أحمد يوسف القرعى

مع الترحيب الفلسطيني والعربي بصفة عامة بمبادرة كل من البرازيل والارجنتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية علي حدود الأراضي المحتلة عامrlm;1967,rlm;

فإن مجرد الترحيب لا يكفي حيث تترتب مسئولية التواصل العربي مع مختلف الدول علي المستوي الثنائي وكذا علي مستوي المحافل الاقليمية والقارية والدولية لتأكيد الشرعية الدولية للدولة الفلسطينية التي لا تحظي حتي الآن إلا بمجرد عضو مراقب بالامم المتحدة وفي الوقت نفسه فإن اسرائيل لا تتواني حتي الآن عن ترويج الادعاء الكاذب لمقولة أن فلسطين أرض بلا شعبrlm;,rlm; وشعب بلا أرضrlm;.rlm;
لقد جاءت مبادرة كل من البرازيل والارجنتين مؤخرا كمؤشر جديد ودليل واضح علي تنامي الاجماع الدولي علي ضرورة التدخل الايجابي والفاعل لضمان إعادة المصداقية للعملية السياسية وقدرتها علي إنهاء الاحتلال عن كامل الارض الفلسطينية المحتلة منذ عامrlm;1967rlm; والذي سبق وان عبر عنها الاتحاد الاوروبي في ديسمبرrlm;2009,rlm; وكذا الاعلان الياباني في نهاية نوفمبر الماضيrlm;.rlm;

يعني هذا أن المبادرات الدولية التي تحظي بها قضية فلسطين حالياrlm;,rlm; لا تعني اكتفاء السلطة الفلسطنية بالوقوف علي محطة الانتظار بمعني انتظار مبادرات فردية من جانب واحد او من قبل دول آخريrlm;,rlm; حيث أن المحك الرئيسي هو تنشيط مبادرات الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعلي حدود الاراضي المحتلة عامrlm;1967rlm; ــ ومن ثم فإن علي السلطة الفلسطينية أن تعلن قائمة الدول التي اعترفت اعترافا صريحا ومتكاملا لشرعية الدولة الفلسطينية وتتبادل معها التمثيل الدبلوماسي والقنصلي علي وجه كامل وتعلن السلطة الفلسطينية ايضا مجموعة الدول الآخري التي تعترف بالسلطة الفلسطينية كأمر واقع حتي تتضح للدبلوماسية الفلسطينية والعربية التحرك المشترك علي جبهة الدول الاخيرة وكذا الدول التي لم تتبادل التمثيل الدبلوماسي ولا تفصح عن الاعتراف الكامل بالسلطةrlm;.rlm;

وثمة مسئولية آخري تواكب المبادرة السابقة وهي رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني علي مستوي كل الدولrlm;.rlm; ولقد حدث تطور دبلوماسي في هذا السياق مؤخرا حيث أعلنت فرنسا وأسبانيا والنرويج والبرتغال عن رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي في هذه الدول وبات الرؤساء يتلقون أوراق اعتماد السفراء الفلسطينيين في عدة دول ويعني هذا بشكل غير مباشر الاعتراف بالدولة الفلسطينيةrlm;.rlm; ومما يعزز هذا كله التصريحات الفلسطينية التي صدرت مؤخرا بشأن الاتفاق علي هذا المستوي في الفترة القادمة مع دول أوروبية هيrlm;:rlm; بريطانياrlm;,rlm; المانياrlm;,rlm; بلجيكاrlm;,rlm; السويدrlm;,rlm; النمساrlm;,rlm; فنلنداrlm;,rlm; ايطاليا ويأتي هذا في إطار مخطط دبلوماسي مستقبلي تعمل السلطة الفلسطينية لتحقيقه علي أكبر نطاق جغرافي في مختلف القاراتrlm;.rlm;

ولعل نجاح السلطة الفلسطينة في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي يتطلب في المقام الاول العمل علي وحدة الصف الفلسطيني لا سيما وان الفصائل الفلسطينية رحبت بمبادرة السلطة والخطوة الأولي هي الاسراع بالتوقيع فورا علي الورقة المصرية مع حركة حماس وعلي ضوء الاستعداد الذي ابدته باقي الفصائل للتوقيع علي الورقةrlm;.rlm;
ووحدة الصف الفلسطيني تكتسب اهميتها علي المستوي الدولي من منطلق ان اعلان الدولة الفلسطينية رسميا سوف يتم داخل أروقة الأمم المتحدة نظرا لممارسات اسرائيل العدوانية وادعاءاتها السياسية الباطلة بشأن اطماعها في المزيد من الارض المحتلة ومن ناحية أخري فإن تخلي الولايات المتحدة والرباعية الدولية عن تحمل المسئولية الدولية اتجاه جرائم الاحتلال الاسرائيلي والزامه بتنفيذ قرارات المجتمع الدولي التي تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس والعودة وتقرير المصيرrlm;.rlm;
وعودة ملف القضية الفلسطينية الي اروقة الامم المتحدة واكتسابها شرعية دولية تحقق الاعتراف بدولة فلسطين التي حددتها الامم المتحدة واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف واتخاذ القدس الشرقية عاصمة لبلادهrlm;.rlm;

وأخيرا فإن الاعتراف المتتالي بالدولة الفلسطينية سوف يشكل تحديا للدبلوماسية الامريكية والاسرائيلية ويصعب علي الولايات المتحدة استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويكفي الاشارة علي سبيل المثال الي اعلان عشرات الدول منrlm;(rlm; قارات العالم الثالث افريقياrlm;,rlm; آسياrlm;,rlm; أمريكا اللاتينيةrlm;)rlm; بالاستعداد الكامل للاعتراف بالدولة الفلسطينية عضوا بالامم المتحدةrlm;.rlm;