علي سعد الموسى
هل نحتاج إلى محاور مناور مثل تركي الدخيل وإلى وزير واضح شفاف مثل الدكتور غازي القصيبي كي يذهبا لدبي ليتحاورا - هناك - عن آليات العمل وأساليبه في مجلس الوزراء؟. مساء البارحة شاهدت - إضاءات - تركي الدخيل مع معالي الوزير، وكانت بالفعل انطباقاً ما بين الاسم والقضية فمن هو الذي تحدث من قبل عن هذا المجلس الموقر؟
يقول لي الأخ تركي الدخيل إن معالي الوزير قال له بعد نهاية التسجيل: لم تكن يا تركي اليوم بذات المخالب والأنياب المعهودة، والجواب التلقائي الذي افترضته من لسان الدخيل ليس إلا لأن الحوار كان يدور حول منطقة حمراء - بالوهم - وعن كواليس مجلس قرارات استراتيجية نظن - بالوهم - أيضاً أن دواليبه وأدراجه يجب أن تبقى منطقة مغلقة . هنا تجرأ معالي الوزير، عضو المجلس، بنشر أخبار وأفكار هي لنا جميعاً لأنها تمثل آلية مجلسنا الوزاري الكريم الذي نقطف ثماره مساء كل اثنين.
لم يكن معالي الوزير في ليلة - الإضاءات - الجميلة يناور ليهرب من الأسئلة عبر دبلوماسية مغلفة. وبالعكس تماما، فإن لدى مجلسنا الوزاري الكريم من الخصائص والميزات ما يغري جداً لأن يكون عمله وآلياته وطرق اتخاذه للقرارات تحت عيون الكاميرا وأنوار الإضاءة. هو (المجلس) أهم مجلس وزراء خارج نطاق مجالس الدول الصناعية الكبرى بحكم إشرافه المباشر على صيرورة أكبر منظومة اقتصادية في بلد تعدى ناتجه المحلي أرقام التريليون. قرارات المجلس وإن كانت ذات عمق محلي تنموي، إلا أن لها صدى عولميا لا ينكره أحد. هو (المجلس) طاولة استقرار سياسية لا مثيل لها في كل مجالس الجغرافيا المجاورة ولعله، لهذا السبب، جاوز فعلنا السياسي والتنموي كل التوقعات لأن الوزراء هنا، بعكس الثقافة الشائعة من حولنا، لا يذهبون للطاولة شيعاً وأحزاباً يفكر كل فريق منهم كيف ينتصر من تحت الطاولة على حساب الأهم من الملفات الحقيقية فيما فوق الطاولة.
هنا أجاب معالي الوزير عن الأسئلة الكامنة وعن الإشاعات والتوقعات وسأكون صريحا لو قلت إن انطباعي عن آلية عمل المجلس قد تغيرت بعد الإضاءات عما قبلها. كنت مثلاً أتصور، أن الاجتماع بروتوكوليا لتوقيع ملفات وقرارات قد درست وأشبعت قبل اجتماع المجلس من قبل لجان الخبراء ليحضر أصحاب المعالي إلى حفلة توقيع. لم أكن أتصور أن تدوم اجتماعات مجلسنا الوزاري لثلاث ساعات في معدل الجلسة ولم أكن قبل الإضاءات ملماً بالتفاصيل التي تبرع بها معالي الوزير وسأختم بالسؤال: هل أفصح معاليه عن أسرار قوية ليست للنشر..؟ الجواب، ببساطة لا، وإنما أمتعنا بما نحن متعطشون إليه وسحبنا معه من القمة إلى الإضاءة.
- آخر تحديث :
التعليقات