لندن

يناقش الكاتب في صحيفة الغارديان، بول هاريس، مسألة احتمال ترشح سارة بالين لمنصب الرئيس عن الحزب الجمهوري في انتخابات 2012، ويلاحظ ان المفاجئ في الامر، هو اهتمام الاعلام اليساري في هذا الموضوع، في الوقت الذي تجاهلته وسائل الاعلام اليمينية والمحافظة.
وأظهرت مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائبة الرئيس في انتخابات 2009 سارة بالين، قدرة على اجتذاب اهتمام الصحافة والاعلام كسبيل للعودة الى الجلسة السياسية، الامر الذي غذى التكهنات بامكانية ترشحها لانتخابات الرئاسة عن الحزب الجمهوري في انتخابات 2012.
ففي مقابلة اجرتها معها اخيرا صحيفة نيويورك تايمز، اعترفت بالين انها تفكر في خوض انتخابات الرئاسة المقبلة.
ولكني لا اعتقد ان بالين سوف تخوض انتخابات الرئاسة على الرغم من ذلك هو الشغل الشاغل لوسائل الاعلام منذ ان استقالت من منصبها كحاكمة لولاية الاسكا.

هوس إعلامي
فالاعلام يهوى ان يخوض في هذه اللعبة، أو على الأقل الاعلام الليبرالي، فقد بات واضحا ان الاعلام ذي التوجهات اليسارية اصبح مهووسا بهذه الفكرة.
فقد نشرت المجلة التي تصدرها صحيفة نيويورك تايمز اخيرا موضوعا مطولا حول حظوظ سارة بالين للوصول الى البيت الابيض، كما وضعت صحيفة الغارديان موضوعا مشابها على صدر موقعها على شبكة الانترنت.
ولكن ماذا عن الاعلام المحافظ؟ لم يبدر الاعلام اليميني والمحافظ الكثير من الاهتمام او الحماس لترشح بالين. فقد تجاهل laquo;تقرير دردجraquo; DRUDGGW REPORT الذي يمثل نبض الفكر المحافظ في الولايات المتحدة، الانباء حول احتمال ترشحها لانتخابات الرئاسة عام 2012، وانشغلت محطة فوكس نيوز Fox News في توجيه الانتقادات للرئيس اوباما.
وقد يقول قائل ان ذلك يعود الى ان مؤسسة الحزب الجمهوري تخشى هذه السيدة، ولذلك فهي تحاول اضعاف قوتها. ويقول انصارها ان ذلك لكونها قوة راديكالية حقيقية من اجل التغيير، ولانها ستقضي على النخبة القديمة للحزب. اما معارضوها فيقولون ان السبب في موقف الحزب منها هو كونها شخصية يصعب التنبؤ بتوجهاتها، ولأنها محدودة الثقافة وليست لديها فرصة حقيقية للفوز.
موقف محسوب
ولكن laquo;دروجraquo; لا يمثل نخبة الحزب الجمهوري بدقة، فموقعه يروّج لحزب الشاي الى اقصى الحدود، ولكن يبدو انه على تواصل مع الحقيقة المحافظة.
وبكلمات اخرى، فان الاعلام الليبرالي هو الاكثر اهتماما باخبار بالين من بعد بيلين ذاتها من اجل اثارة الاستياء العام، او اظهار مدى انحدار مستوى السياسيين الاميركيين.
ويبدو ان اليمين - في هذه المناسبة النادرة - يتخذ موقفا معقولا ومحسوبا مؤداه ان laquo;انتظروا لترواraquo;. وبالنسبة للحزب الجمهوري، فعلى الارجح ان يفعل ما يفعله كل اربع سنوات، على مدى القرن الماضي.. أي اختيار مرشحه لانتخابات الرئاسة والذي عادة ما يكون رجلا ابيض ثريا وكبير السن نسبيا.