يستخدم الصوت لتحديد المسافات وضبطها

الرياض ـ فيصل آل مغثم
حينما تزيد العقبات المرء اصرارا على النجاح تتحول الى مصدر قوّة، وهو ملخص لحياة بدر العطيوي. يبلغ 24 عاماً وَلِدَ كفيفاً نتيجة لمشكلة صحية في العصب البصري نشأت معه منذُ ولادته، ونتيجة لهذه المشكلة فهو لا يستطيع الإبصار إلا في أوضاع محددة تتوافر فيها إضاءة عالية تسمح له بالرؤية إلى حدٍ ما، ولكنه لا يستطيع قراءة الكتب أو الجرائد في جميع الحالات.

يدرس العطيوي بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض، ويهوى التصوير بشغفٍ شديد، بدأه هاوياً منذ 13 سنة، وهو متمرّس متمكن في استخدام الحاسب الآلي، ولم تقف إعاقته البصرية حاجزاً أمام هواية التصوير التي تُعتبر حاسة الإبصار السليمة فيها شرطاً أساسياً لها، بل وتعمّق العطيوي في هذا المجال واحترف التصوير عبر الكاميرات المتطورة منذ 4 سنوات.

يشير العطيوي إلى أن بعض العدسات تُتيح له إمكانية التصوير بشكل محدود تحت إضاءة الشمس، بينما لا تتيح الغالبية إمكانية الرؤية من خلالها، إلا أنه يستطيع استخدامها في تصوير الأشخاص عن طريق تحديد مسافة الشخص المراد تصويره عبر الصوت الذي يطلقه هذا الشخص، وبعد تحديد المسافة يستطيع ضبط إعدادات العدسة عن طريق اللمس بعد التعرف على خصائص هذه العدسة.

وتمنع إعاقة العطيوي من استخدامه لجميع خصائص الكاميرا، فيلجأ إلى الأوضاع الأوتوماتيكية التي تُسهل عليه بعض مهام التصوير التي لا يستطيع إنجازها يدوياً.

يصف العطيوي قصته مع التصوير بإيجاز لِـlaquo;الشرق الأوسطraquo; قائلاً: laquo;كنت أحاول التصوير منذ فترة وبشكل محدود إلى أن تعرفت على أحد الأشخاص في دراستي الجامعية قبل أربع سنوات ومن خلاله تعلمت على استخدام الكاميرات الاحترافية كما استفدت من مواقع الانترنت التي تشرح طريقة استخدام الكاميرات وأتاح اتقاني للغة برايل القدرة في التعامل مع الحاسب الآلي والاستفادة الكبيرة منهraquo;.

ويفضل العطيوي الاحتفاظ بصوره دون نشرها في كثيرٍ من الأحيان، إلاّ أنه يعرضها أحياناً على عددٍ بسيط من أصدقائه، مُبرراً هذا التمسّك بأنه رغبةً منه في جمع الصور لنفسه وليس نشرها ولم يهدف إلى نشرها حين قرّر التصوير.

ويشير العطيوي إلى أن التطور الكبير في برمجيات الحاسب التي تخدم المعاقين أسهم كثيراً في قدرته على استخدام الحاسب، وأن يقوم بتعديل الصورة بعد إدخالها إلى الحاسب عبر شاشة كبيرة في إضاءة عالية تمكنه من النظر إلى الصورة في حدود معقولة.

ويعاني العطيوي من بعض الضعف في البرمجيات العربية المخصصة للمعاقين مقارنةً بمثيلاتها الإنجليزية، ويتمنى أن تُعالج هذه المشاكل في المدى القصير.

وإلى جانب دراسته للعلوم الإٍسلامية، التحق العطيوي بدبلوم علوم الشبكات في أحد المعاهد السعودية حيث ينتظم في الحضور مساء، ويصف قصة دخوله إلى المعهد لأول مرة بأن وجوده كان مرفوضاً ولم يتم تسجيله بحجة عدم وجود نظام للمعاقين يتيح لهم الالتحاق بمراكز ومعاهد التدريب في دبلومات الحاسب الآلي، إلا أنه لم يقتنع برفضهم ولم يستسلم له وأحضر جهازه الشخصي وعرض عليهم قدراته في مهارات استخدام الحاسب الآلي، الأمر الذي جعلهم يوافقون على مضض بعد أن تحمل مسؤولية كل ما يمكن أن يتعرض له بسبب إعاقته البصرية.