طارق العامر
الأخلاق والسياسة ماهيتان مختلفان بطبيعتيهما ومن المحال احتواء إحداهما للأخرى، فكيف لك ان تصدق سياسيا، حقوقيا كان او معارضا، وهو عديم الاخلاق وخائنا لعروبته، ولا يقصد بالأخلاق في ميدان السياسة حزمة القيم الشائعة عن الصدق والوفاء والشجاعة بل استخدامه لمفردات الحديث الخلاقة في خطابه بين الجموع او عبر وسائل الاعلام، أو بمعنى آخر ماهية المدلولات والمعايير الأخلاقية التي يستخدمها أصحاب غاية سياسية - ان كانت عادلة - عند اختيارهم وسيلة نضال في سبيل تحقيق هذه الغاية.. فهل تستند هذه المدلولات إلى laquo;الغاية تبرر الوسيلةraquo; أم إلى القيم الاخلاقية، وما صحة القول أن عدالة أي هدف تبيح عند أصحابه استخدام ما يحلو لهم من الفاظ وتهكم، وهل انت على استعداد لان تستمع لخائن او لسئ الطباع والاخلاق.
تسألنى الآن وأنت تستشيط غضبا: بالله عليك ماذا استفدت أنا من كلامك الفارغ الذى أضعت معه وقتي الثمين، وأنا لن أجادلك فيما إذا كان وقتك ثمينا أم لا، ولكن ارجو منك الاطلاع على ما نشرته الصحف الكويتية الاسبوع الماضي، وبعدها ستتأكد ما اذا كان كلامي فارغا ام لا.
الكويت تأسف ndash; ارجو ان يتسع سعة صدرك عزيزي القارئ لطلبي الاخير، وترمي ما يتعلق بيدك ويشغلك عن التركيز في فحوى الخبر ndash; هل انت معي؟ ndash; ارجو ان تكون كذلك.. اعيد فأقول، ان الكويت تأسف، هذا ما طالعتنا به الصحف الكويتية الاسبوع الماضي في خبر مقتضب على لسان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي روضان الروضان يعبر فيه laquo;عن الأسف الشديد لتطاول أحد المواطنين الكويتيين على رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح والذي وصفه بانه رمز من رموز دولة الكويت وأحد رجالاتها، معتبرا ذلك التطاول غريبا على الكويت والقيم التي تربى عليها أهلها، مشددا على أن هذا الأمر لا يمكن القبول بهraquo;.
ورغم أني أدرك أن السحاب لا يضره نباح الكلاب وأن النار لا تزيد الذهب إلا نقاءً ، لكن يؤلمني ما يفعله laquo;...raquo; - والنقط مكانها كلمة يعاقب القانون على كتابتها- من تطاول وتهكم على ولاة الأمر ورموزنا السياسية، وقبل أن تسألنى كعادتك عن الحل، اسأل نفسك أولا عن المحرك الرئيسي لهذا الفعل المشين، وان كنت ذا شأن عظيم، ولا طاقة لك بإجهاد عقلك في التفكير، فعليك ان مشاهدة المقابلة التي اجرتها قناة الـ BBC مع سعيد الشهابي ويمكن لمن فاته متابعتها مشاهدته عبر laquo;اليو تيوبraquo; والتى رفض فيها الشهابي الاعتراف بأن الخليج عربيا، حينها ستدرك ان الخائن لعروبته لا يتوان عن ممارسة ما هو اسوأ من الروح اللأخلاقي.
أرجوك لا تستغرب مما قاله الشهابي، ولا تستغرب اكثر من ردة الفعل والأسف الكويتي، وحضر خدودك للطمها بقوة، لأن هناك ndash; للأسف - من يعتبر هذا الخائن/ الشهابي laquo;وطنيraquo; ورمزا من رموز المعارضة!!
التعليقات