الجمعة 6 أبريل 2007
مـرسي عطـا اللـه
أعتقد ان القمة العربية الاخيرة في الرياض تعتبر من أنجح القمم العربية في السنوات الأخيرةrlm;,rlm; ومن ثم فإنه يتحتم علينا ان نتعامل مع نتائجها بوعي وعقلانية وحكمة لتوظيف ما أنتجته هذه القمة من متغيرات إيجابيةrlm;.rlm; ومن الظلم أن يجري التعامل معها بدعوات اليأس والإحباط التي يتواصل إطلاقها من منابر وعواصم عربية أصبحت متخصصة ـ فيما يبدو ـ في لعبة تحطيم المشاعل وإطفاء الأنوارrlm;.rlm;
وهذا الذي أقول به عن نجاح قمة الرياض لاينطلق فقط من أرضية الرغبة في الانتصار للحلم والامل ضد كوابيس التشاؤم ـ رغم أهمية الاستمساك بالحلم والأمل ـ وإنما ينطلق من قياسات وحسابات دقيقة تضع في اعتبارها ما كان عليه الحال قبل القمة وما انتهت اليه الامور بقرارات القمةrlm;.rlm;
وربما يكون ضروريا ومفيدا في البداية أنعش ذاكرة البعض باسترجاع واستذكار بعض دروس التاريخ ـ القديم والحديث ـ التي تؤكد أن العرب لم يقفوا علي أقدامهم بثبات إلا عندما كان ـ يجمعهم تضامن حقيقي خلف أهداف محددة تلتقي كلماتهم حولها وتحتشد كل امكاناتهم وطاقاتهم في خدمة هذه الأهداف والمقاصدrlm;.rlm;
ومن يدقق في وقائع ومشاهد ونتائج أعمال قمة الرياض بدءا من مشاهد الجلسة الافتتاحية ومرورا بوقائع الجلسات المغلقة ووصولا إلي النتائج التي جري إعلانها في الجلسة الختامية سوف يجد أن القمة عملت في ظل مناخ عقلاني يخلو من صياح المزايدة وتحت رايات روح تضامنية تدرك حجم التحديات التي لايمكن اغماض البصر عنها أو تأجيلهاrlm;.rlm;
بل انني أقول ما هو أهم وأكثر من ذلك وأشير إلي منظومة التنسيق المصري ـ السعودي في معظم اللقاءات التي عقدت علي هامش القمة وأسهمت إلي حد كبير في تنقية الأجواء بين أطراف عربية كان من المستحيل الحديث عن تضامن عربي حقيقي في ظل تباعدها وخصامهاrlm;!rlm;
ومعني ذلك أن الذين اداروا دفة القمة بنجاح كان لديهم وعي كامل بأن نقطة البداية الضرورية لاعادة بعث قيمة العمل العربي المشترك وقدرته علي توجيه رسائل لها قوتها ولها مغزاها صوب كافة الاتجاهات هي في استعادة روح التضامن العربي بجدية المصارحة والمكاشفة وحق العتاب وليس بسياسة تبويس اللحيrlm;!rlm;
وهنا يمكنني أن أشير إلي الدور الكبير الذي لعبه الرئيس مبارك من أجل تنقية الأجواء بين دمشق والرياض وإزالة كل ما أدي إلي تعكير صفو العلاقات السورية السعودية علي أرضية المصالحة والمصارحة وادراك المخاطر التي يمكن أن تترتب علي محاولات توسيع الهوة وتعميق الجراح لاعادة تقسيم العالم العربي إلي كتل ومحاور لاتخدم سوي أعداء الامة وهو ما برز بوضوح في كلمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الجلسة الافتتاحية عندما أشار إلي أهمية وضرورة عدم السماح لقوي من خارج المنطقة بأن ترسم مستقبلهاrlm;..rlm; وعندها لن يرتفع فوق أرض العرب سوي علم العروبة فقطrlm;!rlm;
rlm;
***rlm;
لقد نجحت قمة الرياض ـ في اعتقادي ـ لانها بدأت البداية الصحيحة بالتركيز علي توفير الحد المعقول والمقبول من التضامن العربي وتجنب لعبة المزايدات علي المواقف وهو ما أدي إلي استعادة قدر كبير من الثقة بالنفس برز بوضوح في شجاعة توصيف وتسمية الامور بأوصافها ومسمياتها الحقيقيةrlm;.rlm;
وهنا أستطيع ان اشير إلي ما ورد علي لسان الرئيس العراقي جلال طالباني من تأكيدات صريحة وحاسمة بشأن الاستمساك بعروبة العراق واعترافه بأن ماجري الترويج له تحت مسمي تحرير العراق قد تحول علي أرض الواقع إلي احتلال العراقrlm;!rlm;
وفي ظني أن ما قاله الرئيس طالباني كان بمثابة تأييد لما أعلنه العاهل السعودي في الجلسة الافتتاحية بأن العراق يتعرض لاحتلال أجنبي غير مشروعrlm;..rlm; ثم ان ذلك كله كان بمثابة رسالة متعددة الأهداف والمقاصد سواء باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية التي أبدت انزعاجها من هذا التوصيف أو باتجاه العديد من الأقطار العربية التي تعاني في داخلها من خلافات سياسية وتدفع بعض أطرافها الامور باتجاه تكرار تجربة الاستقواء بالاجنبي التي ثبت علي أرض الواقع انها كانت تجربة فاشلة ومريرةrlm;.rlm;
ومادمنا نتحدث عن الرسائل التي طرحت من قمة الرياض وتندرج تحت عناصر نجاح هذه القمة فان أهم هذه الرسائل تلك الرسالة التي جددت التمسك بمبادرة السلام العربية وعدم استعداد العرب لادخال أي تعديلات عليهاrlm;.rlm; وهو ما حظي بقبول وتأييد وارتياح دولي واسع خصوصا من جانب الاتحاد الأوروبي أحد أهم أركان الرباعية الدوليةrlm;,rlm; في الوقت الذي أصيبت فيه اسرائيل بارتباك وعجز عن تبرير موقفها الرافض لهذه المبادرة ليس فقط في مواجهة المجتمع الدولي وإنما ايضا امام قوي السلام الاسرائيلية التي استيقظت مرة أخري من سباتها العميق وعادت للتظاهر في شوارع تل أبيبrlm;!rlm;
ومن الغريب والعجيب أن تتعامل بعض المنابر والعواصم العربية مع قمة الرياض وكأنها عنوان للفشل والتراجع العربي المزمنrlm;..rlm; بل يجري استكتاب واستنطاق البعض للزعم بان القمة خيبت آمال الشارع العربي برغم ان ذلك غير صحيح جملة وتفصيلا لانه اذا جاز القول إن قرارات القمة لم ترتفع إلي سقف التوقعات والطموحات فان هناك احساسا وادراكا في صفوف الرأي العام العربي بأن اعادة طرح المبادرة ورفض أي ضغوط لتعديلها يمثل تحركا إيجابيا لايستهان به في ضوء قراءة القادة والزعماء العرب لمعطيات المشهد الراهن ودون إغفال لخريطة موازين القوي الاقليمية والدولية من ناحية وضرورة التفرقة بين حق التعبير عن رفض السياسات الاسرائيلية المدعومة بتأييد أمريكي وبين واجب التريث وعدم التهور والانزلاق نحو خطوات ليست ملائمة لنا في اللحظة الراهنةrlm;!rlm;
rlm;
***rlm;
وربما يكون مفيدا أن نقول لمن بدأوا لعبة المزايدة علي قرارات القمةrlm;:rlm; ارفعوا أيديكم عن الشارع العربي الذي يبتعد كثيرا في منطلقات تحركه وأدوات تعبيره ومقاصد أهدافه عما تقولون به هنا وهناكrlm;!rlm;
لقد صدمت قرارات القمة كل الذين توهموا إمكانية العودة مرة أخري إلي حافة الهاوية ودفع الأمور في المنطقة نحو حريق شامل ومدمر باسم استحالة استمرار مواصلة الرهان علي خيار السلام ومن ثم ضرورة التوجه إلي خيارات أخري تدفع بالامة نحو فخاخ منصوبة لها بإحكامrlm;!rlm;
وأيضا فلقد صدمت قرارات القمة كل الذين توهموا ان استمرار التمسك العربي بخيار السلام سوف يعني استمرار خطوات التطبيع واستمرارهم في أداء دورهم المرفوض والمثير للشبهات والذي لم تعد له أية مشروعية رسمية في ظل قرارات القمة التي تجاوبت مع نبض الشارع العربي المبكر في رفض كل أشكال التطبيع والتعاون وعدم السماح لاسرائيل بالتغلغل الثقافي والفكري والاقتصادي والأمني في العالم العربي لأن الركيزة الأساسية للمبادرة تقول بالتطبيع الكامل مع تحقيق السلام الكاملrlm;.rlm;
باختصارrlm;..rlm; أريد أن اقول ان القمة لم يحكم عملها توازنات العالم العربي وحده أو مؤشرات الموقف الدولي خصوصا الموقف الأمريكيrlm;,rlm; وإنما كان هناك قياس دقيق لما يجري في إسرائيل وعلي امتداد المنطقة وضرورة اليقظة والحذر لكي لا يبقي العمل العربي رهنا لخطوات استدراج خبيثةrlm;...rlm; ولكي يظل العمل العربي رهنا بمبادرات ذاتية تستند إلي الامكانات اللازمة والتوقيت الصحيح وليس تحت أدخنة وغبار الاستفزازات التي تعمي العيون والعقول عن التقدير الصحيح للأمورrlm;!rlm;
لقد بعثت الامة العربية برسالة قوية وحاسمة لاسرائيل حول ماينبغي عليها الوفاء به اذا كانت تريد أن تحظي باعتراف عربي صادق يضمن لها شرعية الوجود المتكافيء في المنطقة وليس الوجود المهين الذي تحلم به والذي تسعي لتبريره وفلسفته بمنطق مضحك يغالط التاريخ ويخاصم أبسط الحقوق المشروعة للأمة العربيةrlm;!rlm;
وعلينا أن نثق في قدرة الامة العربية بدلا من مواصلة التشكيك فيها في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي هذه الثقة الذاتية والتي ظهرت بشائرها في قرارات إيجابية أصدرتها القمة وتمثل خطوة كبيرة علي طريق إسقاط الاتهام الزائف حول وجود فجوة واسعة بين القمة العربية والقاعدة العربيةrlm;!rlm;
عن القاعدة العربية العريضة كنت اتكلم وليس عن الذين اصابتهم صدمة بالغة من قرارات قمة الرياض لانهم كانوا يراهنون مسبقا علي فشلها وسقط رهانهم سقوطا ذريعاrlm;!rlm;











التعليقات