سباق بين التصعيد والحل وواشنطن ترسل حاملة طائرات ...
فيينا, نيويورك, واشنطن - علياء الأتاسي, راغدة درغام
شهدت أزمة الملف النووي الايراني مجدداً، سباقاً بين الديبلوماسية والتصعيد. وفي وقت ناقش سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في فيينا أمس، صيغاً لحل الأزمة، عززت واشنطن وجودها البحري في الخليج بحاملة طائرات ثانية، وسط سيناريوات لضربة محتملة لإيران. وأجرى laquo;الحرس الثوريraquo; الايراني مناورات للتصدي لـ laquo;هجوم جويraquo; محتمل، فيما أبدى لاريجاني استعداد بلاده لتقديم laquo;كل الضمانات لتأكيد عدم سعينا الى امتلاك سلاح نوويraquo;.
في غضون ذلك، أكد جايمس جيفري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لـ laquo;الحياةraquo; في واشنطن، أن الضغوط الديبلوماسية على طهران laquo;هي السبب في الاشارات الإيرانية الأخيرة الى الاستعداد لتقديم تنازلاتraquo;، مؤكداً أن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تبحث مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن في قرار دولي جديد لتشديد العقوبات على ايران وزيادة عزلتها. وتابع أن هذه الاستراتيجية laquo;أثبتت نجاحها مع كوريا الشمالية وسنتابعها مع طهرانraquo;.
وقال جيفري العائد من جولة خليجية، أن الادارة الأميركية laquo;ستواصل مساعيها الديبلوماسية للضغط على طهران وعزلها دولياًraquo;، ورأى أن laquo;عامل الوقت ليس ضيقاً لاستكمال الجهود الديبلوماسية وردع طموحات ايران النوويةraquo;، مشدداً على أن واشنطن laquo;لا تسعى الى مواجهة عسكرية مع طهرانraquo;.
واكد هذا الموقف مسؤول اميركي في الامم المتحدة، قال laquo;اننا نفكر بعقوبات صغيرة وسريعة تبين لايران أن الاسرة الدولية متحدة كلياً في موقفها من عدم امتثالها وتكون عبارة عن ضغوط اضافية على طهرانraquo;. وأكد ان هناك توافقاً بين أعضاء مجلس الأمن على ضرورة laquo;صدور رد فعلraquo;.
وحسب مصادر أخرى، فان التدابير الاضافية السريعة والصغيرة قد تشمل وضع أسماء اضافية على قائمة الاشخاص الذين تشملهم العقوبات، وفرض مزيد من القيود على السفر وتجميد الاصول.
ومن المقرر ان يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي - مون في فيينا غداً مع البرادعي، قبل يوم من عودة مجلس الأمن الى النظر في ملف ايران بعد مرور 60 يوماً على قراره 1737 الذي أخضع ايران الى نظام العقوبات وتوعدها بـ laquo;تدابير ملائمة أخرى بموجب المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدةraquo; إذا لم تمتثل للقرار بدءاً من تعليق تخصيب اليورانيوم. وتوقعت أوساط المجلس تدابير اضافية تعتمد نوعيتها على laquo;مدى عدم الامتثالraquo; الايراني وما سيتضمنه تقرير البرادعي.
في المقابل، أفاد تقرير لـ laquo;هيئة الإذاعة البريطانيةraquo; (بي بي سي) أن الخطط الأميركية الطارئة لشن هجمات جوية على إيران لا تقتصر على ضرب المواقع النووية، بل تشمل البنى التحتية العسكرية. وأكدت laquo;بي بي سيraquo; أن laquo;أي هجوم من هذا النوع سيستهدف القواعد الجوية والقواعد البحرية ومنصات الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة العسكريةraquo;.
وفي وقت اختبر الحرس الثوري الإيراني في اليوم الثاني من مناورات laquo;الاقتدارraquo; أمس، انظمة دفاعية لصد هجوم جوي وهمي، أكد الاسطول الخامس الأميركي ان حاملة الطائرات الأميركية laquo;جون سي ستينيسraquo; التي أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الشهر الماضي إرسالها الى الشرق الأوسط، وصلت أول من أمس الى وجهتها، وانضمت الى حاملة الطائرات laquo;دوايت دي ايزنهاورraquo;.
في طهران، اعتبر المرشد علي خامنئي ان laquo;المؤامرات المتتالية لأعداء النظام الإسلامي، تعمل دوماً لمنع الجمهورية الإسلامية من بلوغ اهدافهاraquo;، فيما رفض الرئيس محمود أحمدي نجاد المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لبلاده وتنتهي اليوم، لوقف تخصيب اليورانيوم كشرط لاستئناف المفاوضات مع الغرب، وذلك عشية تقرير حاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يؤدي الى تشديد مجلس الامن العقوبات على ايران.
وقال نجاد امام تجمع شعبي في مدينة رشت مركز محافظة جيلان: laquo;نؤيد اجراء حوار لكن مقابل ذلك، يفرضون علينا شرطاً يحرمنا من حقناraquo;. وأضاف: laquo;نسألهم (الغربيون): كيف يمكن لمصانع تخصيب اليورانيوم لديكم أن تستمر في العمل فيما تطالبوننا بتعليق نشاطاتنا؟raquo;.
محادثات فيينا
وعقب اللقاء مع البرادعي، عقد لاريجاني مؤتمراً صحافياً بحضور المندوب الايراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، وصف فيه المحادثات بالايجابية والبناءة، وقال إنه جرى بحث كيفية العودة إلى المفاوضات. وزاد: laquo;كانت لدينا أفكار جديدة وتحدثنا في كيفية أن نطبق هذه الأفكار من أجل التوصل إلى حلraquo;.
ورداً على سؤال عن الاقتراح السويسري واقتراح البرادعي لحل الأزمة، قال لاريجاني: laquo;ليس لدينا أي اعتراض على اي من الاقتراحات، وكل العروض يمكن مناقشتها على طاولة المفاوضاتraquo;، مؤكداً أنه laquo;في حال العودة إليها، سنعطي كل الضمانات لتأكيد عدم سعينا الى امتلاك السلاح النوويraquo;، كما جدد اقتراح بلاده إنشاء كونسورتيوم دولي لانتاج الوقود النووي.
وبحث البرادعي ولاريجاني اقتراح laquo;تعليق متزامن للتخصيب والعقوباتraquo; الذي عرضه مدير الوكالة. وأفادت مصادر مقربة من البعثة الإيرانية لدى الوكالة بأن اجتماعاً عقد بين لاريجاني ووزير خارجية بلجيكا كاريل دي غوخت في مقر إقامة السفير الإيراني في فيينا، تناول وساطة بلجيكية لم تتضح تفاصيلها بعد.
مصدر أوروبي تحدث الى laquo;الحياةraquo; لمح إلى أن لاريجاني اوصل عبر غوخت رسالة إلى منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مفادها أن إيران مستعدة لتقليص نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 4 في المئة بإشراف مراقبين دوليين، لضمان عدم استخدام اليورانيوم المخصب لأغراض عسكرية.
لاريجاني مع وزير الخارجية البلجيكي قبل لقائه البرادعي في فيينا امس.
التعليقات