستقوياً بالنفوذ السوري الذي كان ممسكاً بمفاصل الدولة اللبنانية الذي اضطر إلى الانسحاب من لبنان على إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد أدى ذلك الانسحاب إلى تفكيك شبكة الأمان التي كان يتمتع بها حزب الله. إن حزباً يتمتع بهذا القدر من التنظيم والتمويل والاستقواء بالخارج لن يكون طموحه فقط إقامة حكومة وحدة وطنية يؤكد هذا ارتفاع وتيرة التصعيد والتحريض والاحتقان سواءً ما يصدر عن مسؤولي الحزب وجماهيره، أم ما صدر في خطاب زعيم الحزب حسن نصر الله في الأسابيع الماضية ذلك الخطاب الذي كان صورة واضحة لذلك التصعيد وكان مملوءاً بالعنف ومفردات التحريض والتخوين، بل كان الخطاب انعكاساً للأزمة التي أوقع حزب الله نفسه فيها جراء فشل سياسة خيار النزول إلى الشارع. ولقد أجمع كثير من المراقبين على أن الخطاب خطابٌ مأزوم وخطاب إثارة واستفزاز واستعراض عضلات. وبدا نصر الله خلاله متشنجاً محتقناً فاقداً لأي أفق سياسي وquot;ستنداً بقوة إلى غريزة الدفاع عن النفس التي تعتمد دائماً على تهديد الآخرين وتخويفهم وتكفيرهم... إنه لم يبدُ محاصراً كما هو محاصر هذه الأيام عندما اختنق منطقه وتحولت مقاومته عن مقاومة إسرائيل إلى مقاومة الشعب اللبنانيquot;.

لقد نجح في حشد الجماهير وتصعيد الاحتقان بين السنة والشيعة مع أنه وأتباعه استماتوا في نفي صفة الفئوية والمذهبية عن تحركهم، لكنه فشل في تحقيق أهدافه التي على رأسها إسقاط الحكومة.

أخذ نصر الله في خطابه يوزع التهم على الخصوم في التعامل مع الغرب ويغض الطرف عن الحلفاء، وكان فوق الحق وفوق القانون حين قال quot;إنه يرفض أي وصاية لصديق أو شقيق أو أي تدخلquot; ويعني بذلك الدول العربية لاسيما دول الاعتدال التي رفضت مغامراته،وعندما تناسى أنه يقوم في لبنان بتنفيذ أجندة سورية إيرانية وأنه يتلقى أموالاً طائلة وسلاحاً من إيران وهو الذي حشد أنصاره للتباكي على خروج القوات السورية من لبنان.

كما شن حملة على رئيس الحكومة لأنه استقبل رئيس الوزراء البريطاني في بيروت وتجاهل بل تعامى عن استقبال الرئيس الأسد لموفد توني بلير، وكذلك زيارة عبدالعزيز الحكيم رجل إيران في العراق للرئيس الأمريكي طالباً منه عدم الانسحاب من العراق! فهل كان نصر الله يستطيع أن يفعل ما فعل لولا اعتماده على منطق القوة والسلاح والأموال النظيفة التي تدفع لحلفاء سوريا وإيران من مسيحيين ومسلمين سنة ورؤساء ووزراء سابقين ونواب كالرئيس لحود وميشال عون وعمر كرامي وسليمان فرنجية وطلال أرسلان ووئام وهاب وناصر قنديل، وعدد كبير من كتاب وصحفيين ومؤسسات فكرية وثقافية؟ لقد نجحت إيران بواسطة العقيدة والمال النظيف إضافة إلى التقية في تنصيب نفسها وصية على القضايا العربية من خلال عملائها في أكثر من بلد عربي، الأمر الذي سيؤهلها كي تكون قوة إقليمية ضاربة، وستكشف الأيام عن الدور الخطير الذي تعد له في المنطقة مما يجعل خطرها يفوق خطر إسرائيل ذلك أنها تطرح نفسها دولة إسلامية تعنى بقضايا المسلمين مما يجعل البسطاء يصدقون مزاعمها. وما انفك السفير الإيراني في لبنان يعلن أن ما يحدث في لبنان يعود شأنه للشعب اللبناني وأن إيران لا تتدخل في شؤونه، لكنه يعطي نفسه الحق في الخوض في أعمق الإشكالات اللبنانية على نحو يظهره شريكا ومنحازا إلى المعارضة بفرض رؤاه على الساحة اللبنانية دون خجل أو حياء.

إنه لابد للدول العربية الفاعلة من وقفة حازمة لكبح طموح إيران في بسط نفوذها وحلمها في السيطرة على القضايا العربية واحتكارها لها، إما مباشرة وإما عبر عملائها ومخالبها في المنطقة العربية.