مرسى عطا الله

إذا كان البعض في العالم العربي يتعمد نسيان أو تناسي الدور الذي لعبته مصر في مساعدة أشقائها العرب فإن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسي آل خليفة قالها صريحة وواضحة قبل أيام خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس مبارك في المنامة

حيث كانت البحرين المحطة الأخيرة في جولة خليجية للرئيس شملت دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرينrlm;.rlm;
لقد قال ملك البحرين أن مصر كانت أول من مد يد العون لشعب البحرين عندما أوفدت أول بعثة تعليمية للمنامة عامrlm;1919rlm; كانت مهمتها الأساسية وضع البذرة الأولي لنشر التعليم والثقافة في ربوع البحرينrlm;.rlm;
والحقيقة أن دبلوماسية القمة التي تمارسها مصر بوعي وذكاء في الساحة العربية يجعلني أشعر بأن مصر تظل علي الطريق الصحيح مادام أن من يمسكون زمام أمورها يعرفون قدرها ويحسنون ببراعة استخدام مفاتيح مصالحها المرتبطة ارتباطا وثيقا بأمن واستقرار أمتها العربية في ظل وعي وإدراك صحيح بأن مصر سوف تظل قوية طالما مادامت محتفظة في أيديها بأوراق قوتها بعيدا عن دعوات الانكفاء والانعزالية لأنه إذا كانت مصالح العرب تتأثر بالدور المصري فإن مصالح مصر تتأثر بعمق تواصلها وارتباطها بالعالم العربيrlm;.rlm;
إن ما قاله ملك البحرين أسعد كل مصري لأنه جاء في وقت يتصايح فيه بعض الجهلاء في العالم العربي بكثير من اللغو الذي يؤكد أنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا عندما يتوهمون أن بإمكانهم القفز علي حقائق ووقائع ثابتة في سجلات التاريخ حول حجم وعمق العطاء المصري لأمتها العربيةrlm;.rlm;
إن التاريخ هو الذي يشهد لمصر في سجلاته ووثائقه بأنها كانت دائما تتحمل المسئولية في الدفاع عن قضايا أمتها العربية بدءا من تصديها لهجمات التتار والصليبيين ومرورا بمساعداتها لدحر الاستعمار الفرنسي والبريطاني ووصولا إلي دورها الراهن دفاعا عن عروبة الخليج وإصرارها علي تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الوطنية المشروعةrlm;.rlm;
وعلي الذين يخرجون بين الحين بفقاعات وبالونات اختبار تتحدث تارة عن فرعونية مصر وتارة أخري عن أن الأفق الأفضل لمصر يتمثل في النظر صوب الشمال حيث البحر الأبيض المتوسط وأوروباrlm;-rlm; بعيدا عن خلافات العرب شرقا وهموم الأفارقة جنوباrlm;-rlm; أن يتوقفوا عن هذه اللعبة التي تتصادم مع ثوابت الجغرافيا وحقائق التاريخrlm;.rlm;
إن ريادة مصر للعرب قدر لا تملك الفكاك منه وأن هذه الريادة طبقا للمقولة الأثيرة للمؤرخ المصري الراحل العظيم جمال حمدان ليست تشريفا أو تخليدا ولكنها تكليف وتقليدrlm;...rlm; تكليف من الجغرافيا وتقليد من التاريخrlm;!rlm;

خير الكلامrlm;:rlm;
rlm;**rlm; لا تأمن لأي إنسان إلا عفيف النفس صادق اللسانrlm;!rlm;