تركي الدخيل
أنا مأخوذ بقصص النجاح، والإقبال على الحياة، والعيش الجميل حتى آخر قطرة، لا سيما عندما يكون مصدرها إنسانا متقادما في العمر، نظن وفقاً لسياقاتنا التقليدية، أنه يجب أن يجلس بانتظار خبر نهايته.
اليوم سأحدثكم عن قصة من هذه القصص، فقد جرت العادة أن يهاجر الشباب إلى بلدان جديدة بحثاً عن فرص عمل وحياة مختلفة، لكننا لم نعرف معمراً هاجر لذات الأسباب.
إريك كينج تيرنر تجاوزت سنوات عمره المئة، بل إنه يبلغ من العمر مائة وعامين، وهو وصل قبل أيام إلى ولينجتون ليبدأ هناك حياة جديدة!
بعد 102 سنة من عمره، ما زال الرجل يبحث عن حياة جديدة!
أي إقبال على الحياة كهذا؟!
كينج تيرنر وصل رفقة بزوجته دوريس، النيوزيلندية المولد، قبل تسعة وثمانين عاماً، على متن الباخرة السياحية (ساجا روزا) بعد رحلة استمرت خمسة أسابيع في بريطانيا، وقال كينج للصحفيين: quot;أنا سعيد لوجودي هنا .. لقد عاشت زوجتي معي لمدة 13 عاما في بريطانيا ولذلك اعتقدت أنها اشتاقت لبلادهاquot;.
لم يمنع كينج وزوجته تقادم عمريهما من التغيير، ومحاولة البحث عن الجديد، وتلمس الأفضل، واستشراف الحياة، والإقبال على الغد بنفس مشرئبة.
بطل قصتنا كان ضابطاً سابقاً في البحرية، ولما سأله راديو نيوزيلندا عن سر طول حياته، أجاب إجابة غريبة، تدل على إقباله على الحياة بكل صخب، فهو قال:quot;أعشق دائما الدهون الحيوانية والزبد والسكر والملح والجبن وكل الأشياء التي لا يفترض أن يتناولها المرءquot;.
وقال كينج قبيل مغادرته بريطانيا في حديث صحفي: quot;إنها مغامرة جديدة جميلة وأنصح أي شخص أنه إذا ما أردت أن تفعل شيئا ما يجب أن تقوم به على الفور طالما أنت قادر على ذلكquot;.
أكاد أقرأ نفسية بعض القراء، والتي تتناقض مع فكر هذا الرجل، فهم سيعلقون على هذه القصة: quot;لمّا شاب ودوّه الكُتّابquot;، دون أن يتذكروا المثل القائل:quot; أن تصل متأخراً، خير من ألا تصلquot;!
التعليقات