صدر بحقه 3 أحكام إعدام كون المحكمة تنظر في كل حادث اغتصاب بمفرده

الكويت - العربية نت - القبس

أصدرت محكمة كويتية الأحد الماضي حكما رابعا بإعدام مصري دين باغتصاب العديد من القاصرين في ما بات يعرف بقضية quot;وحش حوليquot;، بحسب ما أفاد مصدر قضائي. وأوقف حجاج السعدي (27 عاما) في يوليو/تموز الفائت في مطار الكويت فيما كان يستعد للمغادرة إلى مصر. وأعلنت السلطات أنه اغتصب 17 طفلا في ضاحية الحولي السكنية التي تبعد 12 كلم جنوب العاصمة الكويتية. وكانت المحكمة أصدرت بحق السعدي ثلاثة أحكام بالإعدام وحكما بالسجن مدى الحياة كونها تنظر في كل حادث اغتصاب على حدة. ونفى السعدي الاتهامات المساقة ضده مؤكدا أن اعترافاته انتزعت منه تحت وطأة التعذيب. وتنفذ أحكام الإعدام في الكويت شنقا. وشهدت القضية تغطية واسعة النطاق في الصحافة الكويتية المحلية التي أطلقت على السعدي لقب quot;وحش الحوليquot; بعد سلسلة من حوادث الاغتصاب التي استهدفت بنات واولادا في العاشرة أو ما دونها في الحي السكني المذكور. وكانت الخارجية المصرية قد أبدت اهتماما بمتابعة حالة المتهم عقب اعتقاله وذلك من خلال القنصلية المصرية في الكويت.
وفي وقت سابق، أكد دبلوماسي مصري في الكويت quot;ثقته في دقة ونزهات إجراءات التحقيقquot;، مشيرا إلى أن quot;الحادث فردي ولا يجب أن يلقي بأي إنعكاسات سلبية على الصورة العامة للجالية المصرية في الكويت التي عرف عنها الجدية والانضباط وحسن السمعة والتصرفquot;.
وذكرت السلطات الكويتية أن وقائع الاغتصاب المشار إليها بدأت في مطلع عام 2006. وكشف تحليل الحمض النووي للمتهم تطابقه مع الآثار التي تركها على الضحايا. وقالت صحف كويتية إن المتهم يعمل في أحد المعاهد الصحية مدربا لرياضة كمال الأجسام في منطقة الجابرية، وانه كان يصطاد ضحاياه خلال فترة الظهيرة وهي فترة استراحة. وأفادت أن المتهم كان يستغل قوته الجسمانية لشل حركة ضحاياه، ويختار ضحاياه من الصغار ممن لا يقدرون على المقاومة وكذلك لا يستطيعون التعرف عليه. ونقلت الصحف اعترافات عن المتهم أنه لا يختار أطفالا بعينهم بل من تضعهم الظروف أمامه، كاشفا عن دافع الشهوة تجاه الأطفال البنين أكثر من البنات، ولا سيما أنه يسهل اصطيادهم من الطرقات.

وكانت صحيف القبس الكويتية ان اطفالا تعرفوا على المجرم الذي بدوره اعترف بتنفيذه الاعتداء. وقالت مصادر أمنية ان طفلة اردنية من ضحايا الوحش تعرفت عليه، بعد عرضه عليها مع اخرين ضمن طابور العرض الذي جرى في مخفر الجابرية.
دخل وافد اردني الى المخفر، وهو والد احدى الضحايا وكان يصطحب معه ابنته، جلس في غرفة الضابط حيث وصل الملازمان محمد النصف ومحمد الشهاب والرقيب محمد الموسى، وهم يقتادون المتهم الى مخفر الجابرية للتعرف عليه من قبل بعض الضحايا. قام الملازم اول جمال الفرج بعمل طابور عرض للمتهم، بعدما جلب اثنين من المشبوهين في نظارة المخفر حتى يكتمل الطابور. اثناء الطابور دار التالي بين الطفلة وضابط المباحث. الضابط: هل تستطيعين ان تحددي المتهم؟
- الطفلة: نعم المتهم الاول هو الذي قام باقتيادي الى سطح العمارة، وهو الذي قام بخلع ملابسي وبدأ بالتحسس علي. الضابط: هل انت متأكدة..؟ انظري بتمعن. الطفلة: نعم هو ولن أنساه.
بعدما سأل ضابط المباحث المتهم هل شاهدت هذه الطفلة. قال: نعم لقد اخذتها الى سطح احدى العمارات، وقمت بخلع ملابسها، وكانت خائفة جدا، وقمت بالتحسس عليها وبعدها تركتها وهربت.
وحسب مصادر امنية فان الوحش بكى.. واعترف في لحظة الوهن والسقوط بكل جرائمه التي هزت ارجاء المجتمع. وطالب في لحظة ضعفه اهالي الاطفال الابرياء المغفرة والسماح، رغم انه لم يرحم دموعهم وتوسلاتهم اليه، لحظة انقضاضه عليهم بلا رحمة ولا ضمير. وقال: من اغتصبوني طفلا هم السبب فيما وصلت اليه الان 'منهم لله' ونسي انه اذاق ابرياء لا ذنب لهم من كأس مرة ذاقها صغيرا. واكد انه لا يعرف عقوبته.. ولا يعرف عدد ضحاياه، وانه لم يتعرض الى الضرب والتعذيب كي يعترف، وقال انه تأكد من سقوطه في قبضة العدالة بعد تحرشه بطفل في النادي الصحي الذي كان يعمل به. 'القبس' التقته اثناء اقتياده الى مخفر الجابرية في هذا الحوار:
هل انت وحش حولي؟
- نعم أنا اغتصب الأطفال.
يقال انك اعترفت بسرعة، هل تعرضت للضرب حتى تعترف؟
- لا لم أتعرض للضرب أو التعذيب، ولكن سألني رجال المباحث عن التهمة فأجبت بنعم، لأنني كنت واثقا من القاء القبض علي، خصوصا بعد فصلي من النادي الصحي، وارشدت رجال المباحث عن الأماكن التي قمت فيها باغتصاب الصغار.
هل تعرف عقوبتك؟
- لا لا أعرف ولكن أتمنى ان يسامحني أهالي الصغار.
هل سامحت أنت من اغتصبك من قبل؟
- سكت وبكى وقال من اغتصبوني صغيرا تسببوا فيما وصلت إليه الآن.. هم السبب 'منهم لله'.
هل كنت تتوقع ان تسقط بيد رجال المباحث، ولماذا تأخرت في الهرب من البلاد؟
- في السابق لم أكن اتوقع ان اسقط بيد رجال المباحث لأنني كنت بعيدا عن مكان سكن الصغار ولكن غلطتي انني تحرشت بحدث في النادي وهذا الشيء هو الذي جعلني افكر في الهرب من البلاد.
هل تعرف عدد الضحايا؟
- لا.. أصل انا اغتصبت عيال كثير.
وفي حراسة مشددة توجه رجال مباحث حولي مع 'وحش حولي' الى الأماكن التي ارتكب فيها جرائمه، لارشادهم عنها. ورافقت 'القبس' رجال المباحث والوحش الى ثلاث بنايات في الجابرية وحولي والسالمية اغتصب فيها بعض الأطفال، حيث أرشدهم إلى اسطح تلك البنايات، وقال انه كان يرتكب جريمته بها، بعد تهديدا للأطفال بالذبح اذا لم يستجيبوا له. وقبل ضبط المتهم بأربعة أيام كان رجال المباحث يبحثون للاشتباه به ولم يكن تأكدوا بعد انه 'وحش حولي'، ولكن بعد معرفتهم بانه قام بالتحرش بأحد الأطفال تيقنوا بانه هو الوحش. بعد ان قام المتهم بختم جوازه من منفذ المطار تم تعميم اسمه كمطلوب بعد نصف ساعة من ختم جواز سفره. وكان رجال المباحث أجروا اتصالا مع آخر ضحاياه وهو طفل مصري في التاسعة من عمره، لكنهم اكتشفوا مغادرته البلاد في الاجازة، فاتصلوا على أهله في مصر الذين أبدوا سعادتهم بالقبض عليه، وأكدوا أنهم سيأتون على الفور حتى يتعرف ابنهم على المجرم. وأوضحت، ان رجال المباحث يعولون كثيرا على هذا الأمر، لأن الطفل آخر ضحاياه وجرى اغتصابه منذ أسبوعين فقط. طفلة في عمر الزهور لم تتجاوز الحادية عشرة كانت ضحية للوحش وسألناها عن شعورها بعد القبض على الجاني. وقالت تعرفت على المجرم من خلال نشر صورته في الصحف واشعر الآن بالراحة، لقد عانيت طوال الفترة الماضية بكابوس مرعب وطلبت من والدي ان يغير محل اقامتنا وبالفعل غيرنا منزلا حتى انسى ما تعرضت له. وتتذكر لحظة اغتصابها الرهيبة بقولها: 'السادسة بعد العصر، وصعدت فوق سطح العمارة التي اقيم بها مع المجرم وكان السطح مفتوحا، واعتدى علي ولكن احد السكان كان في طريقه للسطوح، مما جعله يتركني ويفر هاربا. وسألناها عن الحكم الذي تتوقعه فانفعلت 'اذبحوه' واضافت لقد قام المجرم بتغيير ملامحه فكان شعره طويلا اما الان فشعره قصير.
أما والدالطفلة فتحدث الينا بصوت ممتزج بالفرح وهو يقول اتمنى الا يعدم وتكون عقوبته 'قطع عضوه الذكري' ويلقوه في السجن المركزي لان الاعدام راحة له. واضاف والد الطفلة قمت بذبح خروف امام منزلي كما تحملت مبلغ 100 دينار شهريا زيادة جراء تغيير محل اقامتي، واتوجه بالشكر للقيادات الامنية، لانني كنت اراهم بنفسي في الشوارع وهم متنكرون في ملابس آسيوية تارة ومصرية تارة اخرى وخليجية.
وقال فور القاء القبض على المتهم تلقيت اتصالا هاتفيا من المقدم عبدالرحمن الصهيل يبشرني بالخبر، وفوجئت به امام منزلي يبارك لي على الخبر، لأنه وعدني فور القاء القبض على المجرم انه سوف يحضر لي بنفسه امام منزلي وصدق بالفعل.