ضمن أوراق المواجهة المحتملة مع إيرانrlm; ...
rlm;محمد عبد الهاديrlm;rlm; ـ الأهرام
قررت الإدارة الأمريكية استخدام جميع الأوراق الممكنة لمحاولة تقليص نفوذ إيران في العراقrlm;,rlm; سواء علي المستوي الحكومي أو الشعبيrlm;,rlm; والوقوف أمام إيران وسوريا اللتين زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش ـ في خطابه الذي طرح فيه استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في العراق ـ أنهما يدعمان المتمردين العراقيين ماديا ولوجستياrlm;,rlm; من أجل حماية المصالح الأمريكية في المنطقةrlm;.rlm;
من بين هذه الأوراق حزب البعث نفسه الذي حكم العراق منذ عامrlm;1968rlm; وحتي سقوط بغداد عامrlm;2003,rlm; وقام بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق بعد الغزو بحلهrlm;,rlm; بل وصدر قانون سمي قانون اجتثاث حزب البعث ووصفه الأمريكان وحكام العراق الجدد بأنه حزب شمولي ديكتاتوري حكم العراق بالحديد والنارrlm;,rlm; وقتل معارضيهrlm;,rlm; وخاض حربا ضد إيرانrlm;(1980rlm; ـrlm;1988),rlm; واحتل دولة عربية هي الكويتrlm;(1990).rlm;
وتحت مظلة ومفهوم هذا القانونrlm;(rlm; الاجتثاثrlm;)rlm; لاحقت السلطات العراقية قيادات وكوادر الحزب العسكرية والمدنية وطردتهم من الدوائر والمؤسساتrlm;,rlm; وطاردتهم فرق الموت وأوسعتهم قتلا وتنكيلاrlm;.rlm;
وقد أثار هذا القانون حفيظة الدول العربية والمهتمين بالشأن العراقي ومنظمات حقوق الإنسان الدوليةrlm;,rlm; واعتبرته قانونا غير إنسانيrlm;,rlm; أو بالأحري لا قانونrlm;,rlm; فباسمه ارتكبت جرائم ضد الإنسانيةrlm;,rlm; واتهموا حكام العراق الجدد بأنهم أسوأ من صدام لأنهم مارسوا انتهاكات حقوق الإنسان باسم قانون يبيح هذه الانتهاكات ويبرر الثأر والانتقامrlm;.rlm;
وقد حاولت أطراف عربية عديدة إقناع حكام العراق بإلغاء هذا القانونrlm;,rlm; لأنه يشعل نار الفتنة الطائفيةrlm;,rlm; ويبرر أعمال القتلrlm;,rlm; ويدفع بعناصر وكوادر الحزب المدربة إلي العنف المضادrlm;,rlm; فضلا عن حاجة عملية بناء الدولة إلي مثل هذه الكوادر التي ليست في معظمها متورطة في ارتكاب أعمال أدانها النظام الجديدrlm;.rlm;
لكن تصاعد أعمال المقاومة وأعمال الإرهابrlm;,rlm; وفشل الاستراتيجية الأمريكية في العراق بعد الغزو في بناء دولة عراقية ديمقراطية حديثةrlm;,rlm; واقتناع الولايات المتحدة بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية كأساس لنجاح استراتيجيته الجديدة في العراقrlm;,rlm; دفعت نحو مراجعة الإدارة الأمريكية موقفها من حزب البعث لحاجتها إلي كوادره وبنائه الفكري في المرحلة المقبلة في المواجهة مع إيران من ناحيةrlm;,rlm; ولنفي اتخاذها موقفا أيديولوجيا مضادا من القومية العربية التي بدورها تحتاجها واشنطن في هذه المواجهةrlm;.rlm;
وتجلي ذلك في أن خص الرئيس بوش حزب البعث بفقرة في خطابه الذي طرح فيه استراتيجيته الجديدة في العراقrlm;,rlm; قال فيهاrlm;:rlm; إنه من أجل السماح للعراقيين بالمشاركة في الحياة السياسية في بلادهم ستقوم ـ لاحظ ستقوم ـ الحكومة العراقية بتعديل قانون اجتثاث حزب البعثrlm;,rlm; وبوضع مسار منصف للنظر في إجراء التعديلات علي الدستور العراقي في هذا الصددrlm;.rlm;
ويعد ذلك أيضا رسالة إلي الحكومة العراقية وإلي الحكومة الإيرانية أيضاrlm;,rlm; بإحياء عدوها اللدودrlm;,rlm; وباحتمال استخدامه في المواجهة المرتقبةrlm;,rlm; بعدما اكتشف الأمريكيون أنهم سلموا العراق إلي قيادات يدين بعضها بالولاء لطهرانrlm;.rlm;
فقد كانت الإطاحة بنظام صدام حسين وحزب البعث الحاكم بالعراق عامrlm;2003rlm; خدمة جليلة قدمتها واشنطن لإيران بتخليصها من عدوهاrlm;,rlm; فعززت بذلك موقف إيران الإقليمي بعدما كانت واشنطن قد خلصت إيران من عدوها في أفغانستان وأسقطت نظام حكم حركة طالبان عامrlm;2001.rlm;
وإزاء ذلك تلعب الإدارة الأمريكية بأي ورقة بما في ذلك إعادة الاعتبار إلي البعثيين ودمجهم في العملية السياسيةrlm;.rlm;
وبطبيعة الحال يثير هذا التطور في موقف الولايات المتحدةrlm;,rlm; ومن ثم الحكومة العراقية من حزب البعث المخاوف الشيعيةrlm;,rlm; حيث شنت التيارات الشيعية هجوما عنيفا علي تقرير بيكر ـ هاملتون لأنه دعا إلي إشراك البعثيين في العملية السياسيةrlm;,rlm; ناهيك عن هدم أطروحاتهم السياسية التي بنيت ـ بعد الغزو ـ علي تعرض الشيعة للاضطهاد خلال حكم البعثrlm;,rlm; وتتصاعد هذه المخاوف إلي درجة أن بعض التيارات الشيعية ذهبت بعيدا إلي حد الاعتقاد في أن المواجهة الأمريكية مع إيران قد تدفع واشنطن إلي الاستعانة ببن لادن مرة أخري في حرب استنزاف ضد إيرانrlm;,rlm; بعدما استخدمته في حربها الباردة علي الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان قبل أن يتمرد عليها نتيجة الاستغناء عن خدماتهrlm;,rlm; وذلك في ضوء صعوبة موافقة الكونجرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الآنrlm;,rlm; علي خوض بوش حربا جديدة في الشرق الأوسطrlm;!!rlm;
الباب إذن مازال مفتوحا أمام قيادات وكوادر البعث العراقي للانخراط في العملية السياسيةrlm;,rlm; فإذا كان صدام حسين زعيم البعث قد ماتrlm;,rlm; فإن الحزب لايزال حياrlm;.rlm;
التعليقات