عمير ربابورت - هآرتس

إذا كان كاديما حزبا وليس وليد تضافر جملة من العوامل والأحداث، وإذا كان هذا الحزب يريد التنافس في الانتخابات القادمة أيضا، فيتعين عليه أن يُثبت أن لديه نوايا لتنفيذ ما يعد به رئيس الحكومة. فإذا كان رئيس الحكومة غير قادر على الوفاء ولو بالتزاماته إخلاء المواقع الاستيطانية، فثمة شك فيما إذا كان لديه أي سبب يجعله يتمسك بكرسيه ليوم واحد إضافي.
بغية تبرير قوله ـ والذي يتعين عليه بموجبه مواصلة شغل منصب رئيس الحكومة حتى بعد خلاصات لجنة فينوغراد ـ ينبغي على ايهود أولمرت اثبات أنه بالذات، أكثر من غيره، قادر على التقدم في المفاوضات السياسية. في هذه الأثناء، يتنافس مع ايهود باراك، حول من يرجئ الى فترة زمنية أطول مسألة إزالة المواقع الاستيطانية، وبذلك يبثان الهلع والخوف في المعسكر الفلسطيني، بين الأميركيين ولا سيما لدى المستوطنين. ذلك أن حزبي كاديما والعمل غير قادرين على الإشارة إلى أي انجاز سياسي ما عدا الكلام الذي ينتهي حول ضرورة التوصل الى قرارات حاسمة. هذا الأمر سيُعتبر صحيحا في حكومة واسعة مع حزب اسرائيل بيتنا، ويمكن لهذا الأمر أن يكون أكثر بروزا في ظل غياب افيغدور ليبرمان.
بغية استقبال الرئيس الأميركي بالرقص، أو اطلاق النار على حماس في غزة، ليس ثمة حاجة تحديدا الى هذه الحكومة. فالمطلوب تقديم دليل دامغ بغية الاقتناع أنه ثمة زخم سياسي وأن حصول الانتخابات سيعرقل هذا الزخم.
السنون تمر، الاحتلال يترسخ، الحل القائم على مبدأ الدولتين لشعبين بات أقل جاذبية، ويد المستوطنين هي العليا دائما. السؤال بخصوص ما إذا كان من المسموح به البحث في مواضيع اللباب، أم يتعين انتظار 40 عاما، هو مجرد ذر للرماد في العيون. كل ما تبقى هو ترسيم خط الحدود.
يجب على أولمرت أن يُثبت بأنه يتحلى بالجرأة المطلوبة من اجل تنفيذ العملية الجراحية المنقذة للحياة، والتي بدأها أريئيل شارون. ليس لديه خيار سوى الدخول في مواجهة مع المستوطنين، أولا في المواقع الاستيطانية ولاحقا في المستوطنات، لأن كل اقتراح بالتوصل الى تفاهم معهم سينتهي الى لا شيء. فشارون كان يعرف المستوطنين أكثر من الجميع، فهو كان جزءاً منهم، وهو من أوجد أساليب التمويه وحرف الأنظار التي اتبعها المستوطنون خلال توطيد سيطرتهم على الأرض. وليس من قبيل الصدفة أن اختار شارون تنفيذ عملية إخلاء من دون تسويات فقطع غوش قطيف عن إسرائيل بضربة سكين. فهو أدرك أنه في اللحظة التي يبدأ فيها وزير الدفاع بالتكلم عن محادثات تفاهم مع ساكني المواقع الاستيطانية، فإنه يُعلن بذلك عن فشل مسبق لإخلائها.
بعد مؤتمر أنابوليس وزيارة بوش، مطلوب قرار جريء لإزالة المواقع الاستيطانية من أجل التلميح بوجود سلطة في إسرائيل، تقف وراء كلماتها ووعودها. وعليه، فإن الاستقالة المحتملة لليبرمان ستكون موضع ترحيب في حال قادت الى نتائج. في جميع الأحوال ـ انتهت الذرائع.