اسم الكتاب: دحض أساطير 11/9 : لماذا لا تستطيع نظريات المؤامرة الصمود أمام الحقيقة
Debunking 9/11: Why Conspiracy theories canrsquo;t Stand up to Facts
إعداد: فريق من كتاب وباحثي مجلة بابيولر ميكانكس
تحرير: ديفيد دنبر/ براد ريغان
تقديم: السيناتور جون ماكين
دار النشر: Hearst Book, A Division of Sterling Publishing CO., Inc.
New York
تاريخ النشر: يونيو 2006

عدد الصفحات: 170

المؤامرة دائما هناك
بدأت أول نظرية مؤامرة لتفسير هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الانتشار وأعمدة الدخان لا تزال تتصاعد من حطام برجي مركز التجارة العالمي. ورغم وجود شواهد وأدلة كثيرة ترجح قيام تنظيم القاعدة بالإعداد للهجمات والقيام بتنفيذها، ظل كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم وداخل الولايات المتحدة يشككون في هذه الرواية ويعتقدون في وجود عمل تآمري ربما تورطت فيه الحكومة الأمريكية ذاتها، وليس من قبيل المبالغة القول بإن هناك من يعتقد حتى هذه اللحظة وبعد مرور خمس سنوات على الهجمات ورغم الاعترافات المتوالية من قادة تنظيم القاعدة وبث لقطات مصورة للمنفذين أثناء الإعداد للهجمات، بأن هناك مؤامرة تختلف كليا عن الرواية التي تماثل الحقيقة.
ويعتبر كتاب quot;دحض أساطير 11/9quot; الذي صدر مؤخرا بالتزامن مع الذكرى الخامسة للهجمات محاولة علمية تستند إلى وقائع منهجية لإسكات هذه الأصوات وإنهاء هذا الجدل. يقول محررا الكتاب إن الإصرار على وجود عمل تآمري وراء هجمات سبتمبر استمر في التصاعد طوال السنوات الخمسة الماضية بصورة غريبة، فإذا قمت بالبحث في الانترنت بكتابة عبارة quot;مؤامرة 11 سبتمبر -9/11 Conspiracy quot; فإنك ستجد أن هناك ما يقرب من مليون نتيجة إلكترونية لهذا البحث.
القليل من المشككين في الرواية السائدة هم من قاموا بالتمحيص والتدقيق في الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن الهجمات من مصادر مختلفة، لكن الغالبية العظمى منهم قاموا بتجاهل كل المعلومات والحقائق المتاحة إلا ما يؤيد نظرياتهم وتفسيراتهم الخاصة لطبيعة الهجمات. والمدهش أن بعض أصحاب نظريات المؤامرة قد استخدموا في تفسيراتهم معايير مزدوجة، ففي الوقت الذي يعربون فيه عن عدم ثقتهم بتغطية وسائل الإعلام والتحقيقات التي أشرفت عليها الحكومة الأمريكية ، فإنهم ينتقون من هذه التغطية وهذه التحقيقات ما يتوافق ويؤيد تفسيراتهم المتطرفة من قبيل أن الطائرات المخطوفة لم تكن طائرة Jet تجارية ولكنها كانت طائرات عسكرية تحمل صواريخ كروز. أو من قبيل أن برجي مركز التجارة العالمي قد تم تدميرهما عن طريق جهات حرفية. أو من قبيل أن الدفاعات الجوية الأمريكية قد تم تعطيلها عمدا، أو من قبيل أن الطائرة التي تحمل اسم الرحلة 93 ، والتي سقطت في بنسلفانيا قد تم تدميرها بواسطة صاروخ جو- جو ....إلخ
لم يتوقف أمر التفسيرات والنظريات التآمرية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر عند حد عموم الناس، بل أمتد لتبني مفكرين وكتاب نظرية المؤامرة في تفسير الهجمات وكان منهم الكاتب الفرنسي تيري مياسان الذي نشر كتابا بعنوان quot;كذبة 11 سبتمبرquot; يفترض فيه أن القوات العسكرية الأمريكية قد استخدمت واحدا من صواريخها الموجهة لقصف مبنى البنتاغون. ويعلق محررا الكتاب على ذلك بالقول إن كتاب quot;كذبة11/9quot; الذي أصبح أكثر الكتب مبيعا في فرنسا عند توزيعه أثر كثيرا في تبني نظرية المؤامرة لتفسير هجمات سبتمبر قي أوربا والشرق الأوسط على نطاق واسع. ويضيف المحرران في سياق توضيح حجم انتشار نظرية وجود عمل تآمري قائلين: بل إن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قد ألمح إلى وجود دور للحكومة الأمريكية في الهجمات في ثنايا الخطاب الذي بعث به إلى الرئيس بوش في مايو2006.
موضوع تبني نظرية المؤامرة كما يرد في الكتاب امتد ليشمل ساسة ومفكرين وفنانين ومواطنين أمريكيين أيضا.
الرد على المزاعم
لكن ما دفع مجلة العلوم والتكنولوجيا الشهيرة quot;بابيولر ميكانكسquot;Popular Mechanicsquot; إلى إعداد مشروع دراسة للرد على هذه النظريات والأساطير على حد عنوان الدراسة هو إعلان ترويجي في صحيفة نيويورك تايمز لكتاب quot; أسئلة مؤلمة - Painful Questionsquot; لـ إريك هفشمدت الذي احتوى على علامات استفهام وأسئلة بدون إجابة وشكوكا حول بعض الأمور المتعلقة بهجمات سبتمبر مثل أن درجة حرارة اشتعال وقود الطائرتين اللتين اصطدمتا ببرجي التجارة العالمي لا يمكنها أن تصهر الحديد الصلب فيهما، أو أن الحرائق التي اشتعلت في البرجين ليست بالضرورة السبب في سقوطهما.
يقول المحرران إن المجلة في سعيها للوصول إلى حقائق علمية وأدلة تثبت صحة هذه المزاعم من عدمها قررت أن تشكل فريقا من الصحفيين والباحثين والعلماء لجمع كل المزاعم والتفسيرات التي تفترض وجود عمل تآمري وراء الهجمات. بدأ فريق العمل في إجراء مقابلات مع 300 مصدر من خبراء في الهندسة والطيران ومسئولين عسكريين وشهود عيان وأعضاء من لجان التحقيق في الهجمات، ذلك بالإضافة إلى استخدام أحدث الوسائل التقنية في تحليل الوثائق والخرائط والصور الفوتوغرافية...إلخ
ظهرت نتائج الدراسة التي تمثل المادة الأساسية لهذا الكتاب في عدد شهر مارس 2005 من مجلة بابيلور ميكانكس بعنوان 11 سبتمبر: دحض الأساطيرquot; لتثير ردود فعل قوية على صفحات الانترنت وفي تغطيات معظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة. وبعد مرور سنة على إصدار الدراسة وبعض إضافة مزيد من المزاعم التي بعث بها القراء، ومع اقتراب الذكرى الخامسة للهجمات، قررت دار نشر المجلة أن تصدر كتابا يحتوي على النسخة المفصلة للدراسة.
الكتاب في فصوله الأربعة لا يحاول كما يقول المحرران أن يحكي قصة 11 سبتمبر 2001 ، فالقصة موجودة ومتاحة في كثير من المصادر مثل تقرير لجنة التحقيق في أحداث وفي وسائل الإعلام المختلفة، ولكنه يهدف إلى الإجابة على كل سؤال أو نظرية أثارها المشككون في الرواية السائدة التي تقوم على أن أربع مجموعات ينتمي أعضاؤها إلى تنظيم القاعدة قاموا باختطاف أربع طائرات مدنية أمريكية واستخدموها في تنفيذ الهجمات.
الكتاب الذي يقع في 170 صفحة بالإضافة إلى الهوامش والملاحق وتقديم بقلم السيناتور جون ماكين (جمهوري ndash; ولاية أريزونا) يتكون من أربعة فصول هي: الفصل الأول quot;الطائراتquot;، حيث يتناول تشكيك البعض في مهارات الخاطفين في مجال قيادة الطائرات والمزاعم المثارة حول طائرتي البنتاغون وبنسلفانيا وحول تعطيل الدفاعات الجوية. أما الفصل الثاني والذي جاء بعنوان quot;مركز التجارة العالميquot; فقد اشتمل على إجوبة لأسئلة واستفسارات عديدة حول قدرة الطائرات التجارية على إسقاط البرجين، ولماذا لم يسقط مبنى امباير ستات في حادث مشابه عام 1945. وما السبب في حجم الدمار الفادح الذي لحق بالموقع ،وظاهرة انصهار الصلب في البنايتين. أما الفصل الثالث والذي خصصته الدراسة للحديث عن البنتاغون، فيتناول الرد على شبهات وشكوك مثل محدودية الخسائر في المبنى بالمقارنة بكبر حجم الطائرة. أما الفصل الأخير والذي خصص للمزاعم حول الطائرة التي سقطت في بنسلفانيا نتيجة الاشتباك بين طاقم الطائرة وبعض الركاب من جانب والخاطفين من جانب أخر، ومن بين هذه الشكوك وجود حطام الطائرة على مسافة بعيدة من موقع الانفجار، والتشكيك في صحة إجراء بعض الركاب مكالمات هاتفية اثناء عملية الاختطاف باستخدام هواتفهم النقالة على هذا القدر من الارتفاع في وقت لم تكن تكنولوجيا الإرسال والاستقبال كما هي عليه الآن.
ونظرا لأسلوب الكتاب في عرض الدراسة والذي يأتي على صورة سؤال وجواب أو على صورة زعم وحقيقة، سنكتفي في هذا السياق بعرض مثال لشبهة والرد عليها: فتحت عنوان نوافذ الطائرة175 تورد الدراسة زعم يقول إنه في يوم 11 سبتمبر وبعد أن اصطدمت الطائرة 175 بالبرج الجنوبي مباشرة بثت شبكة أخبار فوكس نيوز مقابلة هاتفية على الهواء مع مارك بيرنباتش أحد المصورين العاملين لدى الشبكة في ذلك الوقت. أكد المصور أن الطائرة التي اصطدمت بالبرج الجنوبي لم تكن تجارية لأنه لم ير أي نوافذ على جانبي الطائرة. ويعلق محررا الكتاب بالقول إن هذه المقولة استخدمت من قبل المشككين وأصحاب التفسيرات التآمرية على نطاق واسع مستشهدين بمقولة المصور. أما الرد طبقا للكتاب فيقول إن هذا الرجل كان يقف عند رؤيته للاصطدام عند التقاء شارعي بريزيدنت وسميث في منطقة بروكلين، وذلك على بعد أكثر من ميلين جنوب شرق مركز التجارة العالمي مع الأخذ في الاعتبار أن الطائرة كانت وقت الاصطدام على ارتفاع الجزء الأعلى من البرج. وإنه وعند إجراء فريق مجلة بابيولر ميكانكس مقابلة مع نفس الرجل أثناء الإعداد لهذه الدراسة قال إنه لم ير الطائرة أثناء اصطدامها بالبرج ولكنه قد سمع الانفجار رغم أنه لم ينف أنه أكد في برنامج وثائقي عن الهجمات أنه لم ير نوافذ للطائرة، ولكنه أضاف انه يعتقد أن الطائرة لم تكن من أي نوع إلا طائرة ركاب.
وتضيف الدراسة أنه حتى في حالة عدم رؤية المصور لنوافذ الطائرة أثناء تحليقها أو اقترابها من البرج فهذا ليس غريبا في هذا السياق، حيث إن الطائرة اقتربت تجاه منهاتن من جهة جنوب نهر هدسون وجناحيها يميلان بانحراف شديد إلى جهة اليسار. وذلك يعني أن نوافذ الجانب الأيمن من الطائرة، الجانب المواجه لرؤية الناس من على الأرض في بروكلين وأدنى منهاتن لا يمكن رؤيته لأن هذا الجانب كان في الاتجاه التصاعدي العكسي. ويتواصل التفسير والتوضيح مع المزيد من التفاصيل باستخدام أدلة فيزيائية ورياضية مع الاستشهاد بالصور وشهود عيان.