الخميس: 2006.09.07

ينوي اعلان تنحيه في نهاية مايو

لندن عمر حنين، الخليج

استقال وزير دولة بوزارة الدفاع البريطانية و5 مسؤولين آخرين احتجاجاً على بقاء رئيس الوزراء في منصبه، فيما أكد وزيران مقربان من توني بلير انه سيرحل عن السلطة خلال عام.

ونقلت شبكة ldquo;سكاي نيوزrdquo; عن وزير الدولة بالدفاع توم واتسون قوله انه ليس من مصلحة حزب العمال البريطاني بزعامة بلير ولا من مصلحة البلاد أن يبقى رئيس الوزراء في منصبه. كما استقال 5 من مساعدي الوزراء الذين لا يتلقون أجراً ويعتبرون أدنى السلم الحكومي، ما وصفه مقربون من بلير انه مؤامرة في الظلام لإحراج موقفه.

من جهة أخرى، اتضح ان بلير رضخ على نحو مثير للضغوط المتواصلة عليه من أجل تحديد الجدول الزمني لرحيله، بينما واصل نواب عماليون متمردون الإعداد لانقلاب ضده. وكشفت صحيفة ldquo;ذي صنrdquo; الوثيقة الصلة بحزب العمال الحاكم من خلال سبق صحافي كبير عن هذا الموعد الخاص برحيل بلير، بأن أوضحت أنه بعد تقديم استقالته في أواخر مايو/أيار المقبل سيترك ldquo;10 داوننج ستريتrdquo; يوم 26 يوليو/تموز من عام ،2007 بعد انتخاب خليفة له.

وقالت المطبوعة الواسعة الانتشار إن عدداً قليلاً فقط من أعوانه المقربين له قد تم إبلاغهم بهذا الجدول الزمني.

ولكن مكتب بلير رفض أن يؤكد ما نشرته الصحيفة، التي انفردت من قبل بنشر أسرار دقيقة من خلال تسريبات صحافية متعمدة من الوزراء البريطانيين، وقد أوضح معلقون أن تأكيد ldquo;الصنrdquo; لهذا الموعد المحدد لرحيل بلير، وهو ما كان متوقعاً من قبل، يعتبر بمثابة محاولة يائسة لإرضاء الأعداد المتزايدة من النواب العماليين الذين قاموا خلال الأيام القليلة الماضية بالتوقيع على رسائل تطالب رئيس الوزراء بالرحيل فوراً.

ومن المقرر وفقاً لهذه التقارير أن يترك بلير الحكم بعد عشرة أعوام و12 اسبوعاً من توليه السلطة في عام 1997. وكان رئيس الوزراء قد رفض بشدة في الاسبوع الماضي أن يخضع للضغوط الشديدة ويحدد هذا الجدول الزمني المطلوب لرحيله، ولذلك اعتبر الكثيرون هنا ما نشرته ldquo;الصنrdquo; بمثابة تراجع كبير بعد أن بلغ عدد المتمردين على زعامته أمس أكثر من مائة نائب عمالي، خلال يوم وصف بأنه ldquo;عاصف ومحمومrdquo; طالب فيه الكثيرون من أعوانه السابقين بضرورة استقالته لمصلحة البلاد وحزب العمال، ومن أجل انهاء حالة عدم الاستقرار المتزايدة. وهناك أيضاً من يشكك في صحة رواية ldquo;الصنrdquo; ويعتقدون انها مجرد تكهنات.

ولكن المشكلة الكبرى التي لا تزال تنذر بمواجهة جديدة داخل الحزب الحاكم هي أن خليفته وزير المال جوردون براون لم تتم استشارته رسمياً حول نيات بلير المحددة. ولذلك فإن صحيفة ldquo;الجارديانrdquo; أوضحت أن وزير المالية القوي النفوذ لا يزال يطالب بلير أن يعلن هو بنفسه عن موعد رحيله ويذيع هذه التفاصيل الكاملة عن نياته، وذلك بسبب حالة عدم الثقة الكبيرة بين ldquo;الصديقين اللدودينrdquo;. وبالإضافة إلى ذلك فإن براون يطالب بلير بأن يوقف الحملات المعادية له التي يشنها أعوان مقربون من رئيس الوزراء، ولذلك فقد تم تسريب هذه المعلومات إلى ldquo;الجارديانrdquo; حول قلق براون الكبير وخاصة ان بعض المقربين لبلير يعتزمون الآن أن يتحدوه، وأن يخوضوا المعركة القادمة من أجل الفوز بزعامة الحزب الحاكم ضده.

ويحذر أنصار العمال من أن حالة التشرذم والانقسام والحرب العلنية داخل الحزب تهدد بأخطار جسيمة وستلحق الهزيمة النكراء بrdquo;العمال الجددrdquo;.

ويتفق خبراء سياسيون كثيرون في تطور آخر على أن التطورات العاصفة الأخيرة ربما تعجل برحيل بلير مع ldquo;زيادة الخونة الذين يتآمرون عليهrdquo;، ولهذا فإنه قد يضطر إلى ان يتوصل إلى ldquo;نتيجة بأن ما جرى يكفي ويزيد، وأن من الأفضل له ومن أجل مكانته التاريخية أن يحسم الأمور ويتقاعد على نحو مبكر وقبل مايو/أيار المقبل، من أجل مصلحة بريطانيا ومصلحة حزبه الذي تعرض لأكبر هزة في تاريخه من خلال هذا الصراع العلني داخلهrdquo;.