نشرت صحيفة quot;الخبرquot; الجزائرية أمس مقالاً بعنوان quot;خلية في سوريا ولبنان لتدريب جزائريين لفائدة (مصلحة) الجماعة السلفيةquot;، أفاد أن السلطات الجزائرية أوقفت 4 أشخاص في quot;الشبكة العراقيةquot; كانوا على اتصال بخلية في سوريا ولبنان تجند مقاتلين في العراق وفي قاعدة المغرب الإسلامي في معاقل الجزائر، لمصلحة الجماعة السلفية.
وجاء في مقال quot;الخبرquot;، التي تعتبر الأولى بين الصحف الجزائرية:
quot;أوقفت فرقة مكافحة الإرهاب بالأمن الوطني أربعة أشخاص، أواخر جوان (حزيران) المنصرم، ينشطون في إطار ما يعرف بـquot;الشبكة العراقيةquot;. وتمت العملية بفضل رصد مكالمات هاتفية، درج الأربعة على إقامتها مع أشخاص في الجزائر وسوريا ولبنان، يشرفون على تدريب مقاتلين لإيفاد بعضهم إلى جبهات القتال في العراق وجزء آخر إلى معاقل الجماعة السلفية.
وأفادت مصادر تتوفر على معطيات حول العملية الأمنية، أن الأشخاص الأربعة ينحدرون من أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة، وتتراوح أعمارهم بين 25 و32 سنة. وقالت إن اثنين منهم أوقفا في مطار هواري بومدين الدولي على أيدي أفراد المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، وأن استجوابهما في محاضر التحقيق أثبت تأثرهما بصور أقراص مضغوطة تحض الشباب على المسارعة للانضمام إلى المقاومة في العراق لطرد المحتلين. وقد ضبط بحوزتهما، لحظة سفرهما إلى سوريا، مبلغ يسير من العملة الأوروبية الموحدة، وبعض الأغراض. وتأكد أنهما كانا بصدد التوجه إلى شخصين في سوريا، أحدهما يدعى الحاج حامد والثاني الحاج حسن. وبفضل إفادتهما تم توقيف اثنين آخرين من الشبكة.
وأوضحت المصادر أن فرقة مكافحة الإرهاب في الأمن الوطني علمت، بفضل التنصت على مكالمات متكررة أجراها الشخصان مطلع جوان (حزيران) الماضي، بأن السوريين ولبنانياً يقيم في بيروت يدعى أبو شعيب، كانوا مكلفين باستقبال متطوعين للقتال وتدريبهم عسكرياً وتلقينهم فنون التمرس على السلاح والمتفجرات في بلاد وادي الرافدين، تحسباً لإبقاء البعض منهم في العراق وإيفاد آخرين إلى قاعدة المغرب الإسلامي في معاقل الجزائر. وتفيد معطيات التحقيق أن السوريين واللبناني كانوا على اتصال مباشر بمفوض من الجماعة السلفية في تيزي وزو، ينسق معهم طريقة إيفاد مقاتلين إلى مواقع الإرهابيين في المنطقة الثانية.
وقرر الموقوفان السفر إلى سوريا بفضل مساعدة شخص ثالث كان على اتصال مع جزائريين يتدربون في العراق. والأخير درج على لقاء شخص رابع يعتبر حلقة الوصل مع الخلية الأجنبية التي تضم السوريين واللبناني. والأربعة يوجدون حالياً رهن الحبس الموقت في سجن الحراش، في انتظار محاكمتهم.
ونقلت المصادر عن حلقة الوصل مع الأجانب، أن لقاءات جمعته مع شخص من تيارت غذت فيه الرغبة في إيفاد متطوعين للقتال في العراق. وكشفت عن لقاءات أيضاً تمت بينه وبين عضو فاعل في الجماعة السلفية سابقاً، في نواحي مدينة تيزي وزو، تناولت ترتيب التحاق جزائريين قادمين من لبنان للانضمام إلى الجماعة الإرهابية في الجزائر. وتمت الإتصالات بناء على طلب من الخلية الأجنبية المقيمة في دمشق وبيروت. غير أن quot;المشروعquot; لم يتحقق، حسب المصادر، بعد اعتقال عناصر الشبكة.
يذكر أن التجنيد والتطوع للقتال في العراق، ظاهرة أخذت أبعاداً غير عادية، بعد فترة قليلة من الغزو الأميركي للعراق في ربيع 2003، حيث سافر عشرات الجزائريين إلى بلاد الرافدين، بعضهم قتل في جبهات القتال وآخرون ما زالوا في صفوف الجماعات الجهادية، وقطاع آخر تعرض للاعتقال بعد عودته، ومنهم من التحق بالجماعات المسلحة في الجزائر. واللافت للانتباه أن بصمة الجماعة السلفية موجودة في غالبية عمليات التجنيد، ومرد ذلك، حسب مصادر أمنية، حرص قيادتها على الاستفادة من التجربة الحربية والرصيد القتالي بعد عودة المتطوعين من أرض الخلافة الراشدةquot;.