باريسـ رندة تقي الدين

أكد حاكم البنك المركزي اللبناني رياض سلامة في حديث إلى laquo;الحياةraquo; في باريس أن الوضع المالي اللبناني laquo;لا يزال مستقراً على رغم كل المصاعبraquo;، مشيراً إلى أن laquo;الأسواق المالية تستبق الأحداث، لذلك نحن اليوم في وضع أُخذت فيه بالحسبان التطورات السيئة، بما فيها التهديدات السياسية بين فريق وآخر، ولذلك لا أرى أن الوضع قابل لمزيد من التدهورraquo;.

وقال إن الودائع زادت في لبنان منذ سنة بواقع 8.5 في المئة، مؤكداً استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية وعدم وجود طلب غير معتاد على الدولار أو ضغط لرفع أسعار الفائدة. وقال: laquo;قد تتناقض هذه الأوضاع المالية مع الأوضاع السياسية وتوقعات السياسيين، لكنها دليل ثقة بقدرة البنك المركزي على المحافظة على الاستقرار وقدرة القطاع المصرفي على الإدارة الجيدة للودائعraquo;، مشيراً إلى laquo;أن 50 في المئة من مداخيل القطاع ستأتي من خارج لبنان في السنوات الأربع أو الخمس المقبلةraquo;.

وأفاد سلامة بأن القطاع المصرفي اللبناني اكتسب خبرة في العمل خلال الأزمات، خصوصاً بعد تداعيات اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005 والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006. وأكد أن المؤسسات المالية اللبنانية تتوقع أن يكون التدهور السياسي في البلاد محدوداً، مشيراً إلى أن البنك المركزي اتخذ تدابير لتشجيع القطاع الخاص على الاستمرار. وشرح سلامة أن مؤتمر laquo;باريس 3raquo; للجهات المانحة في كانون الثاني (يناير) الماضي ساهم مساهمة كبرى في تعزيز الثقة بلبنان، على رغم أن برنامج المؤتمر لم يعرف طريقه إلى التنفيذ بسبب الخلافات السياسية، فالمؤتمر laquo;مثل وديعة يملكها شخص ما وبمقدوره استخدامها وقت يشاءraquo;.

وعن وضع البنك المركزي في حال قيام حكومة ثانية في لبنان، قال: laquo;نأمل ألا يحصل ذلك. إن خط البنك المركزي يتمثل في بقائه ضمن القانون والدستور ومصلحة لبنان، ولكن في الوقت الحاضر لا نستبق الأمورraquo;.