في خاطري
مفيد فوزي
rlm;
[1]rlm; لماذا أكتب؟ هل أكتب لأسلي قارئا ملولا؟ لا أظنrlm;,rlm; فما أكتبه غير مسل علي الإطلاقrlm;,rlm; فلست أسوق حكايات طريفة ومغامرات أكثر طرافةrlm;.rlm; هل أكتب ليشتهر اسمي؟ لا أظنrlm;,rlm; فإن شاشة التليفزيون في بلدي منحتني الاسم والشهرة المتواضعة والصيت الذائع كما يردد حراس لغتنا العربيةrlm;,rlm; عبر جهد مرئي منذ عامrlm;62rlm; معدا للبرامج ثم منذ عامrlm;80rlm; مقدما ومعدا لبرامجيrlm;.rlm; هل أكتب لأني كاتب محترف بعقلية ونفسية هاوrlm;..rlm; يعشق الحرف؟ لا أظنrlm;,rlm; لأنه كان من الممكن أن أتفرغ تماما لكتابة تجربتي الحياتية وما اعتري مجراها من صدمات وكيف تجاوزتها ولكن هذا مشروع مؤجل من الممكن أن أعكف عليه ذات يوم ومن الممكن أن يغافلني الزمن فلا أكتب شيئا من التجربة وتظل حبيسة الضلوعrlm;.rlm; هل أكتب مهاجما النظام والحكومة بمبرر بدون مبرر؟ لا أظنrlm;,rlm; فلست حزبيا يفرض ولائي للحزب التهجم علي الرموز وإشاعة البلبلة أحياناrlm;,rlm; ولست أبغي شهوة التوزيع كبعض الصحف المستقلة ذات المانشتات الحمراء المخيفةrlm;.rlm; فالأهرام جريدة مصرية راسخة تفرض احترامها عند قارئها المواظب وليست في حاجة إلي فرقعات أو منشطات مهنية إن أذن التعبيرrlm;.rlm; أعتقد أني أكتب لأني أتنفسrlm;.rlm; وهل من الجائز أن نسأل إنسانا لماذا تتنفس؟ لا أعتقدrlm;,rlm; إنني مصاب بجين الكتابة ولا شفاء لي من الكتابة إلا بالكتابةrlm;.rlm; أليس الإنسان ـ أي إنسان ـ مجموعة جينات تورث بلغة علم الوراثة ولهذا ورثت جين التعبير بالقلم لابنتي حنان مفيدrlm;,rlm; زميلتي في الأهرام حيث تصدح علي أغصانrlm;(rlm; نص الدنياrlm;)rlm; وأبوح أنا بماrlm;(rlm; في خاطريrlm;)rlm; في محطةrlm;(rlm; الآراء والقضاياrlm;)rlm; بحفنة آراء قد تصيب وقد تخطئ لكنها صادرة من مكنون قلب فوق سن قلم وتحط رحالها فوق الورق تصافح عيون القراءrlm;.rlm;
rlm;[2]..rlm; ومازالت حالة الوجد تسيطر علي وأتساءلrlm;(rlm; هل يقرأ الناس؟rlm;)rlm; في ظني أن الناس ـ في بلدي ـ عيونهم تري أكثر مما تقرأrlm;.rlm; إن الناس اليوم تتصفح الصحف أي العناوين وربما تلقي نظرة علي كاتب مفضل لديهم ويكتفون بذلكrlm;!rlm; في البلد يوميا عشرات الصحف والمجلات ومئات القنوات الفضائية الملونة تخطف الانتباهrlm;.rlm; ربما كان الصحفيون والكتاب وقادة الرأي ورجال السلطة في كل مواقعها هم الأشد حرصا علي قراءة الصحف وهناك من يقرأون صحف الصباح في المساء بعد متابعة لنشرات أخبار التليفزيونrlm;.rlm; ولكن النسبة الضخمة أو الكتلة السكانية الكبيرةrlm;(rlm; بلغة علم الاجتماع لا تشكل الصحف عندهم أهمية كبيرة لأسباب مادية وربما يكتفون بقنوات التليفزيون وربما لا ينقصهم الكثير إذا فاتتهم الصحف برغم المحاولات المستمرة في الصحف والمجلات في التطوير والنيولوكrlm;.rlm; ومع ذلك فالصورة تكسب في المباراة بين الجرنال والتليفزيونrlm;.rlm; بل إن النجوم يتحمسون الآن أكثر لأحاديثهم في التليفزيون عن أحاديثهم في الصحف والمجلاتrlm;,rlm; فالشاشات سحرها أضعاف أضعاف الصحف والمجلاتrlm;.rlm; ويعود السؤال يلحrlm;:rlm; لمن نكتب؟ لأنفسنا؟ أم للمثقفين وهم أعداد قليلة تعادل جزءا علي مائة من مشجعي الكرة في الاستاد في ملاحم الكرة الإفريقية؟ أم نكتب لرأي عام نصفه ساخط والنصف الآخر تشغله أمور الحياة والمعيشة؟ أم نكتب لأن الصحافة مهنة كأي مهنة والصحف والمجلات لابد أن تصدر كل نهار مثل بزوغ الشمس ووجبة الإفطار والحصة الأولي في المدرسة؟ وهل الصحف والمجلات منابر رأي أم مساحات للاستغاثة وبريد لأصحاب المشكلات والمظلومين وإن بدأ هؤلاء في الاتجاه لمنابر الإذاعة وبرامج التليفزيون ظنا منهم أن المسئول الكبير يهتم بما يذيعه الراديو ويبثه التليفزيون؟ طيبrlm;,rlm; ماذا لو اختفت صحف الصباح؟ سيفتقدها الناس كثيراrlm;,rlm; افتقادهم لعادة من العادات ثم تمضي الأيام ويذوب هذا الافتقاد وتتطلع العيون أكثر للشاشاتrlm;,rlm; أما الناس السوبر فينكفئون فوق النت أو تلك الخدمة الخبرية علي الموبايلات
rlm;[3]rlm; وتقود في حالة الوجد إلي سؤالrlm;:rlm; أيهما أكثر متعةrlm;,rlm; من يعيش الحياة أم من يتأملها؟ فكثير من الناسrlm;,rlm; يعيشون الحياة حتي الثمالة كما يقولون ولا يتأملونrlm;.rlm; وهناك من يتأملون مثلي ويتألمونrlm;.rlm; وكان كامل الشناوي يقول عن نفسهrlm;(rlm; أنا متأملrlm;)rlm; وكان الشاعر صلاح عبدالصبور متأملا حتي النخاع وكثيرا ما تسرب إليه التشاؤمrlm;,rlm; وكان يعتقد أن التفاؤل يولد في رحم التشاؤمrlm;.rlm; وعندما اقتربت من الناقد الكبير لويس عوض كنت أسمعه يردد عبارة ذات مغزي وهي لو أدمن الشعب المصري التأمل في حاضره ومستقبله فسوف تتغير أشياء كثيرة ولكنه يأكل الفول المدمس ويهيم مع أم كلثوم ويتحزب لناديه الكروي وينام قرير العين متواكلاrlm;!rlm; إن لويس عوض ضد الذين يعيشون كالبهائمrlm;.rlm; لا يتأملون ما حولهم ولا يفكرونrlm;.rlm;
rlm;[4]rlm; تسوقني حالة الوجد إلي ما نسمعه وما نراه علي الشاشة الفضيةrlm;.rlm; أتأمل فيلما ليوسف شاهين يصل دخله إلي مليون من الجنيهات وأتأمل فيلما آخر لمحمد سعد يصل دخله إلي عشرين مليوناrlm;!!rlm; ولا أملك أن أصادر الرزق ولكني أملك أن أتوقف عند الذوقrlm;.rlm; من يصنع ذوق الناس؟ هل انقلب الهرم الاجتماعي وصار الذين يملكون هم الذين شاهدوا فيلم محمد سعد أو هنيدي مرات ومرات؟ هل الفيلم النظيف الخالي من الكتع والمشوهين يخسر السباق؟ أليست هناك مساحة للقصائد المغناة لأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم ونجاة؟ وصار الفن هو هيفاء وهبي وأبلة روبي؟ مرة أخريrlm;:rlm; من يصنع ذوق الناسrlm;.rlm; لقد سمعت من أستاذ هذا الجيل في الصحافة محمد حسنين هيكل أن القاري بإمكانه أن يعزلنيrlm;,rlm; فالقارئ يصنع قيمتك وهو الذي يقدر عمرك الافتراضي وهو الذي يستغني عنك برقة هل بإمكان الناس أن تعزل أنصاف المرضي في التأليف والغناء والسينما؟ هل بإمكان الناس تقدير عمر هؤلاء الافتراضي وتتدخل الدولة بثقلها وأجهزتها في تغيير مسار الفن وتوجيه الدفة نحو الأفضل؟ لماذا لا تعيد الإذاعة المصرية إنتاج الأغاني والأوبريتات والبرامج الغنائية بدلا من شركات تتحكم في أذواقنا لأنrlm;(rlm; الهيافةrlm;)rlm; تكسب السباقrlm;,rlm; وفي السينماrlm;,rlm; لماذا لا يدخل جهاز السينما بكل ثقله لمواجهة بوحا ونوحا ودوحا وحاحا وخاخاrlm;.rlm; فيتسيد الجيد فينطفئ بريق السيئ الذي يصنع أذواق الناس وهي ليست بعافيةrlm;.rlm; إن الزمن الجميل في الفنrlm;,rlm; في قدرتنا علي أن نصنعه لو خلصت النية وأعطينا الفنان الأصيل الفرصةrlm;.rlm; أليس غريبا أن ساقية الصاوي تخصص عامrlm;2006rlm; للغة العربية وليست وزارة الثقافة؟ هي الأمور اتشقلبت ليه يا عالم؟rlm;!rlm;














التعليقات