بعضهم متفائل وآخرون حذرون.. ولا احتفالات برأس السنة في مناطق عامة
بغداد - هدى جاسم
laquo;نتمنى تحسن الوضع الامنيraquo;، بهذه العبارة اختصر العراقيون أمانيهم لعام 2008، ويأملون ان يكون العام الجديد أخف وطأة بعد أن اجتاحت اعمال العنف والاقتتال الطائفي ارجاء البلاد منذ الغزو الاميركي للعراق في ربيع عام 2003.
ورغم أن العراقيين تنفسوا الصعداء خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2007 جراء تحسن الوضع الامني في بغداد واختفاء ظاهرة عشرات الجثث مجهولة الهوية والسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة والاختطافات الجماعية وانحسارها في مناطق محددة من البلاد، إلا انهم مازالوا يترقبون بحذر لما ستؤول اليه الاحداث خلال العام الجديد.
يقول منير عبد الحي من مدينة الحرية ببغداد، إن laquo;أول أمنياتي هو تحسن الوضع الامني وان يعود كل عراقي الى بيته ووطنه وننعم بالسلام.. وننام ليلنا مطمئنين على اطفالنا.. وسنتمنى في الاعوام التالية امنيات أخرى تزهو بالورد والاقحوانraquo;. ومثله كثيرون. يقول منير، الذي رفض الكشف عن باقي اسمه، انه لن يستطيع ان يبقى في حدائق التفاحة التي التقيناه فيها ليستقبل العام الجديد منتصف الليل، بسبب المخاوف الامنية. ورغم ذلك يقول لـlaquo;الشرق الاوسطraquo; إنه متفائل بالعام الجديد وانه سيحمل له الكثير من المفاجآت المفرحة، وتمنى ان يزف للشعب العراقي السيطرة الكاملة على الاوضاع الامنية وفي كل مكان من البلاد.
وذكرت وزارة الداخلية في احدث احصائية لها، ان العمليات العسكرية انخفضت بنسبة تتراوح بين 70 الى 90 في المائة والاغتيالات بنسبة 79 في المائة، وجرائم الخطف بنسبة 72 في المائة خلال الفترة من يونيو (حزيران) الماضي وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2007. وذكرت الاحصائية ان نسبة الجثث مجهولة الهوية تتراوح الآن ما بين 3 الى 5 جثث يوميا بعد أن تجاوزت 90 جثة خلال الاشهر التي سبقت تنفيذ الخطة الامنية في بغداد، وكذلك انخفضت نسب الإصابة في صفوف الشرطة حتى وصلت الآن الى 23 في المائة والجيش 28 في المائة والمدنيين بنسبة 34 في المائة والشهداء المدنيين بنسبة 20 في المائة والجرحى المدنيين بنسبة 30 في المائة.
ولأول مرة منذ الاجتياح الأميركي للعراق في ربيع عام 2003 عادت الحياة الطبيعية لمناطق مدينة الرمادي اكبر مدن العراق مساحة وتضم الغالبية السنية في مناطقها الفلوجة والقائم وهيت وعانه وحديثة وغيرها، وأصبحت الآن تدار من قبل laquo;مجلس صحوة الانبارraquo; بزعامة قبيلة ابو ريشة وتحظى بدعم أميركي منقطع النظير فضلا عن مناطق اخرى في اللطيفية والمدائن والاسكندرية والصويرة والمحمودية، حيث عادت الحياة اليها وتم افتتاح المدارس والأبنية الحكومية بعد ان غادرها أتباع laquo;القاعدةraquo; والمسلحين الآخرين.
ونجحت الحكومة العراقية في تسلم الملف الامني في تسع مدن عراقية منذ عام 2006 ثلاث منها تمثل مدن اقليم كردستان والأخرى جميعا في جنوب البلاد ذات الكثافة الشيعية، فيما ينتظر ان يتسلم العراق كامل الملف الامني في بغداد بحلول شهر أغسطس (آب) من عام 2008 اضافة الى كامل الملف الامني قبيل نهاية العام نفسه في جميع المدن.
ويقول صفاء العبيدي، 41عاما، ضابط سابق في الجيش العراق متحدثا لوكالة الانباء الالمانية laquo;أصبح الآن الوضع الامني اكثر استقرارا وخاصة في مدينة بغداد، لكننا بحاجة الى التركيز على الخطط الاستخباراتية خلال المرحلة المقبلة بدلا من الانتشار الكبير للقوات الامنيةraquo;. ورأى محمد ناجي، 43 عاما، موظف حكومي laquo;أن هذا النجاح يحسب بالدرجة الاولى للمواطنين الذي أبدوا تعاونا مع الاجهزة الحكومية والقوات الاميركية بعد أن ذاقوا المر من تصرفات جماعات القادة والميليشيات التي قامت بتصرفات منافية للأخلاق والقيم العشائرية وتجاوزت كل الحدودraquo;.
وقال laquo;أتمنى أن يكون العام المقبل أكثر استقرارا وأن تقوم الحكومة برفع الكتل الاسمنتية التي وضعتها كفواصل بين الأحياء السنية والشيعية في اطار خططها لضبط الامن وأن يعود العراقيون الى سابق عهدهم اخوة أحبة في الدين والولاء للوطنraquo;.
ودعت أم فاطمة، 52 عاما، ربة بيت laquo;ان تقوم الحكومة بإطلاق سراح ابنها المعتقل منذ عامين في سجن بوكا بمدينة البصرة الذي اعتقل ليلا من المنزل ومن دون معرفة الأسبابraquo;. ورغم كل ذلك فمازالت امنيات العراقيين الاخرى في الاحتفال بأعياد رأس السنة أسوة بأقرانهم في جميع بلدان العالم مؤجلة لأن أماكن الترفيه واللهو مقفلة والفنادق الكبرى يقتصر نشاطها على فئة من الزبائن ومحاطة بكتل اسمنتية وإجراءات امنية مشددة، وبالتالي فلا يمكن اجراء اية مراسم للاحتفال وإقامة ليالي صاخبة فضلا عن هجرة جميع المطربين البارزين البلاد والاستقرار في بلدان الجوار.
التعليقات