القاهرة - quot; الجريدة الكويتية quot;

يحبس المصريون اليوم أنفاسهم في انتظار ما سيُسفر عنه laquo;إضراب 6 أبريلraquo;، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار، الذي دعا إليه عمال مصانع الغزل والنسيج في المحلة الكبرى (شمال القاهرة)، واستجابت له هيئات سياسية ونقابية وشعبية، في وقت أعلنت وزارة الداخلية أنها تبحث عن سيارتين محمّلتين كمية محددة من المتفجرات، دخلتا مصر من السودان في طريقهما إلى سيناء.

وأكد عدد من قادة حركة laquo;كفايةraquo;، وهي أبرز الجهات الداعية الى الإضراب، أنهم تلقوا تهديدات على هواتفهم النقالة من مجهولين طالبوهم بعدم الخروج من منازلهم اليوم، وإلا فسيحدث لهم ما لا تُحمد عُقباه.

وقال المتحدث باسم laquo;كفايةraquo; عبدالحليم قنديل، لـlaquo;الجريدةraquo;: إنه يتهم الجهات الأمنية بأنها وراء هذه التهديدات، لـlaquo;منعه وأعضاء الحركة من المشاركة في الإضراب الذي تشارك فيه كل فئات الشعب المصريraquo;، مضيفاً أن laquo;الدعوة الى الإضراب، وإن كان منبعها مصانع المحلة، إلا أن عدداً كبيراً من المصريين غير الناشطين سياسياً دعوا إلى الإضراب عبر رسائل البريد الإلكتروني، ورسائل الهاتف الجوالraquo;.

على الصعيد الرسمي، أصدرت وزارة الداخلية بيانا شديد اللهجة قالت فيه: laquo;إن العمل مستمر في جميع مؤسسات الدولة (...) وتلك الفئة الهامشية التي دعت الى ذلك التحرك المؤثم قانوناً أشاعت روح التخوف لدى المواطنين، من أجل تحقيق أهداف مشبوهةraquo;.

واختتمت الوزارة بيانها بالتلميح إلى استخدام العنف، قائلة إنها: laquo;تحذِّر من قيام أجهزتها باتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية وحازمة إزاء أي محاولة للتظاهر أو تعطيل حركة المرور، أو إعاقة العمل في المرافق العامة أو التحريض على أي من هذه الأفعالraquo;.

كما أعلنت الوزارة أنها تكثف جهودها لضبط سيارتين تحملان كمية غير معلومة من المتفجرات، دخلتا مصر من السودان في طريقهما إلى جنوب سيناء، ويقودهما سوداني ومصري، مشيرة الى أن laquo;البحث جارٍ عن هاتين السيارتين في محافظات سيناء والإسماعيلية وبورسعيد والقاهرةraquo;.

ولفتت الوزارة الى أنها تخشى laquo;من وجود عناصر مدسوسة تسعى الى تصعيد الأحداث والقيام بأعمال نهب وتخريبraquo;، وهو ما اعتبرته قيادات الإضراب laquo;ذريعة من أجهزة الأمن لتبرير العنف ضد المتظاهرين والمعتصمينraquo;.

وفي مدينة المحلة التي انطلقت منها الدعوة الى الإضراب، أكدت مصادر داخل laquo;شركة غزل المحلةraquo;، وهي أكبر شركات المدينة، أن مجلس الإدارة بدأ في اتخاذ إجراءات مضادة لإفشال الإضراب، مستعيناً بأجهزة الأمن التي تسلّمت مباني الشركة ومصانعها، التي تمّ إغلاقها بعد انتهاء مواعيد العمل مساء أمس، لمنع العمال من الاعتصام في داخلها.

وفوجئ عمال الشركة أمس، بتوزيع منشور مجهول المصدر بعنوان laquo;نداء من القلب إلى أولي الألبابraquo;، يطالبهم بعدم الإضراب laquo;حرصاً على عدم تكبيد الشركة خسائر فادحةraquo;.

في غضون ذلك، حاولت جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; التبرؤ من الإضراب، على لسان الأمين العام للجماعة محمود عزت، الذي قال لـlaquo;الجريدةraquo;: laquo;لن نشارك في الإضراب، لأننا لسنا الجهة الداعية إليه، ولم ننسق مع أي جهة في هذا الشأن، ولا نعرف النتيجة التي ستؤول إليها الامورraquo;.

وتساءل عزت عن آليات تنفيذ الإضراب، مؤكداً أن laquo;الإخوان لا يعملون على إفشاله، كما أشاع البعضraquo;.

وهاجمت قوى المعارضة الداعية إلى إضراب اليوم جماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo;، ووصفها أمين عام حزب laquo;العملraquo; (المجمّد حاليا) مجدي أحمد حسين بـlaquo;الجماعة المتخاذلةraquo;.

وفي إشارة إلى حجم القلق الرسمي، حشدت الأجهزة الرسمية، بما فيها المؤسسات الدينية الرسمية، كل طاقاتها لإفشال الإضراب.

وأعلن وكيل laquo;الأزهرraquo; عبدالفتاح علام، أن laquo;أي تعطيل للعمل يعتبر ضرراً بمصالح المواطنين والدولة، ويسهم في زيادة المشاكل وليس حلهاraquo;، مشيراً إلى أن laquo;هناك قنوات شرعية للتعبير عن الآراء أو المطالبة بالحقوقraquo;.

وقال علام في تصريح أمس: laquo;إن إعاقة العمل تتسبب في وقوع خسائر للشعب والإضرار بمصالح المواطنين وتعطيل السير، وقد تنتج عنها أضرار اقتصادية واجتماعية يتحملها المواطنون أنفسهم الذين يجب أن يكونوا على وعي بهذه الاضرارraquo;.

وتمّ إبلاغ العاملين في الهيئات الحكومية، أن من يتغيّب عن عمله اليوم سيتعرض لعقوبة إدارية مشددة، لكن بعض الهيئات والمدارس الخاصة طلبت من تلاميذها والعاملين فيها عدم الحضور اليوم، خوفاً على سلامتهم الشخصية.