الانتخابات المصرية
داود الشريان
الحياة
قبل انطلاق انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المصري، تركز الحديث على عدم وجود ضمانات واضحة ومحددة لتنظيم انتخابات نزيهة، وأثيرَت شكوك حقوقية حول سلامة إعداد قوائم الناخبين، وضبط العمل داخل اللجان الانتخابية، وفرز الأصوات، فضلاً عن المخاوف الأمنية. وحين فُتِحت أبواب الاقتراع، ارتفعت شعارات تشير الى أن الانتخابات ستكون معركة لتحجيم laquo;الإخوان المسلمينraquo;.
بلغ عدد المرشحين عشرة أضعاف مقاعد البرلمان، ويخوض الانتخابات 18 حزباً سياسياً. المنافسة تتركز بين laquo;الحزب الوطنيraquo; الحاكم وجماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; وحزب laquo;الوفدraquo;، وربما ساهم عدد المرشحين، وتزايد نشاط بعض الأحزاب الصغيرة، والمستقلون، في تغيير خريطة النتائج في الجولة الجديدة، ولكن يُستبعد أن تشهد الساحة المصرية تراجعاً حاسماً لموقع laquo;الإخوانraquo;، فما الذي جعل بعضهم يتوقع ذلك؟
الصحيح أن الحديث عن تراجع دور جماعة laquo;الإخوانraquo; فيه جزء كبير من التمني، وهو جزء من صراع الملصقات بين الجماعة والحزب laquo;الوطنيraquo; الحاكم. ولكن، على رغم حال التمني، هناك ظروف اجتماعية وسياسية طرأت على الساحة المصرية، جعلت المسألة قابلة للنقاش. أبرز هذه الظروف ان النخبة المصرية باتت ميّالة الى استنساخ التجربة التركية، بحيث يشهد البلد حزباً محافظاً، أو آتياً من خلفية إسلامية، من دون شعارات دينية، فضلاً عن أن تزايد الأحداث الطائفية، أثار قلقاً في أوساط مصرية، وجعل الشعار الديني في السياسة غير مرحب به. والنُّخب المصرية ليست منفصلة عن الناس، وهي نجحت - الى حد بعيد - في نقل هذا القلق الى الشارع.
الأكيد أن هذا التوجه يتطلب وعياً سياسياً في صفوف laquo;الإخوان المسلمينraquo;. فالجماعة لم تستطع استلهام التجربة التركية، وأمامها وقت طويل لفعل ذلك، وهو ما دفع الحكومة الى سجن 12 من أعضاء الجماعة، بتهمة رفع شعارات دينية خلال الحملة الانتخابية. وعلى رغم تمسك laquo;الإخوانraquo; بشعارات laquo;الإسلام السياسيraquo;، نجح الحزب الوطني الحاكم في إضعاف شعاراتهم، وجعل إقناع الناس بالشعارات الدينية مهمة صعبة. وربما استطاع الحزب laquo;الوطنيraquo; تحقيق نتائج أكبر، إذا التفت الى نزاهة الانتخابات، وحَسَم الشكوك الحقوقية حولها، وجرَّد المنافسة من شوائب تقاليد الديموقراطية العربية.
النمرة غلطrlm;!rlm;
مكرم محمد أحمد
الإهرام
مع الأسفrlm;,rlm; تحاول بعض جماعات الضغط الأمريكية تحريض الرئيس الأمريكي أوباما علي مصرrlm;,rlm; بدعوي أن رفض مصر مطالب الادارة الأمريكية بالسماح للرقابة الدولية بمراقبة الانتخابات المصرية يظهر الرئيس الأمريكي في المنطقة في صورة بالغة الضعفrlm;,rlm;
ويغري دولا عربية أخري علي أن تحذو حذو القاهرةrlm;,rlm; وأن علي الرئيس الأمريكي أوباما الذي كان ودودا مجاملا لمصر في ردود فعله إزاء قضية الرقابة الدولية علي الانتخابات أن يظهر العين الحمراء للمصريينrlm;,rlm; مطالبين بعودة المشروطية السياسية مرة ثانية في علاقات البلدينrlm;,rlm; والربط بين تدفق المعونات العسكرية لمصر وإستجابة مصر لمطالب الادارة الأمريكيةrlm;!.rlm;
ولا أظن أن هذا الخداع يمكن أن ينطلي علي الرئيس الأمريكي أوباماrlm;,rlm; الذي يعرف جيدا حجم المساندة القوية التي تقدمها مصر لإدارته كي تظل فاعلة وقوية تحظي باحترام المسلمين والعربrlm;,rlm; وتنجح في استئناف التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليينrlm;,rlm; وتحافظ علي مسيرة سلام الشرق الأوسط التي تحقق مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية في المنطقةrlm;,rlm; وتعمل علي أن يظل تيار الاعتدال هو الأقوي يحاصر قوي الارهاب والتطرفrlm;.rlm;
وأظن أن الرئيس الأمريكي أوباما يعرف جيدا حساسية مصر الشديدة تجاه كل مايتعلق بالحفاظ علي إرادتها الوطنيةrlm;,rlm; وأن دعوة هؤلاء الي عودة المشروطية السياسية في علاقات البلدين الثنائيةrlm;,rlm; وربط المعونة العسكرية بالتدخل في الشأن المصري لن يلقي في مصر سوي الرفض الشعبي والحكوميrlm;.rlm;
إننا نعرف جيدا أن قضية الرقابة الدولية علي الانتخابات المصرية ليست أكثر من ذريعة يسعي خصوم الرئيس أوباما لاستخدامها للنيل منهrlm;,rlm; ووضع العصي في العجلات أمام سياساته الداخلية والخارجية كي تظل إدارته في حالة شلل كاملrlm;,rlm; ولو أن مايقلق هؤلاء بالفعل هو مكانة الرئيس الأمريكي وقوته في العالمين العربي والإسلاميrlm;,rlm; لكان لهم موقف آخر من حكومة بنيامين نيتانياهو التي تكيل الإهانات كل يوم للادارة الأمريكيةrlm;,rlm; وترفض بعجرفة زائدة كل مطالب أوباما رغم سخائه الشديد لإسرائيلrlm;,rlm; لكنهم يجترون الصمتrlm;,rlm; ولا يجرأون علي أن يفتحوا أفواههم ليطالبوا أوباما بموقف أكثر قوة تجاه اليمين الإسرائيلي المتطرف يعيد للادارة الأمريكية هيبتها وإحترامهاrlm;{rlm;
الانتخابات المصرية: العملية laquo;كويسةraquo;
محمد صلاح
الحياة
لم تتغير الصورة على رغم مرور الزمن. خمس سنوات مضت على آخر انتخابات برلمانية مصرية ثم أتى الموعد الجديد لانتخابات اعتبرت حاسمة ومصيرية. جاء موعد الاقتراع أمس لاختيار أعضاء برلمان جديد، لكن بقيت الصورة كما هي. فقط تغيرت اسماء بعض أبطالها لكنهم أيضاً أدوا الأدوار نفسها التي أداها غيرهم في الانتخابات السابقة: عنف وأعمال بلطجة في بعض اللجان ومحاولات لمنع الناخبين من الوصول الى مراكز الاقتراع، ولجان أخرى وقعت فيها اعتداءات وهجمات على صناديق الاقتراع وإفراغ للأوراق من داخلها وتمزيقها رداً على محاولات التزوير ويأساً من حماية العملية الانتخابية وتأمينها، ومشاهد كما في أفلام laquo;الأكشنraquo; لأشخاص يمسكون سيوفاً وسكاكين أمام أعين الجميع لإرهاب بعض المرشحين أو مناصريهم، ودعايات وإعلانات طوال اليوم في تلفزيون الدولة تدعو المواطنين الى عدم التفريط في حقوقهم الدستورية والتوجه الى لجان الاقتراع والإدلاء بأصواتهم! وشكاوى من بعض المرشحين بأن مندوبيهم مُنعوا من الدخول الى لجان الاقتراع أو طردوا منها، ولجان خاوية إلا من حراسها أو موظفين انتدبوا من مقار أعمالهم للإشراف على الانتخابات في هذه اللجنة أو تلك، ودماء سالت وأرواح أزهقت وجرحى جراء المعارك التي جرت بين المرشحين وأنصارهم واتهامات متبادلة بين الجميع بالتدخل ومحاولة التزوير لم تقف عند laquo;الإخوانraquo; أو أحزاب المعارضة الأخرى، وإنما امتدت هذه المرة عندما أعلن الحزب الوطني الحاكم أن الاعتداءات جرت ضد بعض مرشحين وأنصارهم!، وصحافيون ومصورون أكدوا أنهم تعرضوا لمضايقات واعتداءات وأعمال خطف ومحاولات للضرب، وتصريحات لمسؤولين في الحكومة أو الحزب الحاكم تشيد بنزاهة الانتخابات ووعي المواطنين مقابل بيانات وتصريحات لرموز معارضة حول أعمال للتزوير مورست laquo;عيني عينكraquo; جهاراً نهاراً أمام الجميع، وسيارات حكومية جلبت ناخبين من مقار أعمالهم الى مراكز الاقتراع أو دوائر رشح فيها الحزب الحاكم وزراء أو مسؤولين في الجهاز التنفيذي للدولة، ومسيرات احتجاجية لمرشحي laquo;الإخوانraquo; ومناصريهم أحبطها رجال الأمن ثم جرى تفريقها، وraquo;مكلمةraquo; تلفزيونية على كل القنوات المحلية والعربية والأجنبية تحدثت فيها الوجوه نفسها التي تتحدث عن كل انتخابات لتلوك المواضيع نفسها وربما العبارات ذاتها على رغم اختلاف الزمن وتبدله. ومواد غذائية بالأطنان وضعت على سيارات أمام لجان الاقتراع ووزعت على الناخبين مقابل أصواتهم، وأموال طائلة وزعت على ناخبين أمام لجان أخرى لرشوتهم، وجمعيات حقوقية ومنظمات محلية لحقوق الإنسان تسعى الى الرقابة من دون أي جديد تراقبه، لأن الأحداث تتكرر والتاريخ يعيد نفسه، وraquo;كليباتraquo; صورت بواسطة أجهزة الهواتف النقالة حوت انتهاكات صارخة وزعت على مواقع الإنترنت، ومواقع الكترونية غالبيتها تابعة لجماعة laquo;الإخوان المسلمينraquo; تم ضربها فاختفت من الشبكة، وآلاف الرسائل الهاتفية تصل الى الصحافيين ومراسلي وكالات الأنباء حملت توقيع laquo;الإخوانraquo; تحدثت فيها بالطبع عن تدخلات وانتهاكات واعتقالات واعتداءات ضد مرشحي الجماعة ومناصريهم، ومواجهات بين مرشحين ينتمون الى الحزب الحاكم وجدوا أنفسهم ينافسون بعضهم البعض لأن الحزب طرح أكثر من مرشح في غالبية الدوائر، وتقارير تلفزيونية متناقضة تماماً بينها تقرير تضمن أحاديث لمواطنين أدوا laquo;واجبهمraquo; الانتخابي تحدث أحدهم شاكراً حامداً منتهزاً وقوفه أمام الكاميرا ليقسم أن العملية الانتخابية laquo;كويسة والحمد للهraquo;.. إنها الانتخابات المصرية أمس.