صالح إبراهيم الطريقي


أعود لفيلم laquo;أوباما أطلق حميدانraquo; وتحديدا لمخرج الفيلم laquo;مهند الكدمraquo; الحائز على المركز الثاني لجائزة ميكروسوفت للتخيل على مستوى العالم، فمهند يطمح ومن خلال تصريحه لجريدة الرياض القيام بأفلام قصيرة لمعتقلين سعوديين في قضايا بدول أخرى، مع أنه لم يحدد من هم السعوديون، لأنه لا يريد التشويش عليهم من خلال أفلام سينمائية قصيرة ذات تأثير قوي على المجتمعات.
وعودتي للفيلم من خلال جائزة المخرج laquo;التخيلraquo;، فخيالاتي أخذتني لبعض المشاهد التي تستحق التأمل.
تخيل عزيزي القارئ أن هناك أمريكيا في مجتمعنا العربي، وهذا الأمريكي قبض عليه في المقهى، متلبسا بتصرف يتنافى مع قيمنا، مع امرأة ليس محرما لها.
من المؤكد أنه سيقبض عليه لأنه وحسب نظر القانون والعرف لدينا ارتكب جريمة تستحق السجن، وهناك من سيرد على الخبر المنشور في مواقع الصحف laquo;شكرا يا حراس الفضيلةraquo; من باب أن الحراس يقاومون فساد المجتمع.
ــ لست أدري لماذا المجتمع يريد أن يفسد؟.
تخيل أيضا أن هناك شابا أمريكيا أراد عمل فيلم مناصرة للأمريكي، لاعتقاده أن ما قام به الأمريكي ليس جريمة ففي المجتمع الأمريكي لا يوجد قانون يعاقب على شرب الشاي وغير الشاي في مقهى مع زميلة بالعمل، ثم جمع بعض مفكري أمريكا ليوجهوا رسالة لنا مطالبين فك مواطنهم من الأسر.
هذا الفيلم يمكن له أن يخرج شائعات وسط العامة في أمريكا، وأن هناك مؤامرة أحيكت ضد المواطن الأمريكي، وسيغذي هذه الإشاعة أن المجتمع الأمريكي غير قادر على فهم جريمة أن يشرب زميل مع زميلته بمقهى.
بالتأكيد سنرفض فكرة هذا الفيلم، وسنرفض تهمة أن هناك مؤامرة تحاك ضد الأمريكي، لأننا نرى أن الأمريكي خالف القانون ويستحق العقاب على الشرب مع زميلته بالمقهى، وأن الأمريكيين يعتقدون أن على رأسهم ريشة ولا يريدون تطبيق القوانين عليهم، ولا يهمهم تغرير الأمريكي بالفتاة، وبالتأكيد لا يهمهم أن سكوتنا عن هذا الأمر يعني فساد المجتمع.
خلاصة هذه الخيالات أكدت لي أن مثل هذه الأفلام أشبه بحوار طرشان، فنحن لن نفهم ما الذي تعنيه جريمة أن تحتفظ بالأوراق الثبوتية للخادمة لأننا نرى أن الخادمة ومنذ أن قبلت العمل عند أحدنا دخلت في منظومة الرعية التي سيهتم بها كفيلها، في نفس الوقت لن يستطيع الأمريكي فهم خطورة أن يشرب زميل مع زميلته بمقهى على المجتمع؟.