سليمان العقيلي

في حديثه إلى برنامج دواد الشريان (واجه الصحافة) في قناة العربية، ظهر شيخ الأزهر الجديد أحمد الطيب بمظهر هجومي على كل الجبهات. فهو أنكر أن للإخوان مكانا في الأزهر، ووصم دعاة الفضائيات بالسفسطائيين الجدد، واشترط لقبول الشيعة الإقلاع عن السياسة والتبشير. ونفى أي تأثير عميق للسلفية في المجتمع الإسلامي.
وكان لافتا إنكاره التراث السلفي. رغم أن السلفية منهج فقهي غير مرتبط بحركة أو تيار، بل بالمرجعية الأصولية للسلف الصالح في كل المذاهب الإسلامية. قال إن السلفية عمرها 200 عام فقط (أي أنه ربطها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب). وظهر كأنه معبأ بالفكرة السياسية للسلفية التي تكرهها أمريكا والمرتبطة بالجهادية. لذا اختصرها في لون واحد واتخذ منها موقفا حادا، وقلل من شأنها ومن انتشارها. وظهر كأنه سيكون خصما لها. وهذا يضعه في مواجهة مفتوحة مع قطاعات سلفية عريضة داخل مصر وخارجها.
وإذا أخذت الخلفية الثقافية التي جاء منها الطيب وهي الصوفية يكون هذا الرأي مفهوما جدا، لكن الأزهر على مدى تاريخه كان مكان تفريخ العلماء السلفيين بمن فيهم المجددون مثل محمد عبده ومحمد رشيد رضا. باعتبار السلفية منهجا فقهيا يعتمد النص ولا يتناقض مع الاجتهاد، وإن أصبح اجتهادا محافظا في الآونة الأخيرة.
ويرى المراقبون أن الأزهر تراجع دوره في السنوات الماضية، بسبب تراجع دور مصر الإقليمي من جهة، وبسبب الالتباس القائم في علاقته مع السلطة السياسية. وواضح أن اختيار الشيخ الأكبر من التيار الصوفي المناوئ للسلفية والمفضل أمريكيا هو اختيار سياسي، مما ينذر بوضع الأزهر في قلب العواصف.