13 يناير 2007

السنيورة ينفي تلقيه طلباً روسياً بشأن التحقيق والمعارضة تعتصم رمزياً اليوم


بيروت - الخليج

وفّرت الاستراحة التي أعطتها قوى المعارضة، وخصوصاً حزب الله، بعد تأجيل تحركات الاتحاد العمالي المعترضة على الورقة الإصلاحية الحكومية لمؤتمر ldquo;باريس 3rdquo; إلى يوم الاثنين المقبل، واكتفاء المعارضة، في الوقت الراهن، باعتصامات ldquo;رمزيةrdquo;، وفرت المزيد من الوقت لتحرك سعودي نشط لإنضاج ما يمكن أن يساعد على إيجاد حلول للأزمة السياسية الحادة التي تعصف بلبنان، والتي جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري ldquo;دق ناقوس الخطرrdquo; تجاهها، بحسب تعبيره في حديث صحافي معه نشر أمس. وشنت ldquo;الأكثريةrdquo; هجوما على بري، وتقدم 70 نائبا منها بعريضة تطالب بعقد جلسة للبرلمان تقر نظام المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ونفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تلقيه طلبا روسيا يتعلق بالدول التي لم تتعاون مع لجنة التحقيق في الجريمة.

ودعت قوى المعارضة إلى ldquo;اعتصام رمزيrdquo; اليوم أمام مقر وزارة العدل، يأتي رداً على التقصير ldquo;الفاضحrdquo; للأجهزة الأمنية اللبنانية، ورداً على ldquo;تسييسrdquo; القضاء، وعدم القيام بدوره النزيه المفترض بعيداً عن التدخلات السياسية، بحسب قولها. واتهمت المعارضة الحكومة بأنها تحاول استنساخ دولة أمنية وتغييب القضاء، وعدم سعيها إلى إقامة الدولة القائمة على احترام الدستور والقوانين.

وجدد الاتحاد العمالي العام أمس الدعوة إلى إحياء تحركه المعارض لخطة الحكومة الاقتصادية، عبر ورقتها الحكومية ldquo;الإصلاحيةrdquo;، ورفضاً للخصخصة وفرض ضرائب جديدة. وقال رئيس الاتحاد غسان غصن إن يوم الاثنين المقبل سوف يكون موعداً جديداً لتحرك الاتحاد ضد ورقة الحكومة إلى ldquo;مؤتمر باريس 3rdquo;، والتي جدد انتقاده إقرارها من دون مناقشتها مع القوى النقابية والعمالية.

وبدا أن هدوءا سرى فجأة في الأزمة السياسية اللبنانية الحادة، وخصوصاً ما يتعلق منها بالتهدئة المفاجئة على خط اعتراض المعارضة على الورقة الإصلاحية الحكومية لمؤتمر ldquo;باريس 3rdquo;، يشير إلى ما يوحي بتقدم المفاوضات ldquo;شوطاً إضافياًrdquo; نحو إرساء نوع من التهدئة، وخصوصاً على خط عدم عرقلة مساعي الحكومة لعقده، وذلك بين بعض قوى المعارضة، وخصوصاً حزب الله، الأقوى سياسياً وشعبياً بينها، من جهة، والسفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة الذي ينشط في لقاءات مع قيادة الحزب، استكمالاً ومتابعة للقاء وفد قيادي من حزب الله مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وبدا أن مهمة إطفاء بعض شرارات الأزمة، والتي تتولاها السعودية ومصر، سوف تكون دونها عقبات لبنانية كثيرة، كان أبرزها أمس عقد جلسة للحكومة فسرتها أوساط المعارضة بأنها ldquo;عمل استفزازيrdquo; يقصد منه بعض فريق الأكثرية إفشال المساعي التي تهدف إلى إيجاد أجواء تهدئة تساعد على إنضاج حل للأزمة.

وصعّدت ldquo;الأكثريةrdquo; من هجومها على رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأعطت الهجوم زخماً جديداً بلجوئها أمس إلى إحراج بري والرئيس إميل لحود، بتقديم 70 نائباً منها أمس إلى الأمانة العامة لمجلس النواب عريضة تطالب رئيس الجمهورية بفتح دورة استثنائية للبرلمان، يتناول جدول أعمالها بشكل خاص إقرار نظام المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، كما وافقت عليه الحكومة، من دون الأخذ بملاحظات لحود والمعارضة حوله.

ويذكر أن المادة 33 من الدستور تلزم رئيس الجمهورية بفتح دورة استثنائية للبرلمان إذا طلبت ذلك الأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه النصف + واحداً)، إلا أنها، في المقابل، لا تلزمه بفترة زمنية محددة لتوقيع المرسوم.

ووسط هذه المراوحة، جدد بري دق ناقوس الخطر في حال عدم الوصول إلى حل للأزمة، وحمّل فريق ldquo;الأكثريةrdquo; مسؤولية أي منزلق خطير متفجر قد ينزلق إليه الوضع اللبناني. وحذر، في مقابلة معه نشرتها صحيفة النهار أمس، من خطورة الساعات والأيام التي يمر بها لبنان، وقال إن الوضع سيئ وrdquo;في منتهى الخطورةrdquo;. وحذر، بلغة حادة جداً، فريق ldquo;الأكثريةrdquo; من جرّ البلد إلى مزيد من التشنج.

ولدى استقباله وفدا من السلك القنصلي أمس، كرّر برّي قوله إن الأجواء في لبنان ملبدة، وإنه يقرع ناقوس الخطر مجدداً ldquo;لعل هناك من يسمع، وإذا بقي الوضع على هذا المنوال فإن الأمور ستكون أكبر وأخطر، وهذا يفترض منا جميعا ألا ننتظر هبوب العاصفةrdquo;. وأضاف ldquo;يرفضون (الأكثرية النيابية) أي تعامل مع سوريا وأي تعامل مع رئيس الجمهورية إميل لحود، ووصل الرفض حتى لأي تقارب مع السعودية، بل رفضت مبادراتها، فكيف يمكن أن نستمر هكذا إلا إذا كان المقصود الدفع إلى التقاتل والفتنة؟rdquo;.

وحذر من أن ldquo;إسرائيلrdquo; تحاول اليوم تمزيق الشعب اللبناني، وقال ldquo;وخلال حربها على لبنان في يوليو/تموز الماضي لم تنتصر، لأننا لم نهزم، لكنها اليوم تنتصر بأيديناrdquo;. وجدد برّي القول ldquo;إن لبنان لا يحكم من طرف واحد، بل يحكم بالعقل والتوافقrdquo;، وشرح بإسهاب مبادرته للحوار والتشاور ثم المبادرة الأخيرة التي كان يسعى لإطلاقها، وقال ldquo;أطلقوا النار عليها ولم يقرأوهاrdquo;.

وفي رد على برّي، قالت أوساط قوى ldquo;14 آذارrdquo; ldquo;نحن مع التصدي لكل العواصف السياسية والأمنية، ومنعها من أن تهبّ على لبنان، لكن هل نحن من نملك السلاح ونستقوي به على الآخرين، وننزل إلى الشارع، ونهدّد بقطع الطرقات وإقفال المطار، ونبشّر اللبنانيين بأن الحرب آتية على لبنان؟rdquo;. وأضافت ldquo;إذا كان الرئيس برّي يحاول تحميلنا مسؤولية هبوب العاصفة على لبنان، فنسأله هل إن قوى ldquo;14 آذارrdquo; لا تريد الحوار؟ وهل هي التي أوصدت الأبواب في وجه مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى؟rdquo;.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا، ذكّرت الأوساط بما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، من إقامة تبادل دبلوماسي وترسيم الحدود بين البلدين، كما ذكّرت بالتوافق على وجود أزمة حكم في لبنان تختص بموضوع رئاسة الجمهورية. واستغربت الأوساط قول برّي إن ldquo;لقاء 14 آذارrdquo; رفض التقارب مع السعودية، وأوضحت أن رئيس المجلس يعرف أنه لا مبادرة سعودية بشأن الأزمة اللبنانية، ونفت الأوساط علمها بمبادرة ينوي برّي إطلاقها، إلا من سفراء أكدوا له مباشرة دعم بلادهم لتحرك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

ورداً على تعقيب برّي على دعوة رئيس مجلس الأمن الدولي مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين إلى الكشف عن أسماء الدول التي لم تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال بيان عن المكتب الإعلامي لرئيس تيار ldquo;المستقبلrdquo; النائب سعد الحريري إن بري يعلم علم اليقين أن أي أمر يتصل بجريمة الاغتيال ldquo;غير قابل عندنا، لا للسكوت ولا للتغاضي، وإننا نصرّ على وصول التحقيق إلى نهاياته التي توفّر محاكمة المجرمين مهما علا شأنهم ومن أية دولة كانواrdquo;، وأضاف ldquo;كم كنا نتمنى على الرئيس برّي أن يسأل نفسه، قبل أن يسأل الأكثرية وقبل أن نسأله نحن عن سرّ السكوت على تعطيل الجلسة النيابية لإقرار المحكمة الدوليةrdquo;.

وأعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أنه لم يتلقَّ أي اتصال من روسيا أو من رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة الاغتيال القاضي سيرج براميرتس بشأن الدول التي قال براميرتس في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي مؤخراً إنها لم تتعاون مع لجنة التحقيق. وقال في جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها أمس إن الحكومة لا تتدخل في التحقيق الدولي لا من قريب ولا من بعيد، وهي ملتزمة بعدم إقحام نفسها في عمل لجنة التحقيق، وتنوي الحفاظ على مهنيتها وحيادها، كما إنها لم تكن على علم بكل ما جرى في هذا السياق.

وقال وزير الإعلام غازي العريضي إن الاتفاقية الموقعة بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة لا تمنح الحكومة صلاحية التدخل في عمل اللجنة، كما إن كل الأطراف أجمعت على حيادية ونزاهة براميرتس، وتركت له حرية التصرف بحثاً عن الحقيقة، ولم يستبعد أن يكشف براميرتس أسماء الدول غير المتعاونة في الظرف الملائم.

وأقرت جلسة الحكومة أمس مشاريع قرارات لتسهيل إعادة إعمار الأبنية المتهدمة جراء العدوان ldquo;الإسرائيليrdquo; على لبنان، وأقرت سلفة لوزارة العدل من أجل استكمال ملف الادعاء على ldquo;إسرائيلrdquo; أمام الجهات المعنية. واستمعت الحكومة إلى تقرير من وزيري الاقتصاد والمالية اللذين شاركا في اجتماع في العاصمة الفرنسية، تحضيراً لمؤتمر ldquo;باريس 3rdquo;، وكان تأكيد على أن لا شروط سياسية على لبنان مقابل الدعم المرتقب من الدول المشاركة في المؤتمر.