الثلاثاء 6 فبراير 2007


قال نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ان بلاده تعمل لإنهاء التهديد النووي الإيراني بمختلف الوسائل بما فيها الخيار العسكري، وإن دول المنطقة تشعر بالتهديد حيال إيران التي يقودها محمود أحمدي نجاد، ورأى من ناحية أخرى أن الصراع مع ldquo;المتطرفين الاسلاميينrdquo; هو ldquo;صراع وجود ستتوارثه الإدارات المتعاقبةrdquo;، وأعرب جنرال أمريكي سابق عن قلقه من وصول التوتر بين طهران وواشنطن إلى نقطة اللاعودة، ودعا إيران إلى أخذ التهديدات الأمريكية بجدية تامة، وتوقع خبراء ldquo;اسرائيليونrdquo; أن تتبع إيران سياسة تعتيم نووي مثل الكيان واستبعدوا أن تستخدم طهران السلاح النووي ضد الكيان رغم التهديد بمحوه من الخريطة.

ورأى خبراء ومحللون استراتيجيون ان الموقف المتشدد الذي تتخذه ادارة بوش من إيران حالياً، مترافقاً مع بناء حشد عسكري في الخليج، يعيد إلى الأذهان بعض مظاهر قرع طبول الحرب التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق في ربيع 2003.

ونقلت مجلة ldquo;نيوزويكrdquo; الأمريكية امس عن تشيني قوله في رد على سؤال حول ما إذا كان يرى مبرراً لضربات جوية ضد إيران أثناء مقابلة حصرية معه، ldquo;إننا نحاول ما نستطيعه لحل قضايا مثل المسألة النووية الإيرانية دبلوماسياً عبر الأمم المتحدة. ولكنا عبّرنا بوضوح أيضاً عن أننا لم نستبعد أي خيار آخرrdquo;. وأشار إلى أن بحكم علاقته الوثيقة بقادة دول المنطقة خاصة السعوديين يعرف شعور هذه الدول بالتهديد المباشر من إيران نجاد.

وقال تشيني انه بالرغم من التقدم الذي حصل في العراق، هناك المزيد مما يجب فعله، مشيراً إلى أن ldquo;الصراع الذي ننخرط فيه، ليس في العراق فقط، ولكن في القواعد الأبعد ضد ldquo;القاعدةrdquo; والتهديد الذي تمثله عناصر التطرف الإسلامي، على أسس عالمية، سيستمر لفترة طويلةrdquo;. موضحاً ldquo;أعتقد أنها مشكلة ستشغل خلفاءنا في ادارتين أو ثلاث أو أربع مقبلة. إنه صراع وجودrdquo;.

وأعرب الجنرال الامريكي السابق الذي تحول إلى السياسة ويسلي كلارك عن شعوره بالقلق من الطموحات النووية الايرانية، ونصح طهران بأخذ التهديدات الامريكية بجدية تامة. وأوضح القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الاطلسي ان مصدر قلقه هو ان التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية قد يصل إلى نقطة اللاعودة. وأضاف ldquo;على الايرانيين ان يأخذوا بجدية تامة احتمال شن هجمات جوية وصاروخية، إلى جانب عمليات أخرى تستهدف منشآتهم النووية وجميع عناصر قوتهم العسكرية الاخرىrdquo;.

إلى جانب ذلك، توقع خبراء ldquo;اسرائيليونrdquo; انجزوا دراسة سينشرها غدا الاربعاء ldquo;معهد أبحاث الأمن القوميrdquo; في جامعة تل أبيب، أن تسعى ايران إلى اتباع سياسة تعتيم نووي كالتي تتبعها ldquo;اسرائيلrdquo; حيال قدرتها النووية. كما توقعوا ان تعمل طهران ldquo;بصورة عقلانيةrdquo; اذا ما كان بحوزتها سلاح نووي، واستبعدوا احتمال ان تمرر الجمهورية الاسلامية سلاحا نوويا إلى ldquo;منظمات إرهابيةrdquo;.

ورأى الخبراء انه في حال تصرفت ايران ldquo;بشكل منطقي وليس بدوافع دينية وأيديولوجية فقطrdquo; فإنه يمكن تفهم رغبة ايران بحيازة سلاح نووي على أنها نابعة من اعتبارات ldquo;دفاعية ورادعة ضد العراق في الماضي والولايات المتحدة اليومrdquo; اضافة إلى سعيها لتحقيق هيمنة اقليمية وتعزيز مكانة النظام الايراني. وأضاف الخبراء انه ldquo;يمكن الافتراض انه في المستقبل ايضا ستفضل ايران الحفاظ على هذا السلاح كورقة مساومة أخيرة وأن القضاء على ldquo;اسرائيلrdquo; لا يعتبر مصلحة مهمة ولا تحتم استخدام هذا السلاح لتنفيذهاrdquo;.

وحول احتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية قال البحث ان ldquo;هذه خطوة تنطوي على إشكالية ومقرونة بمخاطر جمة، كما أن نجاح عملية عسكرية كهذه ليس مضمونا. في هذه المرحلة لا تتوافر ظروف سياسية لتنفيذها ما دامت الجهود الدبلوماسية مستمرة مع ايرانrdquo;، لكنهم أوصوا بمواصلة الاستعدادات لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية بهدف تصعيد الضغوط على طهران.

اضافوا انه يجب التوضيح لقادة ايران أن هجوما ضد ldquo;اسرائيلrdquo; سيجر ردا قاسيا من جانب الولايات المتحدة ldquo;بما في ذلك ضربة نوويةrdquo;. وتابع الباحثون ldquo;الاسرائيليونrdquo; ان على ldquo;اسرائيلrdquo; توضيح خطوطها الحمراء أو إيجاد قنوات اتصال مع ايران في الموضوع النووي ليوضح كل جانب قدرته للجانب الآخر.