الجمعة: 2006.09.29

تقريرrlm; ـمحمد إبراهيم الدسوقي


على طريقة حل الكلمات المتقاطعةrlm;,rlm; حاول العثور علي صلة ورابط بين الأخبار الثلاثة الآتيةrlm;,rlm; شائعة غير مؤكدة بوفاة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة متأثرا بإصابته بالتيفويدrlm;,rlm; واعتراف أمريكا بأن حرب العراق أفرخت المزيد من الإرهابيينrlm;,rlm; وإقرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف بأن واشنطن دفعت لبلاده ملايين الدولارات نظير تسليمها عناصر يشتبه في علاقاتها بالإرهابrlm;.rlm;

وثمة ثلاث ملاحظات جديرة بتسجيلها بشأن خبر وفاة بن لادن الذي انفردت به صحيفة فرنسية اعتمادا علي وثيقة سرية للمخابرات الفرنسيةrlm;,rlm; نبدأها بالدوي الهائل للخبر فيما يشبه الزلزال في العواصم العالمية الكبريrlm;,rlm; مع أن تلك ليست أول مرة يشاع فيها أنباء عن رحيل زعيم تنظيم القاعدةrlm;,rlm; الذي سرعان ما يخرج علينا بشريط تسجيل صوتي يعلق فيه علي أحداث جاريةrlm;,rlm; لكي يؤكد أنه مازال حيا يرزقrlm;,rlm; وسيظل شبحه يطارد أمريكا وكل حلفائها بما بات يعرف بالحرب علي الإرهابrlm;.rlm;

الثانية مسارعة أجهزة المخابرات الغربية إلي الإعلان عن عدم امتلاكها ما يثبت وفاة الإرهابي رقم واحد في العالم والمطلوب حيا أو ميتاrlm;,rlm; ويحبذ الأخيرةrlm;,rlm; مما عكس أن الرجل رغم فراره واختبائه في كهوف وجبال أفغانستان وباكستان لايزال يمثل رقما صعبا عليها حتي إنه يصعب عليها بكل ما توافر لها من مقدرات تكنولوجية وبشرية عاجزة عن مجرد التيقن من موتهrlm;.rlm; وكان جهاز المخابرات الفرنسية في موقف شديد الحرج بسبب تسريب وثيقة علي هذه الدرجة من الأهمية لوسائل الإعلامrlm;,rlm; مما أغضب الرئيس جاك شيراك ودفعه للمطالبة بإجراء تحقيق لمعرفة الملابساتrlm;.rlm;

يلحق بهذا أن الخبر ترافق مع التقاء مشرف مع الرئيس الأمريكي جورج بوشrlm;,rlm; وفي مؤتمرها الصحفي المشترك لم يطرح أي من الصحفيين سؤالا للزعيمين حول الموضوعrlm;.rlm;

الملاحظة الثالثة أن إدارة بوش لم يحالفها حظها السعيد بعد بالتأكد من وفاة بن لادنrlm;,rlm; فالرئيس الأمريكي كان في أعماقه يتمني ذلكrlm;,rlm; حتي يظهر دليل ملموس ـ بخلاف مساهمتها في زيادة عدد الجماعات الإرهابية والمتعاطفين معها ـ لجدوي سياساته المتمحورة حول مكافحة الإرهاب والبحث عن الإرهابيين في مخابئهم للقضاء عليهم قبل أن يهددوا الأراضي الأمريكية مثلما فعل بن لادن بتدبيره هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد نيويورك وواشنطنrlm;.rlm;

كما كان يرغب في توظيف وفاته لترجيح كفة الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبلrlm;,rlm; الذي يئن من تصاعد فرص الديمقراطيين مع تزايد الرفض الداخلي للحرب في العراق وأفغانستان نظرا لتكبد الجيش الأمريكي خسائر فادحة فيها بلا داعrlm;,rlm; ففي تقدير الرئيس الأمريكي أن قطع رأس الشر في كوكب الأرض ـ بن لادن ـ سيدفع الناخب الأمريكي للتصويت للجمهوريين الذين سيقولون لهrlm;:rlm; أيها الناخبrlm;,rlm; هل تيقنت الآن من أن سياسات الإدارة الحالية ليست بالسوء الذي يصوره الديمقراطيون في دعايتهم الانتخابيةrlm;,rlm; أي أن المفيد أن ما يهم بوش هو اللعبة الانتخابية وليس التفتيش عن مسببات استفحال خطر الإرهاب العالميrlm;,rlm; ووضع استراتيجية دولية لمواجهتهrlm;.rlm;

وواقع الحال يشير إلي أن الإدارة الأمريكية أحوج ما تكون للتخلص من بن لادنrlm;,rlm; الرمز الذي صنعته المخابرات الأمريكية قبل أن ينقلب السحر علي الساحرrlm;,rlm; مع استمرار اخفاقاتها وفشلها الذريع في العراق وأفغانستان اللتين تحولتا إلي كتلة ملتهبة من العنف الدموي يسقط ضحيته أبرياء من المدنيينrlm;,rlm; وباتتا شاهدتين علي فساد سياسات واشنطن التي يجانبها الصواب والرؤية الصحيحة وتجد نفسها تغوص في أوحالهما حتي النخاعrlm;.rlm; فالعقدة ليست فيما إذا كان زعيم تنظيم القاعدة قد مات أم لاrlm;,rlm;

وإنما أن بن لادن كان فيما مضي نقطة ارتكاز الخطر الداهم لأمريكا ومن يساندها ويؤيدهاrlm;,rlm; وبفضل تخبط وعدم تبصر ما تقره واشنطن من مواقف وسياسات جري استنساخ بن لادن في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها وهؤلاء من يشكلون مكمن التهديد الحقيقي والجديrlm;..rlm; وبافتراض أن بن لادن ماتrlm;,rlm; فإنه سيتحول لهالة كبيرة في نظر الجماعات المتطرفة بوصفه من تحدي القوي العظمي المسيطرة علي عالمنا المعاصر وضربها في عقر دارهاrlm;,rlm; وفر من عقابها ومطارداتها وحرمها من الفوز بالنصر في حربها ضد الإرهابrlm;,rlm; وستكون النتيجة تشجيع نفر آخر علي الاحتذاء به وبغيره ممن هم علي شاكلتهrlm;,rlm; واضعا في ظنه أن الولايات المتحدة ضعيفة ولن تنال منه بسهولةrlm;.rlm;

واليوم علي واشنطن أن تحمل هم ووجع إخفاقهاrlm;,rlm; وما ترتب عليه من ظهور أشباح بن لادن المستنسخةrlm;.rlm;