الأمين العام للأمم المتحدة تبلّغ موافقة دمشق على laquo;تفعيلraquo; لجنة ترسيم الحدود مع لبنان ...
الأسد يدعم إرسال laquo;فريق فنيraquo; لدرس منع التهريب و laquo;تفاهمraquo; مع بان على فرصة لإقرار المحكمة بالتوافق



دمشق , نيويورك - ابراهيم حميدي , راغدة درغام


أسفرت محادثات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع المسؤولين السوريين امس عن ثلاث نتائج ملموسة، بحسب مصادر مطلعة في دمشق، تشمل دعم دمشق ارسال laquo;فريق فنيraquo; الى الجانب اللبناني من الحدود مع سورية لدرس الاجراءات اللازمة لمراقبتها، وقرار الرئيس بشار الأسد laquo;إعادة تفعيلraquo; لجنة ترسيم الحدود، اضافة الى وعده (الأسد) باستخدام نفوذه لدى اطراف لبنانية للتوصل الى laquo;توافق لبنانيraquo; في شأن النظام الأساس للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، كي تقر في المؤسسات الدستورية اللبنانية.

وقالت المصادر إن محادثات بان شملت laquo;جولة أفق معمقةraquo; مع وزير الخارجية وليد المعلم اجرياها، خلال سفرهما مدة ساعتين ونصف الساعة في طائرة خاصة من الدوحة الى دمشق، قبل ان يعقد جلسة محادثات مع الاسد اعقبها لقاء مع نائب الرئيس فاروق الشرع. وشددت على ان الجانب السوري كان laquo;مرتاحاًraquo; الى نتائج زيارة بان، خصوصا في ضوء طرحها من قبل اطراف لبنانية وكأنها laquo;الفرصة الاخيرةraquo; قبل نقل ملف المحكمة الى مجلس الأمن لإقرارها بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

ولم يكتف المسؤول الدولي بتجديد دعوته، خلال لقائه الأسد، الى ضرورة laquo;اقرار المحكمة بتوافق لبناني وفي المؤسسات الدستوريةraquo;، بل قال في تصريحات صحافية في ختام زيارته انه ناقش laquo;بعمقraquo; المحكمة مع الأسد الذي رأى ان laquo;هذه مسألة يجب ان يقررها اللبنانيون بالتوافق. وفي الوقت نفسه، قال (الأسد) انه سيستخدم دوره لتشجيع اللبنانيين للوصول الى توافق وطنيraquo;. واضاف بان ان الرئيس السوري اكد laquo;أهمية استعجال اللبنانيين في التوصل الى مصالحة وطنية للوصول الى توافق في شأن تأسيس المحكمة. وان الدول المجاورة وخصوصاً سورية، يجب ان تلعب دوراً بناء لمساعدة المصالحة الوطنيةraquo;، بعدما طلب laquo;بان من الأسد استخدام تأثيره لمساعدة اللبنانيين للوصول الى اتفاقraquo;.

وقال الامين العام رداً على سؤال :raquo;الحل الامثل هو ان يصل اللبنانيون الى حل بالتوافق (حول المحكمة) مع الاجراءات الدستورية. وفي حال لم يستطيعوا التوصل الى ذلك، هذا أمر يجب على الامم المتحدة، خصوصاً مجلس الامن، ان يبحثا فيه لاحقاً. لست الآن في موقع كي اقول اي شيء غير ذلكraquo;.

وقالت لـ laquo;الحياةraquo; مصادر شاركت في الاجتماعات الرسمية، ان بان طلب ارسال laquo;فريق فني صغير، يقوم بجولة على الجانب اللبناني من الحدود لدرس حاجات لبنان الفنية لتعزيز الرقابة على الحدود ومنع التهريبraquo;. واضافت :raquo;نحن معترفون بسيادة لبنانraquo;، ما يعني ان هذا قرار سيادي لبناني لا علاقة لسورية به. من جهته قال بان: laquo;ناقشنا اليوم قضايا اخرى متعلقة بالقرار الدولي 1559. واكدت اهمية منع التدفق غير الشرعي للاسلحة الى لبنان. سورية يمكن ان تلعب دورا ايجابيا في لبنان، عبر جميع الاطراف العاملة فيهraquo;.

وعلمت laquo;الحياةraquo; ان الامين العام طرح ايضا موضوع ترسيم الحدود، وان الجانب السوري كرر انه موافق laquo;من حيث المبدأraquo; على ترسيمها على مراحل وبدءا من الشمال. ونفت المصادر السورية ان يكون بان أثار موضوع ترسيم مزارع شبعا. وأوضح بان :raquo;شجعت الاسد للوصول الى اتفاق حدودي مع لبنان، ووافق الاسد على تفعيل اللجنة الحدودية المشتركة بين البلدين، الأمر الذي ارحب بهraquo;. واذ كرر الامين العام حض دمشق على علاقات ديبلوماسية مع لبنان، اكد الاسد موافقة بلاده laquo;من حيث المبدأraquo;، على ان ينفذ ذلك عندما تتوفر الاجواء الطبيعية.


خليل زاد والمحكمة

وفي نيويورك، علق السفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد على قول السفير الروسي فيتالي تشيركن إن الوقت لم يحن بعد لقرار بموجب الفصل من الميثاق ينشئ مجلس الأمن بموجبه المحكمة الدولية. وقال خليل زاد رداً على laquo;الحياةraquo; أثناء لقائه الصحافة: laquo;بكل تأكيد ليس أمامنا الكثير من الوقتraquo;. واضاف أن السعي وراء هذا القرار laquo;ليس أمراً مفتوحاًraquo; على الزمن.

وأكد السفير الاميركي الذي سيرأس مجلس الأمن الشهر المقبل، أن laquo;موضوع لبنان سيكون واحدة من أولوياتيraquo;، وأن موضوع المحكمة سيكون محل laquo;مشاورات سأجريها مع الأمين العام ومع زملائيraquo; في مجلس الأمن.

السفير الروسي فيتالي تشيركن أشار إلى زيارة مساعد الأمين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال إلى لبنان للبحث في موضوع المحكمة، وقال إن laquo;السيد نيكولا ميشال قام بعمل جيدraquo;. وأشار تشيركن ايضاً الى جهود روسية لحض الأطراف اللبنانية على laquo;التوصل الى اتفاق على مشكلة المحكمةraquo;. وقال: laquo;نحن نعتقد أنه ما زال هناك وقت وما زال هناك أمل بأن تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق على هذه المسألةraquo;. واضاف: laquo;ما زلنا في مرحلة حيث ما زلنا نأمل بالتوصل الى صفقة على اساس الاتفاقية التي وقعتها الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية وبأن يكون هناك احتمال للأطراف السياسية في لبنان ان تتوصل الى اتفاق على هذاraquo;.

لكن المصادر الوثيقة الاطلاع على حصيلة تقويم ميشال لمواقف الأطراف اللبنانية استغربت ما قاله السفير الروسي، ذلك لأن خلاصة الاستنتاج هي ان لا مجال لردم الهوة بين المواقف بسبب وسعها ولا مجال لجسر بين هذه المواقف المتباعدة.

ومن المتوقع ان يغادر ميشال الى مؤتمر في مدريد هذا الاسبوع ليعود الى عمله يوم الاثنين المقبل لينسق مع الأمين العام ومع مجلس الأمن موعد تقديمه تقريره عن زيارة الجهد الأخير الذي بذلته الأمانة العامة لردم الفجوة وتقريب المواقف المتباعدة.

وأوضح ميشال تكراراً ان تقريره هو الذي سيضع laquo;الطابةraquo; في مجلس الأمن. وسيجتمع المجلس الاثنين المقبل للبحث في تقرير الامين العام عن تنفيذ القرار 1559 الذي أعده مبعوثه الخاص تيري رود - لارسن.