محمد عبد الجبار الشبوط


ما معنى استهداف مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء؟

وماذا يمثل هذا المرقد الجليل بالنسبة لمرتكبي جريمة تفجيره النكراء؟

وهل ينطلق من تعصب طائفي بغيض لا يعرف كيف ينفس عنه بغير استهداف مراقد الائمة؟
ام انه يعتبره هدفا عسكريا لا بد من ضربة لتحقيق أهدافه أيا كانت؟
وأي تسويغ أخلاقي أو ديني أو إنساني أو سياسي يسمح بارتكاب مثل هذا العمل؟
يلتقي التفجير الثاني لمرقدي الإمامين العسكريين في سامراء تفجير الأول، وتفجير مسجد الكيلاني، ويلتقي استهداف مساجد المسلمين الشيعة والسنة، ويلتقي تفجير السيارات المفخخة في مناطق الطرفين، في هدف واحد، ويكشف عن طبيعة مشتركة.
اما الهدف الواحد فهو إثارة الفتنة بين العراقيين من شيعة وسنة، لا على أساس سياسي، لأن هذا ممكن الحل، وانما على أساس دينيـطائفي، لأن هذا يعرقل الحل السياسي، وصولا الى اندلاع حرب اهلية شاملة في هذا البلد الممزق.
وهذه الحرب الاهلية التي سوف يخسر فيها الشيعة والسنة على السواء هدف طريق، وليست هدف غاية بالنسبة لمن يريد اشعالها.
اما الغاية من وراء ذلك فهي افشال المشروع السياسي الوطنيـالديموقراطي، والحيلولة دون إقامة الدولة العراقية الحديثة على أساس هذا المشروع.
ايضا لماذا؟
لأن القائمين بهذه الاعمال في غاية التخلف والانغلاق والتعصب.
اما الطبيعة المشتركة فهي الطبيعة الوحشية التي يتحلى بها القائمون بهذه الاعمال بما تنطوي عليه من قسوة بالغة وغياب تام لكل الخصال الإنسانية والأخلاقية في النفس البشرية.
ان من يقوم بهذه الاعمال مجموعة من الوحوش البشرية الساقطة أخلاقيا ودينيا وإنسانيا، من الذين لا يردعهم دين صحيح، ولا خلق قويم، ولا عقل سليم، ولا فكر مستقيم، ولا أخلاق رفيعة، ولا مشاعر إنسانية راقية.
واذا كان هؤلاء المتوحشون يستهدفون اطلاق غضب طائفي عند طرف ضد طرف اخر، فان الدعوة الى ضبط النفس والادانة المشتركة وعدم الانجرار الى ردود الافعال الغاضبة هي عين الصواب وعين العقل. وهي دعوة يجب ألاّ يصاحبها الخطأ في تشخيص الجهة أو الجهات التي تقوم بارتكاب هذه الجرائم البشعة. مثل هذا الخطأ سوف يضاعف الآثار المدمرة لها. وهذا هو بالضبط ما يريده المتوحشون.