سارة بيرك
يصف المسؤولون الإسرائيليون ما يقال عن تسليم سورية صواريخ من طراز laquo;سكودraquo; لحزب الله بأنه laquo;تغيير في لعبة التسلحraquo; يشكل تصعيداً جديدا بالصراع القائم في الشرق الأوسط.
ويزعم هؤلاء المسؤولون ان الرئيس السوري الاسد يعمل على زيادة التعاون بين القيادة العسكرية السورية وحزب الله وايران، لذا عملت سورية على نقل هذه الصواريخ المصنوعة بتكنولوجيا روسية أو كورية شمالية الى حزب الله.
الحقيقة ان الاشاعات حول نقل هذه الاسلحة كانت تدور في القدس وواشنطن منذ أكثر من اسبوع، لكن المسؤولين الاسرائيليين والأمريكيين رفضوا تأكيدها في البداية، غير ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ما لبث ان قال خلال لقاء مع الراديو الاسرائيلي: تزعم سورية انها تريد السلام لكنها تسلم في الوقت نفسه laquo;سكودraquo; لحزب الله الذي له هدف وحيد وهو تهديد دولة اسرائيل.
يحدث هذا الآن في وقت كان الرئيس باراك أوباما قد جعل فيه التعامل مع حكومة دمشق حجر الزاوية لسياسته في الشرق الاوسط، وذلك بأمل استمالتها الدخول بعملية السلام الاقليمي، وابعادها عن تحالفها الاستراتيجي مع ايران.
وبالاضافة لتعيينه سفيرا في دمشق، تحرك أوباما لتخفيف العقوبات الأمريكية التي تستهدف قدرة سورية على استيراد قطع غيار لطائراتها. غير ان واشنطن ربطت عملية زيادة اتصالاتها على المستوي العسكري بدمشق بحفظ الأمن على نحو أفضل على الحدود السورية - العراقية.
على اي حال، يقول مسؤول أمريكي رفيع المستوى، مهتم بالسياسة الأمريكية في المنطقة، ان واشنطن غير متأكدة مما اذا كان الاسد يريد تصعيد التوتر مع اسرائيل، لكن المسؤولين السوريين والاسرائيليين تبادلوا خلال الأشهر الأخيرة علنا الاتهامات بشأن استعداد كل جانب منهما للحرب، ولاحظ هذا المسؤول ان نقل السلاح السوري لحزب له يمكن ان يكون شكلا من اشكال الردع.
وفي هذا السياق، عمد الاسرائيليون في الاسابيع القليلة الماضية الى تأجيل مناوراتهم العسكرية في جهد منهم لتخفيف التوتر مع العاصمة السورية، وذكر مسؤولون اسرائيليون علنا ان الدولة اليهودية لا تعد للدخول في اي صراع.
غير ان المسؤولين السوريين كانوا قد اعربوا من جانبهم عن الشعور بالإحباط من بطء خطوات التقارب الأمريكي مع سورية، وقالوا ان بالامكان رفع العقوبات بسرعة عن سورية، لكن يبدو ان واشنطن غير قادرة على حتى انتزاع التزام من بنيامين نيتنياهو للتفاوض مع دمشق بهدف اعادة السيادة السورية الى مرتفعات الجولان.
من الملاحط بالفعل ان المخاوف من نشوب صراع عسكري جديد في المنطقة زادت في الآونة الاخيرة، ففي فبراير الماضي استضافت دمشق قمة جمعت بين الرئيس السوري ونظيره الايراني وامين حزب الله حسن نصر الله، وتعهد المشاركون في هذا المؤتمر بمواصلة المقاومة صد التحالف الأمريكي - الاسرائيلي.
المتحدث باسم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس جون كيري قال انه لا يستطيع التعليق على المسائل السرية لكن السيناتور كيري يشعر بقلق من قيام سورية بتسليح حزب الله مباشرة.
ومن الواضح ان منتقدي سياسة البيت الابيض في التعامل مع دمشق استغلوا التقارير التي تحدثت عن الصواريخ باعتبارها دليلا على عدم استعداد الرئيس السوري قطع علاقات بلاده الاستراتيجية مع طهران وحزب الله، فقد قال اندرو تابلر محلل الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى: بات من الصعب على نحو متزايد القول ان مسار التعامل مع سورية قد نجح.
الا ان مؤيدي البيت الابيض في الكونغرس ردوا على ذلك بالقول ان الولايات المتحدة بحاجة لتعامل وثيق اكثر مع سورية، وذلك حتى تتمكن من معالجة الاستفزازات كمسألة الصواريخ المفاجئة.
جدير بالذكر ان المسؤولين الاسرائيليين كانوا قد اكدوا انهم يشعرون بالقلق من احتمال ان تكون سورية قد نقلت انظمة صواريخ مضادة للطائرات، وذخيرة ثاقبة لدروع الدبابات الى حليفها اللبناني، وما يشير القلق اكثر الآن هو ان صواريخ laquo;سكودraquo; البالغ مداها 340 ميلا يمكن ان تغير جدا التوازن العسكري القائم في المنطقة، فحزب الله تمكن خلال الحرب التي خاضها ضد اسرائيل في 2006 من ضرب المدن والبلدان الاسرائيلية الواقعة في الشمال بصواريخ قصيرة المدى، وهو يستطيع الآن بحصوله على laquo;سكودraquo; مهاجمة تل ابيب والقدس واي مكان اخر في اسرائيل.
تعريب نبيل زلف
التعليقات