أنيس منصور
وهمس مصطفى خليل، في أذن الرئيس مرة أخرى وهو ينظر لي: سوف نخسر مبلغا كبيرا يا ريس. أنا استطيع أن أجد حلا..
ولكن الرئيس هز رأسه، بأنه وعد ولن يخلف وعده. وخرج مصطفى خليل غاضبا. وأشار لي الرئيس بما معناه: قل لمصطفى خليل أن ينتظر بعض الوقت.
ولكن الرئيس لم يعدل عن موقفه وخرج عيزر فايتسمان مودعا. والتفت لي الرئيس يقول: مصطفى زعلان، وأنا أعتقد أن الحق معه، أنا غلطت. وسكت وقال: الساعة كم دلوقت. قلت الساعة الواحدة والنصف. سكت طويلا ثم قال: تسافر دلوقت لإسرائيل وتتناول الغداء مع الصحفيين أصحابك وأنت جالس معهم قل إن هناك خلافا حادا بين الرئيس ورئيس الوزراء بشأن صفقة البترول، وإن هذا الخلاف قد يؤدي إلى استقالة مصطفى خليل. بس من دون أن تبيت الليلة في إسرائيل.
وعندما تعود اتصل بي!
حاضر يا ريس.
وذهبت إلى إسرائيل وأثناء الغداء سألوني عن بعض الأخبار فأشرت إلى الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء. وعدت إلى القاهرة ووجدت الرئيس في أسوان، وقلت له. وشكرني الرئيس من دون أن يفسر لي معنى سفري والإفشاء عن الخلاف بين السادات ومصطفى خليل.
وفي الصباح الباكر اتصل بي الرئيس: صباح الخير يا أنيس.. هاها.
صباح الخير يا ريس..
كلمني عيزر فايتسمان وسألني عن معنى سفري الى إسرائيل وإلقاء هذه القنبلة وقال لي ما رأيك؟ قلت له: يا عيزر أنا رجعت في كلامي فهناك اتفاق بيننا أن يظل هذا الخبر سرا، وإذا نشرته الصحف فسوف أرجع في كلامي، وقال عيزر فايتسمان: ولكن أنيس منصور هو الذي أذاع الخبر وليس أنا!
فقال له السادات: أنا لا أعرف لماذا فعل ذلك. أنت عارف الصحفيين ليست عندهم أسرار. أنا أسف يا عيزر! أنا أسف جدا! وإلغاء الصفقة هو الذي ينقذ الموقف بعد أن أصبح معروفا يا عيزر..
ثم سكت وقال: أنا شاكر جدا يا أنيس هاها.. هاها!
ـ العفو ياريس؟!
التعليقات