تشارلي ريس - كينج فيتشر
دعونا نفترض أنني أجريت مقابلة مع دافيد ديوك، وهو سياسي من لويزيانا يقف ضد ما يسميه التفوق اليهودي، ومقابلة مع القس المجنون الذي قاطع مراسيم دفن جنود أمريكيين ليطالب بقتل جميع الشواذ.
ولنفترض أنني قدمت وجهات نظر هذين الرجلين على أنها تمثل وجهات نظر الفكر المسيحي الأمريكي.
ستقولون بالطبع، ومعكم كل الحق في ذلك، أن هذين الرجلين لا يمثلان التيار المسيحي الرئيسي في الولايات المتحدة، ولا الفكر الأمريكي بشكل عام. حسنا، الشيء نفسه ينطبق على الإسلام. هناك 1.2 مليار مسلم في العالم. إذاعة أو نشر أقوال بضعة متطرفين منهم لا يمثل التيار الفكري الإسلامي الرئيسي.
الصحافة الصفراء لم تكن مطلقا صادقة تماما، ولكن طالما أنها مقيدة بالحديث عن المشاهير من أهل الفن والقضايا غير الهامة الأخرى، فهي على الأقل غير مؤذية. ولكن تطبيق مبدأ الصحافة الصفراء على قضايا الأمن القومي والشؤون الخارجية يجب ألا يكون أمرا مقبولا.
عدد من المذيعين والصحفيين غير المسؤولين، وبتحريض من المحافظين الجدد المجانين، يحاولون مضاعفة مخاوف الناس من الأجانب التي ميزت مراحل سابقة من تاريخ أمريكا عندما تحدث بعض الفوضويين من quot;الخطر الأصفرquot;. الآن يتحدث الديماغوجيون عن quot;الخطر الجهاديquot;. وكما هو محتوم في مثل هذه الحالة، تتجاوز الديماغوجية المتطرفين المسلمين وتتحدث عن المسلمين والإسلام وكأنه لا يوجد فرق بين الأمرين.
نعم، هناك بعض المتطرفين المسلمين، تماما كما أن هناك بعض المتطرفين المسيحيين والمتطرفين الهندوس والمتطرفين اليهود وهكذا. التطرف اضطراب في الشخصية وليس محصورا بديانة واحدة أو نظام سياسي واحد. يمكن أن يصيب هذا الاضطراب أي شخص.
الإسلام موجود منذ أكثر من 1400 عام. الغالبية العظمى من المسلمين أناس مسالمون، مثلكم ومثلي تماما، وهم لا يخططون لمهاجمة قلاع الغرب. البلاد الإسلامية مليئة بالجامعات وأساتذة الجامعات والشعراء والروائيين والعلماء والمهندسين. المسلمون هم الذين حافظوا على حكمة العالم الكلاسيكي ونقلوها إلى الأوربيين، وبذلك جعلوا من عصر النهضة أمرا ممكنا.
والأمريكيون المسلمون موجودون منذ أواخر القرن التاسع عشر على الأقل. معظمهم اندمج في المجتمع الأمريكي لدرجة أنه لم يلاحظهم أحد. إنهم وطنيون مثل أي أمريكي آخر.
معظم الصراع في الشرق الأوسط -على الأقل إلى أن حركنا المرجل في العراق- هو حول أمور دنيوية، وليس الدين. حماس والجهاد الإسلامي تعارضان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. حزب الله يعارض احتلال إسرائيل لمناطق من لبنان. حتى أسامة بن لادن، إذا كلف المرء نفسه ليقرأ ما يقول، يعارضنا لأسباب دنيوية -دعم إسرائيل، غزو بلدين إسلاميين، ووجودنا العسكري المكثف في منطقة الخليج.
المحافظون الجدد يرغبون في إقناع الأمريكيين أنها حرب حول قضايا دينية حتى يتجنبوا التعاطي مع الأسباب الحقيقية، وهي سياساتنا السيئة في ذلك الجزء من العالم.
يجب أن يعرف الجميع أن القوى الغنية في هذا العالم لا تضيع فلسا واحدا على صراع ديني. إن قضية السيطرة على نفط العالم هي التي تثير اهتمامهم، وكذلك تجارة السلاح. الحرب بالنسبة إليهم مشروع رابح، خاصة وأنهم هم وأطفالهم غير مضطرين للقتال في تلك الحروب.
هؤلاء النخبة اضطربوا تقريبا عندما انهارت الشيوعية. كيف يستطيعون الحفاظ على النفوذ وجني الأموال بدون وجود عدو على الأبواب؟ بعد ذلك أعطاهم بن لادن ما كانوا يريدونه تماما بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاجون. الآن لديهم عدو غير معرف بشكل جيد لدرجة أن ما يسمى quot;الحرب على الإرهابquot; يمكن أن يستمر إلى الأبد، شريطة أن يستطيعوا الاستمرار في إبقاء الشعب الأمريكي جاهلا وبعيدا عن امتلاك المعلومات الحقيقية.
- آخر تحديث :














التعليقات