مبارك محمد الهاجري
من يعتقد أن إسرائيل حرة في ما تفعله في غزة من جرائم وحشية فهو مخطئ، وقد يتساءل المرء كيف؟ هذا الكيان لم يملك قط قراره لوحده، ولو نظرنا إلى حروب وجرائم إسرائيل بحق العرب خلال الـ 60 عاماً الماضية نجد أن قراراتها لم تتخذ من الإسرائيليين أنفسهم، بل من واشنطن! في بداية هذا الأسبوع أطل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش على الساحة الإعلامية بتصريحه بأن الهجمة الإسرائيلية ضد غزة لن تتوقف! هكذا أراد الرئيس بوش أو داعية الحرب - إن صح القول - أن يختم ولايته، والتي لم يتبقَ على نهايتها سوى بضعة أيام بحرب غير متكافئة بين طرفين، أحدهما يمتلك أحدث الأسلحة وأشدها فتكاً في العالم، والآخر يعتمد على أسلحة بدائية أو خردة لا تأثير لها على واقع الحياة في الكيان الصهيوني! فبدلاً من أن يعلن الرئيس بوش وبنفسه نهاية هذه الحرب ويطالب بإشراف الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار، إذا به ينادي باستمرار هذه الحرب التي طالت المدنيين الأبرياء والعزل والفاقدين للحد الأدنى من مقومات الحياة الضرورية، والبالغ عددهم مليون ونصف المليون إنسان في إبادة جماعية لا مثيل لها!
* * *
ما فائدة اتفاقيات السلام مع الكيان الصهيوني؟ لا شيء سوى زعزعة الاستقرار وافتعال الحروب مع الدول العربية المجاورة، فهذا الكيان وكما يعلم الجميع يقتات على الحروب، فهو في حال استنفار دائمة، استعداداً لأي عمل عسكري! وصلت كراهية هذا الكيان حداً لا يُطاق على المستوى الشعبي والرسمي في الغرب، وإن كان ذلك على استحياء، خوفاً من الاتهامات المعلبة بالعداء للسامية، وهي تهمة تطلقها المنظمات الصهيونية هناك على من يتبنى رأياً مخالفاً لإسرائيل، ولكن ذلك لم يمنع أحد سفراء فرنسا في لندن قبل أعوام عدة في إحدى الحفلات الديبلوماسية من أن يجاهر بعدائه الشديد لإسرائيل وتحميله إياها مآسي الشرق الأوسط بأكمله، وهو ما جعله عرضة لهجوم شرس من قبل الصحافة البريطانية، والتي طلبت من الحكومة الفرنسية - آنذاك - استبداله بسفير آخر! إن دل ذلك فإنما يدل على سطوة ونفوذ اللوبي الصهيوني، بينما نحن العرب، ورغم ما نمتلكه من مئات المليارات من الدولارات، إلا أن حالنا وحال الدول الفقيرة سواء، لا نفوذ ولا كلمة مسموعة، ولا هم يحزنون!
التعليقات