15 يناير 2007


... أزمة خط الصداقة بين روسيا وبيلاروسياrlm;

طارق الشيخrlm; ـ الأهرام

شهدت اوروبا وقتا عصيبا بدءا من يومrlm;8rlm; ينايرrlm;2007rlm; ولمدةrlm;60rlm; ساعة تقريبا عندما توقف سريان البترول في خط انابيب نقل البترول الروسي المعروف باسمخط الصداقةالذي يمر باراضي بيلاروسيا في طريقه الي قلب اوروبا وذلك في احدي المراحل المتقدمة من النزاع التجاري بين روسيا الاتحادية وبيلاروسيا وهو النزاع الذي برغم التوصل الي تسوية عاجلة له فإنه ترك اثاره السلبية ليس علي طرفيه الرئيسين فقط بل تعداه اليrlm;5rlm; دول اوروبية متلقية للبترول الروسيrlm;.rlm;

وكانت كل من روسيا الاتحادية وبيلاروسيا قد فاجأتا الدول الاوروبية والعالم بنبأ وقف مرور البترول الخام في خط انابيب الصداقة الروسي الذي يمر عبر الاراضي البيلاروسية في طريقه الي قلب اوروباrlm;.rlm;

وخلال الساعات الاولي من الازمة تبادل كل طرف القاء تبعة ايقاف سريان البترول علي الطرف الاخر وسط حالة من الذعر في كل من المانيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك التي تعتمد علي امدادات البترول الخام الروسي بشكل كبير في تشغيل مصافيها ومواجهة متطلباتها من الطاقة خاصة في فصل الشتاءrlm;.rlm;

ويمكن تحديد اسباب الازمة اختصارا في مستويين رئيسيين هما المستوي المباشر والمستوي غيرالمباشرrlm;.rlm;
rlm;
(rlm;أrlm;)rlm;المستوي المباشرrlm;:rlm;فطبقا لما اعلنه طرفا الازمة فإن روسيا الاتحادية اتخذت قرارا بمضاعفة سعر الغاز الخام الذي تضخه الي بيلاروسيا بدءا من يومrlm;1rlm; ينايرrlm;2007rlm; ليكون السعرrlm;100rlm; دولار لكل الف متر مكعب من الغاز بعد ان كانrlm;46.7rlm; دولار فقطrlm;.rlm;

كما اتخذت موسكو قرارا آخر بفرض ضريبة تصدير علي كل طن متري من البترول المصدر الي بيلاروسيا بقيمةrlm;180.7rlm; دولار للطن المتري الواحدrlm;.rlm;

وفي محاولة لتغطية تكاليف الغاز اتخذت بيلاروسياrlm;,rlm;التي يمر بها خط انابيب نقل البترول الروسي الي اوروبا والمعروف باسم خط انابيب الصداقةrlm;,rlm;قرارا ردا علي القرارات الروسية وتمثل ذلك في قيام شركة بيلنيفتكيم البيلاروسية للبترولrlm;(rlm; مملوكة للحكومةrlm;)rlm;بإبلاغ شركة ترانسنفت الروسية للبترول بأنها ستفرض رسوما علي عبور البترول الروسي في خط الصداقةعبر الاراضي البيلاروسية بقيمةrlm;45rlm; دولارا للطن المتري الواحد من البترول بدءا من يومrlm;3rlm; ينايرالجاريrlm;.rlm;

وخلال الساعات التالية لم يوافق كل طرف علي مطالبات الاخر واتهم رئيس شركة ترانسنفت الروسية الشركة البيلاروسية بسحبrlm;79rlm; الف طن متري من البترول الروسي دون تطبيق القرارات الجديدةrlm;.rlm;وتم وقف ضخ البترول عبر خط الصداقةوهو الامر الذي ادي الي نتائج سلبية انعكست علي الدول الاوروبية المتلقية للبترول وادي الموقف المتأزم الي زيادة اسعار البترول في الاسواق العالمية خلال الساعات التاليةrlm;.rlm;

فروسيا مسئولة عن تقديمrlm;25%rlm; تقريبا من احتياجات اوروبا من الغاز والبترول وخط الصداقةمسئول عن تقديم ما يقرب منrlm;1.2rlm; مليون برميل بترول يوميا الي الدول المستوردة وهو ما يمثلrlm;12.5%rlm; من اجمالي الطلب البترولي لدول الاتحاد الاوروبي وrlm;30%rlm; من صادرات روسيا البترولية عبر خطوط الانابيبrlm;.rlm;
rlm;
(rlm;بrlm;)rlm;المستوي غير المباشرrlm;:rlm;حيث جاءت الازمة الاخيرة كتكرار للازمة التي نشبت بين روسيا من جانب واوكرانيا من جانب اخر في ينايرrlm;2006rlm; عندما تم وقف ضخ الغاز الروسي الي اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية لوقت قصير وتم تبرير الازمة بانها نتيجة الخلاف علي تغيير في الاسعار ولكن كان للدول الاوروبية والولايات المتحدة رد فعل مختلف دل علي ادراكهم للرسالة غير المباشرة التي بعث بها الكرملين اليهمrlm;.rlm;

فروسيا ترغب في تزعم مجال الطاقة عالمياrlm;(rlm; فهي ثاني اكبر منتج للبترول في العالم بعد السعودية في عامrlm;2005rlm; والاولي في انتاج الغازrlm;)rlm;والتوسع في استخدام الغاز والبترول لديها كأداة من ادوات تحقيق اهداف سياستها الخارجية تجاه دول الاتحاد السوفيتي السابق ـ خاصة التي تحاول التقرب من الناتو والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة علي حساب علاقتها بموسكوـ من جانبrlm;,rlm; وتجاه دول الاتحاد الاوروبي من جانب اخرrlm;.rlm;وبالتالي اصبح امن الطاقة للكرملين مساويا للأمن القومي الروسي واداة رئيسية من ادوات الحفاظ علي مصالح روسيا الداخلية والخارجيةrlm;.rlm;

وفور نشوب الازمة وتوقف امدادات البترول عبر خطالصداقةاتجهت شركات البترول في الدول الاوروبية الخمس المضارة وهيrlm;:rlm; المانيا وبولندا والمجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك الي اتخاذ اجراءاتها البديلة والتي تضمنت الحفاظ علي مستوي التشغيل بمصافي البترول من خلال السحب من كميات البترول الاحتياطية التي تكفي لتشغيل المصافي لعدة ايام بينما بدأت بعض الدول الاخري في الاعداد لتلقي امدادات بترولية بديلة عبر مواني بحر البلطيق او عبر خطوط انابيب اخريrlm;.rlm;

وقد اقترحت المستشارة الالمانية ميركل ان تكون هناك شبكة اوروبية محكمة من خطوط انابيب البترول داخل القارة حتي تكون هناك امكانية لتبادل العون بين الدول الأوروبية في حالة توقف ضخ البترول الخارجي نتيجة اي ازمات طارئةrlm;.rlm; واكدت ميركل اهمية تمسك اوروبا بتنويع مصادر وارداتها من البترول والغاز لتلافي التعرض للضرر من التوقف المفاجئ لمصدر من مصادر الامداداتrlm;.rlm;

وعلي الرغم من التوصل الي تسوية عاجلة للازمة وعودة الضخ صباح يومrlm;11rlm; يناير فإن استخدام روسيا لادوات الطاقة في تحقيق اهداف سياستها الخارجية وتأثيرها علي دول الاتحاد السوفيتي السابقة في الشطر الاوروبي ودول اوروبا الشرقية ووسط اوروبا والاتحاد الاوروبي بأسره اصبح امرا واقعاrlm;.rlm;