أحمد الربعي

بعد يومين سيفتح مجلس الأمن الدولي ملف قضية الصحراء الغربية مجددا، وهي القضية التي يتحرك لحلها المجتمع الدولي عبر لجان دولية ولقاءات ماراثونية استمرت لسنوات، بينما لا تتحرك الأطراف العربية المعنية بالقضية بشكل فاعل وحقيقي..!

قضية الصحراء تسمم الأجواء السياسية بين دول المغرب العربي، ويكفي أن الحدود مقطوعة بين بلدين مهمين هما المغرب والجزائر منذ أكثر من خمسة عشر عاما..! والمصالح معطلة بين هذين البلدين، والتحرك السياسي لحل المشكلة يكاد يكون معدوما..!

الشيء المؤسف أن هناك عوامل ايجابية متوفرة لا يتم الاستفادة منها لتحرك جدي وعلى رأس هذه العوامل وجود ملك شاب في المغرب يتحرك بشكل ديناميكي ولديه القدرة على مواجهة الجهود الدبلوماسية، وهناك رئيس جزائري يحظى بالاحترام ولديه خبرة سياسية دولية متراكمة يمكن توظيفها لحل المشكلة..!

المؤسف أن العالم كله يتحرك لحل هذه المشكلة الصامتة والمنسية بينما تسود حالة شلل حقيقية وانعدام ثقة بين المغرب والجزائر، وهذا أمر يجب ألا يستمر. وهناك مبادرة مغربية جديدة بشأن الحكم الذاتي للصحراء تقدم بها المغرب لمجلس الأمن وهي وثيقة تستحق قراءة متأنية من الجانب الجزائري، وخاصة أن المغرب يؤكد في هذه الوثيقة رغبته في الحوار في كل التفاصيل بعيدا عن العقد التاريخية. وليس مطلوبا من الجزائر أن توافق على الاقتراح المغربي كما قدمه المغرب، ولكن أيضا ليس مطلوبا إهمال هذا المقترح وعدم مناقشته من الجانب الجزائري.

هل يجوز أن تتعطل التنمية ويسود التوتر في العلاقات بين بلدين عربيين كبيرين لأنهما تركا أمر قضية الصحراء يدور في أدراج المؤسسات الدولية وعجز الطرفان عن اتخاذ قرار شجاع بالحوار المباشر بينهما لحل النزاع؟

لقد كتبنا من قبل ونعيد أن المسافة بين الجزائر والمغرب اقرب بكثير من المسافة بين العاصمتين ونيويورك. وان هناك لغة مشتركة بين المغرب والجزائر هي أسهل واقرب من اللغة مع الآخرين، ومطلوب عدم الانتظار فالوقت ليس حلالا للمشاكل كما يقولون، وليس هناك بديل سوى المبادرة والشجاعة لحل المشكلات مهما كانت معقدة.