عبدالله الهدلق


- ستبقى فرنسا رافضة انضمام الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي

تنكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لمبادئ تركيا العلمانية العظيمة التي ارسى دعائمها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وانتهك أردوغان الدستور التركي، وبسبب وجود أردوغان كرئيس وزراء لتركيا توترت العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بشكل كبير، لذلك فإن فرنسا لن تغير موقفها، وستبقى رافضة لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، كما سبق لألمانيا ان رفضت ايضا ذلك، والسبب هو وجود رجب طيب أردوغان في رئاسة الوزراء وهو المعروف بتوجهاته الدينية المتشددة والتي جعلت سجل تركيا في مجال حقوق الانسان حالك السواد.
لا يختلف أردوغان عن زعيم ليبيا القذافي، ولا عن زعيم فنزويلا شافيز في ان كل واحد منهم قد جلب العداء العالمي لبلده ووتر العلاقات الدولية معها، ولمن لا يعرف رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي فها هي نبذة عنه وعن تاريخه السياسي.
رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية القناع الآخر لحزب الرفاه الديني المندثر - وهو أحد السياسيين المكروهين في تركيا، وقد قال عنه احد كبار القادة العسكريين في القوات المسلحة التركية في عام (2002) وقبل ان يصبح أردوغان رئيساً للوزراء: laquo;لن يستطيع أردوغان لو وصل الى السلطة ان يخالف توجهات تركيا العلمانية، لأنه يعرف ماذا سيحدث له لو خرج عن الخطraquo;.
ولد أردوغان في عام (1954) ودرس في مدرسة دينية ثم حاز درجة جامعية في الادارة من جامعة مرمرة في اسطنبول، وهناك التقى بنجم الدين اربكان زعيم حزب الرفاه الديني وانضم أردوغان الى تلك الحركة المحظورة، وجاءت اول مواجهة له مع القانون والسلطة عام laquo;1980raquo;، واصبح أردوغان بعد ذلك مستبعداً ومحظوراً من شغل المناصب العامة.
أدين أردوغان في عام laquo;1998raquo; بتهمة التحريض على الكراهية الدينية والارهاب، لأنه قرأ علنا قصيدة شعرية وردت فيها العبارات التالية: laquo;المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا، والمؤمنون جنودنا..raquo; وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة اشهر، قضى منها اربعة اشهر فقط ثم اطلق سراحه، وبسبب سجله الجنائي حظر عليه الترشح في الانتخابات او شغل المناصب السياسية وعلى الرغم من ان أردوغان يزعم انه تنصل من رؤاه الدينية المتشددة التي وسمت ماضيه بالتطرف والارهاب الا انه ما يزال يسعى جاهدا لاحياء مبادئ وأفكار حزب الرفاه المقبور عام laquo;1988raquo; سواء بقي في السلطة او تنحى او عزل عنها، ويعارض أردوغان دخول النساء الى المكاتب الحكومية والمدارس دون لبس الحجاب، وينظر غالبية الاتراك، من ذوي التوجهات العلمانية وكبار الجنرالات نظرة ارتياب وتشكيك حول مواقف وتوجهات أردوغان الذي خرج من رحم حزب الرفاه الديني البائد.
لقد تسبب أردوغان ايضا في نشوء ازمة سياسية بين انقرة وتل ابيب عندما صرح بأن اسرائيل هي الخطر الرئيسي على السلام الإقليمي، في آخر هجمة لأردوغان ضمن هجماته المتكررة على اسرائيل وما علم أردوغان انه شخصيا الخطر الرئيسي على تركيا وأن laquo;ديكتاتورية ايران الفارسيةraquo; - التي تدعم متمردي الأكراد (PKK) ماديا وعسكريا لمهاجمة الاراضي التركية وارتكاب الجرائم الارهابية فيها - هي الخطر الرئيسي على السلام الاقليمي والعالمي بسبب تنامي قدراتها النووية العسكرية.