حمد الحمد

قبل نصف قرن أو أكثر، عندما نطلق على شخص أنه عالم أو عالم دين، فإننا نعني أنه يعلم كثيرا في الأمور الدينية خاصة، وهذا يعود الى ان معظم أفراد المجتمع في ذلك الزمان لا يجيدون لا الكتابة ولا القراءة، لهذا كان هؤلاء العلماء الذين درسوا وتفقهوا المنقذ لهم، ولكن في وقتنا الحاضر معظم أفراد مجتمعنا الخليجي الصغار والكبار تلقوا التعليم في مدارس نظامية، وهم منفتحون على العالم، سواء عبر وسائل الإعلام السمعية أو المرئية، خاصة الشباب منهم، لهذا أفراد المجتمع أكثر علما، ولا حاجة الى أن يأتي من يبصرهم في دينهم أو دنياهم.
لهذا، عندما تأتي فتوى كفتوى الشيخ عبدالرحمن البراك، باستباحة دم من يؤيد الاختلاط أو حتى اعتباره laquo;ديوثاraquo; إنما تبدو فتوى من رجل حتما ليس بعالم بما يدور حوله في هذه الدنيا، ولا يعلم مصالح البشر، وخلافاتهم الفكرية، وان فتواه تتعارض مع كل أنظمة وقوانين كل الدول التي تجرم القتل وإرهاب الآخر، وللتوضيح قد يخفى على من هم في مقتبل العمر من الشباب مصطلح كلمة ديوث، وهي تعني الرجل الذي لا يغار على محارمه، وهي أبشع صفة يوصف بها رجل عربي.
وفي هذا السياق اذكر سؤالاً ذكياً من مواطن سعودي عبر احدى الصحف السعودية، بعد ظهور تلك الفتوى من الشيخ البراك، يقول المواطن بما معناه laquo;أنا مواطن وزوجتي طبيبة أطفال سعودية، وهي تعمل في مستشفى يختلط به الأطباء رجالا ونساء مع أهالي المرضى، فهل اعتبر يا شيخ laquo;ديوثاraquo; كما جاء في فتواكraquo;؟
لهذا، نتمنى أن تتوقف فتاوى علماء لا يعلمون ما يدور حولهم ولا يعون مصالح البلاد ولا منافع العباد.