عمان- بسام البدارين

وسط ترحيب رسمي بدأ جناح الحمائم في الحركة الاسلامية الاردنية تنفيذ سيناريو موضوع سابقا بعناية لسحب حزب جبهة العمل الاسلامي من تحت عباءة quot;الوصاية الاخوانيةquot; تحسبا لقرار وشيك قد يتخذه حلفاء المراقب العام للاخوان المسلمين بتسمية اقوى حلفاء حركة حماس في الساحة الاردنية الشيخ زكي بني ارشيد امينا عاما للحزب خلافا لما تريده عدة اطراف بما فيها الحكومة ورموز الاعتدال في الحركة.
وعلم من مصدر واثق الاطلاع بان الفرصة متاحة خلال ايام ولاول في تاريخ الحركة الاسلامية للعمل على فرض سيناريو الانسحاب من العباءة الاخوانية والنضال من اجل استقلالية القرار الاداري والتنظيمي للحزب عن الجماعة، وفي حالة فشل هذا التوجه وتشدد قيادة الاخوان قد يبحث قادة الحمائم صيغة quot;الانشقاقquot; العلني وتأسيس حزب جديد لا تربطه الا علاقة ودية بالحركة الاخوانية.

ووضعت هذه الخطط الاحتياطية لمنع مجلس شورى الاخوان الذي يسيطر عليه الصقور من تسمية الشيخ بني ارشيد امينا عاما خلفا للدكتور اسحاق الفرحان الذي عين في المنصب مؤقتا لحل ازمة داخلية العام الماضي، فيما خاض ارشيد بسابقة غير معهودة اخوانيا عندما صرح علنا بان الانتخابات الداخلية الاخيرة للحزب قد تكون انطوت على تزوير.

ومهد الحمائم الذين يدعمهم المراقب السابق للاخوان سالم الفلاحات والفرحان والقياديان المخضرمان حمزة منصور وعبد اللطيف عربيات لإنذار quot;التلويح بالانسلاخquot; عن الجماعة الاخوانية بسلسلة تصريحات تحدثوا فيها علنا عن قرب لحظة الحقيقة المتمثلة بضرورة تخلي شورى الاخوان عن حقهم الادبي في تسمية الامين العام للحزب ومراجعة اسس العلاقة التنظيمية بين الحزب والجماعة.

ويرفض الشيخ همام سعيد الممثل لأهم مركز قوى وثقل اخواني هذا الطرح ويعتبره في الاجتماعات المغلقة بمثابة خروج عن ادبيات التربية الاخوانية وتهديد بالانشقاق، وقالت مصادر داخل الاخوان ان الغرف المغلقة تشهد خلافات حادة بالرأي هذه المرة واحيانا تبادل اتهامات فيما يذكر الشيخ ارشيد بان حزب الجبهة هو الذراع السياسية للجماعة الاخوانية وبالتالي من حقها تسمية قيادته.

وسبق للشيخ ارشيد ان تولى امانة اعرض حزب سياسي في البلاد لاكثر من عامين لم يجلس خلالهما على طاولة اي مسؤول رسمي وتعرض الحزب في عهده لمقاطعة رسمية متكاملة ويأخذ خصومه عليه تحالفاته وزياراته المتكررة لقادة حركة حماس في دمشق التي تثير ازمة مع السلطة في عمان كما لمح الشيخ فلاحات.

لكن اصحاب السيناريو المضاد يشيرون في مجالساتهم الخاصة لاستعدادهم للانسحاب من حزب الجبهة والانشقاق عنه اذا ما اصر الثقل الاخواني على تسمية رشيد وحلفائه في قيادة المكتب التنفيذي للحزب في خيار يقفز على السطح لاول مرة ويرفض القادة الاسلاميون علنا الاعتراف به.

وتم التمهيد لهذا التحول المهم على اساس ان انسحاب الحمائم جماعيا من الحزب سيؤدي الى فرط عقده وبالتالي مخالفة شروط الترخيص الرسمي مما سيمسح للسلطات لاحقا بالاعتراف بالاطار الحزبي الجديد وتصفية نفوذ الصقور وحلفاء حماس فيما سيتبقى من تراث الحزب القديم.

وبدأ التمهيد عمليا بدعوة علنية وضمنية للانسلاخ نشرها الكاتب الصحافي الاسلامي ابراهيم الغرايبة وهو شقيق الدكتور ارحيل الغرايبة اهم المسؤولين السياسيين في الحزب من جناح الحمائم.

واذا ما وصلت الخلافات لأفق مسدود كما يتوقع خبراء الملف الاسلامي يمكن القول ان امبراطورية الاخوان المسلمين في الاردن في طريقها للتفكك واعادة الانتاج.