عبدالعزيز الصويغ

فتحت قضية قاضي المدينة المنورة laquo;المسحورraquo; الباب على مصراعيه أمام استفحال مفاهيم غريبة عجيبة لا يمكن أن تنتشر إلاّ في مجتمع فَقَدَ عقله! فالفساد والرشوة والنصب والاحتيال، وأخيرًا قضايا laquo;الجن والعفاريتraquo; أصبحت كلها ظواهر وعناوين رئيسة لما يُمكن تسميته بالدراما السعودية الجديدة. فقد أصبحنا، كما قال عبده خال، (مضحكة) أمام العالم.
لقد سألني الكاتب علي الرباعي في تعليقه علي مقالي laquo;هوكس بوكسraquo; (المدينة: 24/10/2010) الذي نشره موقع الحوار والإبداع: بصفتك عملت دبلوماسيًّا وسفيرًا ألا تشعر بشيء من الخجل، ونحن نتعاطى مع قضية الفساد بهذه التبريرات المؤلمة؟ وكان ردّي عليه هو أن هذه المهزلة التي نعيشها تشعرنا -كمواطنين- جميعًا بالخجل. ولا يقتصر الخجل هنا علي الدبلوماسيين والسفراء فقط، وإن كنت لا أحسد القائمين منهم على رأس العمل في دول العالم حولنا، من سؤال يوجهه حتى سفير دولة صديقة من باب التساؤل البريء حول قضية قاضي المدينة! ناهيك عن الإحراج الذي يمكن أن يتعرض له أمام أجهزة الصحافة والإعلام العالمية؟!
لقد أصبح مجتمعنا -وكأنه يعيش حالة فوضي كاملة- مجتمعًا laquo;منفلتًاraquo; يعيش حالة من الفوضى واللا منطق.. وكأننا نعيش في laquo;غابةraquo;! وأشارك الأخ علي الخشية من أن laquo;تشرعنraquo; هذه القضية الفساد، وتفتح الباب لشياطين الإنس للادّعاء بأن laquo;الجنraquo; هم مَن دفعوهم للقيام بأفعالهم المشينة.. ويصبح laquo;كل حرامي لطش من وطنه وخان أمانتهraquo; معه مبرراته الخارجة عن إرادته وإرادة البشرraquo;!!