خسائر القاعدة فادحة في الشريط الحدودي
111 اعتداء في باكستان بينها 56 عملية انتحارية أوقعت 856 قتيلا
معركة مومباي.. انقلاب في خطط الإرهاب
لندن - محمد الشافعي
يرى العديد من الخبراء والمسؤولين ان مركز الإرهاب انتقل عام 2008 من العراق، حيث سجل هدوءاً نسبياً، قابله على الطرف الاخر تفاقم العنف في منطقة الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان والهند. وضعفت صفوف القاعدة في العراق، على اثر الحملة المشتركة، التي شنتها القوات العراقية والاميركية ومجالس laquo;الصحوةraquo; العشائرية، على مقاتليها الذين باتوا في موقع دفاعي. وتؤكد السلطات العراقية وقيادة الأركان الاميركية في بغداد، ان المقاتلين الإسلاميين لم ينتهوا تماماً ومازالوا يشنون عمليات، إلا أنها أقل تواتراً وضراوة.
وعلى اثر هذه النكسة، توجه العديد من المتطوعين إلى ساحات أخرى، وعلى الأخص المنطقة الحدودية الباكستانية الأفغانية، حيث بات لعناصر طالبان الباكستانية قواعد ومعسكرات يمكنها استقبال الاسلاميين هناك، بحسب العديد من أجهزة الاستخبارات.
وقال مايك ماكونيل، مدير الاستخبارات الاميركية في فبراير (شباط) الماضي، laquo;أشعر بقلق متزايد من أن تعمد شبكة القاعدة التي نلحق بها خسائر فادحة في العراق إلى إعادة توجيه مواردها لتدبير المزيد من الاعتداءات خارج العراقraquo;. وكشفت وثائق ضبطتها أجهزته ان ما لا يقل عن مائة مقاتل تابعين أو مقربين من تنظيم بن لادن، غادروا العراق هذه السنة متوجهين إلى بلدان أخرى.
ورأى مايكل هايدن، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه)، ان laquo;أي خطر إرهابي كبير، يعود نظرياً إلى المناطق القبلية الباكستانية. ثمة رابط مع هذه المناطق القبلية، سواء على صعيد القيادة أو التدريب أو الإدارة أو المال أو القدراتraquo;. فيما اكد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، خلال زيارته الاخيرة الى الهند وباكستان الشهر الجاري، لتهدئة التوتر بين الجارتين النوويتين، ان ثلاثة ارباع التحقيقات التي اجرتها اسكوتلنديارد في لندن، فيما يتعلق بالتحضير لهجمات ارهابية، كانت هناك علاقة مع الشريط القبلي الباكستاني. وكان من نتائج هذا الوضع تزايد عدد الاعتداءات والعمليات الانتحارية في باكستان، إذ شهد هذا البلد منذ مطلع العام الحالي 111 اعتداء، بينها 56 عملية انتحارية، أوقعت 856 قتيلاً بالمقارنة بـ265 قتيلاً عام 2007.
وخلال عام 2008 ترنحت باكستان في حربها ضد مسلحي القاعدة وطالبان، الذين أصبحوا يمثلون تهديدا كبيرا لاستقرار البلاد ومنطقة جنوب آسيا بأسرها. فقد أدت التفجيرات على جانب الطرق والهجمات الانتحارية وغيرها من العمليات إلى مقتل أكثر من 2000 شخص في عام 2008، من بينهم مدنيون ومسؤولو أمن وسياسيون وأجانب، في الوقت نفسه عزز المتشددون الإسلاميون سيطرتهم على معظم أجزاء المنطقة القبلية الجبلية على الحدود مع أفغانستان، وأجزاء من إقليم الحدود الشمالية الغربية. وعلى مضض تخلى الرئيس السابق برويز مشرف عن دعمه لنظام طالبان في أفغانستان، وانضم إلى التحالف العالمي ضد الإرهاب، بعد احداث سبتمبر (ايلول) 2001 في نيويورك وواشنطن. ومع ذلك وفي السنوات التالية مارس مشرف لعبة مزدوجة مع حلفائه الغربيين، وقامت حكومته بتسليم المئات من عناصر القاعدة المشتبه فيهم إلى الولايات المتحدة، في تحرك يهدف إلى التأكيد لحلفاء باكستان الغربيين أنها ملتزمة بمكافحة الإرهاب. ولكنها في الوقت نفسه غضت الطرف عن مسلحي طالبان، الذين يعملون في الخفاء لتوسيع نفوذهم في المناطق الشمالية الغربية من باكستان، التي فروا إليها، بعد أن غزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة أفغانستان.
* حرب مومباي
* وبعدما كانت الهند عرضة منذ فترة طويلة للإرهاب، شهدت عام 2008 تزايداً في وتيرة العمليات وخطورتها، وصولاً إلى اعتداءات مومباي التي أوقعت 172 قتيلاً في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعلق مايكل شوير، الرئيس السابق لـlaquo;وحدة بن لادنraquo; في سي إي إيه، ان laquo;هذه الاعتداءات كانت الحدث الأبرز في عام 2008raquo;. موضحاً ان هذه الهجمات المتزامنة الشديدة الاحترافية والطائلة التدمير، لم تكن سوى حلقة في سلسلة فظيعة شهدها هذ العام. وان كانت الولايات المتحدة لا تزال الهدف بامتياز في خطاب المتطرفين، إلا أن المخاطر تزايدت أيضاً عام 2008 على أوروبا الغربية. وازدادت دواعي القلق في أوروبا الغربية بعد معاودة نشر الرسوم الساخرة لنبي الإسلام في الدنمارك وإرسال تعزيزات من الجنود الفرنسيين إلى أفغانستان وإصدار بن لادن تهديدات جديدة. الباحث الأميركي الهولندي، غلين سخون، خبير شؤون مكافحة الارهاب، يرى أن هجمات مومباي الأخيرة لها خصوصيتها، حيث يمكن وصفها بأنها عالمية. إنها اكبر عملية إرهابية تتعرض لها الهند خلال السنوات العشر، بمنظور شامل، وأهم ما يميز هذه الهجمات، حسب غلين سخون، طريقة تنفيذها فقد هاجم الإرهابيون مجموعة من الأهداف المتنوعة في وقت واحد، كان بين الأهداف فندق فخم، ومركز شرطة، ومحطة وقود، ومواطنون عاديون في الشارع، وحتى مستشفي. ووجهت أصابع الاتهام على الفور إلى الجارة باكستان، أو إلى الشبكات الإرهابية الناشطة على أراضيها، مثل laquo;عسكر طيبةraquo;، وأدى ذلك إلى توترات خطيرة بين البلدين النوويين. ففي عام 2002 ، كادت الحرب تنشب بين البلدين الجارين، عقب تفجيرات نفذها متطرفون مسلمون، استهدفت مبنى البرلمان الهندي، مما استدعى تدخلاً فورياً من قبل الولايات المتحدة، لمنع نشوب نزاع مسلح. وذكرت السلطات الهندية أن كساب اعترف خلال التحقيقات الأمنية، بأنه كان واحداً من عشرة مسلحين، قاموا بمهاجمة عدد من الأهداف في مدينة مومباي، في 26 نوفمبر الماضي، التي استمرت لنحو ثلاثة أيام او اكثر من 60 ساعة متواصلة. كما ذكرت أجهزة الأمن الهندية، في وقت سابق، أن كساب اعترف أيضاً بأنه ينتمي إلى جماعة laquo;عسكر طيبةraquo; الباكستانية، التي تقاتل نيودلهي، مطالبة باستقلال منطقة كشمير. وكان مسؤولون أمنيون أميركيون من وحدة مكافحة الإرهاب قد أشاروا إلى أن الهجوم يحمل بصمات جماعتي laquo;عسكر طيبةraquo;، وlaquo;جيش محمدraquo;، والأخير هو أحد التنظيمات الناشطة أيضاً في كشمير، ويُعتقد بوجود صلات بينه وبين تنظيم القاعدة. وتعتبر نيودلهي أن جماعة laquo;عسكر طيبةraquo; تنظيم مدعوم من الاستخبارات الباكستانية، رغم أن إسلام أباد اتخذت إجراءات لحظر التنظيم عام 2002، تحت وطأة ضغوط مارستها واشنطن. وفي أعقاب الهجمات التي ضربت قلب العاصمة الاقتصادية للهند، قدم وزير الداخلية الهندي، شيفراج باتيل، استقالته إلى رئيس الوزراء الهندي. على الجانب الآخر طالبت الهند باكستان بالعزوف عما أسمته laquo;هستيريا الحرب والعمل على تفكيك البنية التحتية للإرهاب في البلادraquo;. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ للصحافيين في نيودلهي laquo;القضية ليست حربا، بل القضية إرهاب واستخدام الأراضي الباكستانية في تعزيز هذا الإرهاب ومساعدته والتحريض عليه، ما من أحد يرغب في نشوب حربraquo;. أما وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي فقال laquo;يتعين على باكستان أن تركز على القضايا لأن القضية ليست خلق هستيريا حرب أو توجيه أصابع الاتهام للطرف الآخر، بل القضية تكمن في شن عناصر باكستانية هجمات إرهابية خسيسة وآثمة على مومباي، لقد طالبت الهند باكستان باتخاذ إجراء ضد مرتكبي الحادثraquo;. ومازال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني يحذر، في الوقت الذي تصاعدت فيه أجواء التوتر بين الجارتين النوويتين في جنوب آسيا، من أن القوات المسلحة الباكستانية قادرة تماما على الدفاع عن البلاد، وأن الشعب سيتحد إذا نشبت الحرب. ووسط هذه الحرب الكلامية أعلنت القوات الجوية الباكستانية أنها رفعت حالة اليقظة، كما قال جيلاني، إن رغبة باكستان في التعايش السلمي يجب ألا تفسر على أنها ضعف. وتمثل عملية مومباي بوسط العاصمة الاقتصادية للهند، تحولاً جوهرياً في أساليب وتكتيكات العمليات الإرهابية. وهذه المرة، لم تتضمن العملية هجوماً انتحارياً باستخدام أحزمة متفجرة أو سيارات مفخخة، كما يشير الخبير الفرنسي في شؤون الإرهاب، رولان جاكار. ويشير جاكار، إلى أنه في جوهر الأمر أن ما حدث في مومباي هو laquo;إرسال وحدة عسكرية صغيرة إلى وسط مدينة بأوامر بالقتل، واستمرار أعمال القتل إلى أطول فترة ممكنة.. وتقنيا، فهم قادرون على إحداث كثير من الدمار وإيقاع أعداد كبيرة من القتلىraquo;. ويمكن وصف ما حدث بأنه عبارة عن laquo;إرهاب مندمج بتمرد مسلح وحرب عصاباتraquo;. ورغم أن التقارير الأولية لمعارك مومباي أشارت إلى أن المسلحين سعوا إلى احتجاز رهائن بريطانيين وأميركيين وإسرائيليين في الفنادق الفخمة التي هاجموها، إلا أن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا من الهنود.
* إرهاب 60 ساعة
* لكن ما جرى في مومباي كان فريداً من نوعه، ومختلفاً عن إرهاب مماثل له بالأهداف والأدوات. فقد استمرت العمليات الإرهابية في فندقي laquo;تاج محلraquo; وlaquo;ون أبورويraquo;، لما يزيد على الستين ساعة، وهو زمن طويل نسبياً في نوعية العمليات الإرهابية. الأمر الآخر، ان السلطات الهندية لديها قناعة مسبقة وتجارب ماضية، ولدت حكما جاهزاً خلاصته أن لسعات الإرهاب التي تتلظى بها إنما مصدرها باكستان. والبلدان خاضا أكثر من حرب وعلاقتهما يكتنفها على الدوام البرود والعداء، والأخطر من ذلك أنهما يمتلكان صواريخ بعيدة المدى مجهزة برؤوس نووية موجهة تجاه بعضهم، لذلك فإن أي أزمة تندلع بينهما تعتبر تهديدا للسلم العالمي برمته. العداء الهندي الباكستاني ضارب في التاريخ، ويعود إلى سنوات التقسيم وحروب الاستقلال.
فالهند ترى في طبيعة الدولة الباكستانية القائمة على أساس ديني تهديداً لفكرة الوطن المتعدد الأديان والقوميات الذي تجسده. ولذلك، فقد دأبت الهند على توجيه الاتهام تلو الآخر لجارتها بتشجيع العنف ورعايته للضغط عليها في ما يتعلق بولاية كشمير، وتجنيد حركات إرهابية مثل laquo;عسكر طيبةraquo; ودعمها لتنفيذ أهداف سياسية. فشخصية من نوع البروفسور حفيظ سعيد، قائد تنظيم laquo;عسكر طيبةraquo;، يحظى بعلاقات وطيدة مع المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الباكستانية. والحقيقة ان ثمة هوة واسعة تفصل المؤسسة العسكرية عن الحكومة المدنية في باكستان، في ما خص قضايا التحديات الخارجية والعلاقات مع دول الجوار. ومن نافلة القول إن الصراع مع الهند وقضية كشمير لهما الأولوية لدى المؤسسة العسكرية. فضلاً عن ذلك، اتضح من سلسلة الأحداث التي عصفت بباكستان مؤخراً أن الحكومة المركزية في إسلام أباد ارتخت سيطرتها على شمال البلاد وأخفقت في تفكيك الشبكات والمنظمات الإرهابية والجهادية في البلاد. كل ذلك يجعل الأصابع الهندية تتجه دوماً إلى باكستان، غير أن تلك ليست سوى جزء من الحقيقة، إذ إن للهند نصيبها من المسؤولية، فهي تضم ما يقارب المائة والخمسين مليون مسلم يعاني السواد الأعظم منهم ظروفاً اقتصادية طاحنة، شأنهم في ذلك شأن المعدمين الهندوس، ولم تمسسهم آثار الطفرة الاقتصادية التي شهدتها الهند مؤخراً. وعلى الرغم من أن مشكلة إقليم كشمير يحيط بها تعقيد تاريخي وسياسي وديمغرافي، إلا أن الاضطهاد المنظم الذي يسام به سكانها من المسلمين، فاقم من أبعاد الصراع الهندي الباكستاني. فهذا الجرح الملتهب قدم للمنظمات الإرهابية جيلاً جديداً من الجهاديين ينتمون إلى سلالة مختلفة، إذ إنهم من أبناء الطبقة الوسطى ممن نالوا حظهم من التعليم، كأولئك الذين نفذو عمليات تفجير القطارات مؤخرا، فهؤلاء ليسوا كالإرهابيين التقليديين، ممن تخرجوا من المدارس الدينية، قدموا من القرى حيث زرعت برؤوسهم أفكار متطرفة، بل على النقيض من ذلك، فهم شباب استبدّ به الغضب على ما يراه اغتصاباً لحقوقهم واضطهاداً يصب على رؤوس المسلمين في غير بلد، من فلسطين حتى افغانستان، وكشمير في مركز القلب من ذلك. يذكر انّ الولايات المتحدة التى منحت باكستان صفة حليف غير عضو في الناتو بسبب دورها، باعتبارها دولة تقع في الخط الأمامى في الحرب على الإرهاب، قد بدأت تدريجيا تكثيف الضغط على إسلام آباد لإلغاء المحادثات مع ناشطي القبائل، بعد أن كانت الحكومة المنتخبة قد أبرمت معهم اتفاقات في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من هذا العام ونتيجة لذلك، انخفضت الهجمات الانتحارية إلى الحدّ الأدنى. وفي الوقت الذي يُظهر انشغاله، أشار وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في 26 يونيو (حزيران) 2008، الى أنّ باكستان منذ أن عقدت اتفاقات سلام مع الجماعات المسلّحة، laquo;زاد العنف في شرق أفغانستان كما قلّ الضغط على المسلّحينraquo;. وبالتالي كثّفت الولايات المتحدة الهجمات الصاروخية في الشريط الحدودي. وتمّ الإعلان أنّ باكستان ساحة قتال أخرى في الإستراتيجية الاميركية الجديدة لمكافحة الإرهاب. وقد أدّت سياسة المطاردة الساخنة الاميركية في المناطق القبلية إلى إنهاء عمليّة السلام وبدء موجة جديدة من الهجمات الانتحارية، التي لا تزال مستمرّة بشكل متقطّع في مناطق فاتا والبُنجاب وإسلام آباد. ويُمكن هنا الإشارة على سبيل المثال إلى التفجير الأكثر تدميرا، الذي وقع في فندق ماريوت، والذي أودى بحياة أكثر من 50 شخصا قبل أقل شهرين. من جانب آخر، لا نلحظ أي تناقص لمستوى حركة التمرد بقيادة طالبان في أفغانستان، حيث تستمرّ الكمائن والهجمات الانتحارية على قوات حلف الناتو التي تقودها الولايات المتحدة بلا هوادة، ممّا أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأجانب والأفغان على حدّ سواء. وبعد أن يئست من سحق المقاومة الشديدة التي أبدتها حركة طالبان الأفغانية، بدأت أميركا تعرض على حركة طالبان الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل التوصّل إلى سلام. وقد أكّد الرئيس الأميركى وكبار المسؤولين في عديد المرّات أنّ تعاون باكستان أساسي، مشيدا بدور الأخيرة في الحرب على ما يسمى laquo;الإرهابraquo;، إلاّ أنّه ومن الجانب الآخر، وعلى الرغم من التحذيرات، فإنّ الهجمات الصاروخية التي تقوم بها الطائرات الاميركية، من دون طيار على المناطق القبلية ظلّت مستمرّة، من دون اهتمام بما قد يُسبّبه من تداعيات على سيادة بلدنا وردود الفعل الداخلية فيها. وادت الغارات الصاروخية الاميركية الى قتل ابو خباب، الخبير الكيماوي للقاعدة في سبتمبر الماضي، ويُدعى مدحت مرسي السيد عمر. وخصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تفيد بمقتل أو اعتقال عمر، وهو مصري الجنسية، يبلغ من العمر 55 عاماً، ويُعرف أيضاً باسم أبو خباب المصري. وكان المصري هدفاً لغارة أميركية مماثلة في يناير 2006، استهدفت اجتماعاً عقد في قرية دامادولا قرب الحدود الأفغانية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى بينهم مدنيون، مما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة في باكستان. ويُعد المصري أحد ثلاثة قادة معروفين في القاعدة، كانوا حاضرين في ذلك الاجتماع، وهو يدير معسكراً للتدريب على استخدام المتفجرات والأسلحة الكيميائية في منطقة ديرونتا بأفغانستان، وفق ما أكد مسؤولون أميركيون. وقتل ايضا ابو الليث الليبي قيادي القاعدة في فبراير 2008 وأعلن مصدر غربي مطلع أن القيادي المعروف بتنظيم القاعدة، أبو الليث الليبي، الذي يعتبر أحد أبرز قادة التنظيم بعد زعيمه أسامه بن لادن، وذراعه الأيمن أيمن الظواهري، قتل في منطقة قد تكون على مقربة من المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وقد أصدر مركز الفجر للإعلام، وهو غالباً ما يبث بيانات لتنظيم القاعدة نعياً لليبي، الذي وصفته بأنه laquo;الشيخُ المفضال والبطل الهمامraquo;، وقالت بأنها laquo;تزف إلى أمة الإسلام نبأ استشهاده مع ثلة من إخوانه على ثرى باكستان المسلمة - طهرها الله من ربقة المرتد وزمرتهraquo;. تعتقد الولايات المتحدة أن الليبي قد يكون العقل المدبر خلف الهجوم، الذي تم على قاعدة باغرام، إبان زيارة نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني. وكان الظواهري قد ظهر في تسجيل مرئي في نوفمبر الماضي، أعلن فيه انضمام جماعة إسلامية ليبية إلى شبكة تنظيم القاعدة، معلنا الحرب على أنظمة الحكم في دول المغرب العربي. وفي نفس الشريط الصوتي، قال متحدث آخر قدّم نفسه على أنه أبو الليث الليبي، وأنه زعيم الجماعة الليبية، laquo;إننا نعلن انضمامنا إلى شبكة القاعدة حتى نكون جنودا مخلصين لأسامة بن لادنraquo;. وفي الاشهر الاخيرة اصبحت الضربات الاميركية بالصواريخ التي تستهدف معاقل طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان تقع بشكل متكرر جدا، على الرغم من احتجاجات اسلام اباد. وتتهم الولايات المتحدة المقاتلين الاسلاميين بشن هجمات على الاراضي الافغانية من المناطق القبلية. وفي نوفمبر الماضي ادى اطلاق صاروخ اميركي في شمال وزيرستان الى مقتل رشيد رؤوف الدماغ المدبر المفترض لمخطط يرمي الى وضع قنابل على متن رحلات عبر الاطلسي في 2006 وكذلك مسؤول مصري في القاعدة، بحسب مسؤول كبير في اجهزة الامن الباكستانية.












التعليقات