في إطار حملة وطنية يقودها laquo;صندوق المئويةraquo;

الرياض ـ عبد العزيز الشمري، الشرق الأوسط

بدأت السعودية أمس أول خطوة رسمية لتقديم قروض مالية للسجناء المفرج عنهم، بهدف إقامة مشروعات تجارية تغنيهم عن الديون، وتحولهم إلى أفراد منتجين في المجتمع السعودي.
ويتمثل هذا المشروع في حملة وطنية يقودها laquo;صندوق المئويةraquo; الذي يهدف إلى تمكين الشباب السعودي، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، من تحقيق إقامة مشروعات خاصة بهم لتكون بديلا عن الوظائف.

وتأتي هذه الحملة مكملة لمبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تضمنت تسديد ديون المعسرين من السجناء التي تقل عن 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). حيث سيبدأ المسؤولون في صندوق المئوية الأسبوع المقبل بجولات منظمة لزيارة السجون السعودية لتقديم شرح واف عن كيفية الحصول على قروض مالية، بالتنسيق مع المديرية العامة للسجون.

وأوضح هشام طاشكندي مدير عام الصندوق، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض، أن المسؤولين في الصندوق سيقدمون للسجناء العون والمساعدة قبل تقديم أفكارهم لمشروعاتهم الخاصة، وذلك لعدم تمكن السجناء من معرفة الجدوى الاقتصادية للمشاريع نظرا للمتغيرات التي تحدث في القطاع التجاري.

ويلتزم صندوق المئوية في هذه الحملة بتقديم قروض مالية بنسبة لا تزيد عن 10 في المائة من إجمالي القروض التي يقدمها للشباب السعودي، حيث تقدر القروض المقدمة سنويا بـ 365 قرضا، ويراعى عند الموافقة على الطلبات الجدوى الاقتصادية لأي مشروع.

ووفقا لمدير الصندوق، فإن أبناء المحافظات المتوسطة والصغيرة لهم أولوية بنسبة 70 في المائة من إجمالي القروض، ويحرص الصندوق على ألا تستحوذ المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام على حجم عال من القروض بهدف دعم تلك المدن وتنويع النشاط التجاري فيها.

وأشار طاشكندي إلى أن فلسفة الصندوق تعتمد على أن يكون المستقبل للشباب السعودي هو قطاع الأعمال وعدم الاعتماد على الوظيفة والبحث عنها.

وكان الأسبوع الماضي قد شهد جولات ميدانية من قبل المسؤولين في صندوق المئوية لبعض السجون والالتقاء بالسجناء قبل بدء الحملة الفعلية الأسبوع المقبل بالتنسيق مع المديرية العامة للسجون التي تم توقيع اتفاقية معها في هذا الشأن.

ويرى طاشكندي أن دور الصندوق يحتم عليه المشاركة في بناء الوطن وتقديم العون للسجناء، مؤكدا أن من واجبهم الذهاب للسجناء قبل موعد خروجهم لكي يبدأ السجين حياته الجديدة بخطوات متفائلة تسعى إلى تحقيق النجاح.

وفيما يتعلق بزيارة سجون النساء، أكد طاشكندي أنه لا توجد أعداد كبيرة من النساء السعوديات في السجون ممن تنطبق عليهن شروط الصندوق، وأن لدى الصندوق قسماً نسائياً للتعامل مع الحالات إن وجدت، موضحا أن الأولوية للرجال في الوقت الحالي.

وذكر طاشكندي أن ميزانية الصندوق تعتمد على تبرعات رجال الأعمال والقطاع الخاص، ولا توجد مبالغ معتمدة من ميزانية الدولة لدعم الصندوق، ولذلك يعتمد عدد القروض المقدمة للشباب سنويا على حجم التبرعات المقدمة.

وسيحصل السجناء ممن يحملون مؤهلات فنية وحرفية اكتسبوها من المعاهد التي تقيمها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني على أولوية في قروض صندوق المئوية. كما وقع الصندوق عددٌ من الاتفاقيات مع جمعية إنسان، واللجنة الوطنية للسجناء، ومؤسسة الملك عبد الله لوالديه للإسكان التنموي التي تعنى بتوفير سكن للفقراء، وبذلك تحصل تلك الفئات على أولوية في القروض المقدمة من الصندوق عند اكتمال الشروط.

ويسعى الصندوق عن طريق مجلس الأمناء برئاسة الأمير عبد العزيز بن عبد الله، ونخبة من رجال الأعمال، لتقديم 365 قرضا للعام الجاري، حيث اُعتمد 137 مشروعا في الثلث الأول من هذا العام.