علي سعد الموسى
سأعرج اليوم لموضوع هام في سلسلة تبادل الأوراق فيما يختص بالتنمية الجنوبية. عن الحرم الجامعي لجامعة الملك خالد. وبدءا سآخذكم للمعلومة المدهشة أن هذه الجامعة اليوم تأتي على رأس هرم الجامعات السعودية قاطبة من حيث عدد الطلاب والطالبات فهي بكل الأرقام أكبر جامعة سعودية على الإطلاق، ولا تنظروا لأرقام الموازنات، كدلالة على حجم الجامعة، فبعض النظائر الأخرى من الجامعات تفوقها مالا حتى وإن كانت لا تصل لثلث عددها الطلابي. وعلى أي تفسير تذهبون إليه، سأقول إن معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله الراشد، سيتربع بكل اقتدار على هرم القامات الوطنية التي أحدثت نقلة نوعية وكمية في مسيرة التعليم الجامعي، وبصمت مذهل، تفوق على كل الأرقام من أربع كليات متناثرة إلى ما يزيد اليوم على 30 كلية في كل التخصصات. من 8 آلاف طالب إلى 55 ألف طالب وطالبة في سبع سنوات، ولا جديد في الأمر إن قلنا إن تجربة جامعة الملك خالد في جرأة القرار الوطني بالتأسيس وفي نجاح عملية الدمج وفي التوسع النوعي والكمي الهائل، كانت مفتاحا وسببا في وضع صاحب القرار الأعلى على ـ مشروع نجاح ـ كي يعمم التجربة في كل منطقة سعودية. كانت جامعة الملك خالد ـ بذرة التجربة ـ ولو أنها فشلت، فسأحمل على مسؤوليتي القول إننا سنكون أكثر ترددا في فتح تجربة أخرى في منطقة جديدة.
وعودا على بدء، فمازالت أحجار الأساس، كما هي وحيدة في مدخل رحم الحرم الجامعي. الجامعة نفسها فعلت ما عليها أن تفعل. طرحت التصاميم في منافسة عالمية وتركت الإشراف على المسابقة لبيت الخبرة في معهد الملك عبدالله بجامعة الملك سعود ثم اختارت من التصاميم أقلها تكلفة ثم انتهت من كل شيء للمناقصة العامة. لكن الإخوة، مرة أخرى، في وزارة المالية، يعودون للأرشيف، وكلما تقدمت الجامعة بطلب ترسية، عاد الإخوة هناك إلى المبالغ المرصودة قبل أربع سنين وهو ما لا تقبل به شركات اليوم فمازال 55 ألف طالب سعودي في غرف الهناجر يدرسون في أكبر جامعة سعودية، بينما الفائض بالمليارات من ثلاثة أرقام والجامعة لا تحتاج منه إلا لقرار عالٍ جريء بتخصيص عشر رقم فردي كي يرى المشروع النور وهو لن يراه. والذي يظن أن المشروع الوهم شيء من أخطاء جامعة الملك خالد عليه أن يعود بالذاكرة لأكثر من ربع قرن. جامعة الملك خالد في الأساس فرعان لجامعتين ضمن فرعين آخرين في منطقة أخرى وكان حظها أنها أقدم من فروع الجذع الآخر بفترة. ومع هذا أكملت جامعة الإمام والملك سعود بناء مقرين عملاقين للفرعين الأحدثين بكل عقدين وتجاهلتا تماما تماما تماما أن لهما فرعين آخرين ـ أقدمين ـ في جنوب لم يحظ من الجامعتين الأم بربع التفاتة.
ومرة أخيرة: أنقذوا أحجار الأساس التي تحولت إلى شواهد قبور والتفتوا لطلاب أكبر جامعة سعودية على الإطلاق وتذكروا أنهم يحتاجون مليارا إضافيا من فائض بأرقام مليارية ثلاثة.
- آخر تحديث :
التعليقات